«فوي فوي فوي»: دراما كوميدية واقعية عن لاعبي الكرة المكفوفين

محمد فراج لـ«الشرق الأوسط»: لم تُخفني التجربة

لقطة من الفيلم (محمد فراج في «إنستغرام»)
لقطة من الفيلم (محمد فراج في «إنستغرام»)
TT

«فوي فوي فوي»: دراما كوميدية واقعية عن لاعبي الكرة المكفوفين

لقطة من الفيلم (محمد فراج في «إنستغرام»)
لقطة من الفيلم (محمد فراج في «إنستغرام»)

يتّخذ الفيلم المصري «فوي فوي فوي» موقعه في المنافسة ضمن الأفلام المعروضة في مصر حالياً، ومن المُنتظر عرضه في دول عربية خلال الأيام المقبلة. وهو دراما كوميدية واقعية عن لاعبي كرة القدم المكفوفين. يؤكد بطله محمد فراج لـ«الشرق الأوسط»، أنّ التجربة لم تُشعره بالخوف، بل أقدَم على خوضها بحماسة.

تدور الأحداث المستوحاة من قصة حقيقية، حول شخصية «حسن» الذي يدّعي أنه ضرير للهروب من مصر بطريقة غير شرعية، عبر سفره مع فريق كرة القدم للمكفوفين للمشاركة في بطولة كأس العالم الخاصة بهم في بولندا.

«بوستر» الفيلم (الشركة المنتجة في «فيسبوك»)

في السياق ذاته، يحاول حسن (فراج) السفر إلى الخارج، إلا أن فشل المهمّة يتربّص به، فيدّعي فقدان البصر للانضمام إلى فريق الكرة للمكفوفين، بعدما علم بسفرهم للمنافسة في البطولات الدولية.

ووفق صُناع العمل، أرادت النهاية المُمثَّلة بفوز الفريق المصري رغم هروب بعضهم «إثبات أن ثمة لاعبين هدفهم النجاح، على عكس آخرين لديهم أهداف أخرى».

يتناول «فوي فوي فوي» معاناة المكفوفين من لاعبي كرة القدم بطريقة كوميدية، وهو صُوِّر في دول من بينها، رومانيا، ولبنان، ومصر. الفيلم من تأليف وإخراج عمر هلال، وبطولة محمد فراج، بمشاركة نيللي كريم، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، وحنان يوسف، ومحمد عبد العظيم.

الفنانة نيللي كريم في لقطة من الفيلم (صفحة محمد فراج في «إنستغرام»)

يشار إلى أنّ «Voy» هي كلمة إسبانية تعني «أنا قادم»، تُستخدم عادة في لعبة كرة القدم للمكفوفين، فاستخدمها المؤلّف للسير مع الأحداث. يقول هلال لـ«الشرق الأوسط»: «الكتابة استغرقت نحو 4 سنوات، وهي مستوحاة من قصة حقيقية تناولتها وسائل إعلامية مصرية وعالمية»، موضحاً أنّ «تداعيات (كورونا) كانت وراء تأخّره».

ويتابع: «كتابة العمل وإخراجه ليسا بالسهولة على الإطلاق. فالأحداث تدور في عالم المكفوفين، وهذا ليس مألوفاً لدى الجمهور العريض، بجانب تنسيق فريق الفيلم وتصويره في دول عدة»، مشيراً إلى أنّ «طابعه تجاري، لكنه يصلح للعرض في المهرجانات من الناحية الفنية».

صنّاع الفيلم في العرض الخاص (الشركة المنتجة في «فيسبوك»)

يؤكد فراج لـ«الشرق الأوسط» أنّ «شخصية (حسن) تختزل إنساناً عادياً يحاول تحقيق أحلامه بشتى الطرق، فيشارك في فريق المكفوفين، وهذا لم يكن سهلاً»، مضيفاً أنه لم يتخوّف من التجربة، بل استمتع بها واستفاد منها على المستويين الفني والإنساني.

من جهته، يقول الناقد المصري طارق الشناوي إنّ «الفيلم يُعيد الثقة بجيل جديد، لكونه العمل السينمائي الأول للمخرج والمؤلّف عمر هلال، فقدّم حالة وجدانية تجعلنا نُسلّم بوجود مواهب مبدعة تراهن على السينما، وليس على إعادة أفكار سبق تقديمها».

المؤلّف والمخرج المصري عمر هلال (الشركة المنتجة في «فيسبوك»)

يضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يطرح الفيلم فكرة واقعية مغايرة بإطار كوميدي بعيداً عن بلورتها بشكل مأساوي، بجانب تناغُم العناصر الفنية، من لمسة المخرج، إلى تصاعد الأحداث، وضبط الإيقاع والحضور المختلف للفنانين محمد عبد العظيم، وبيومي فؤاد، وحنان يوسف، إلى الكوميدي طه دسوقي القادم بقوة».

ويشير الشناوي إلى أنّ «منح البطولة لمحمد فراج، رغم أنه ليس نجم شباك معترفاً به سينمائياً، هو خيار موفّق، بينما ملأت نيللي كريم مساحة صغيرة خلف نجم العمل. ذلك يُحسب للمخرج الذي فكر بجرأة لناحية اختياره ممثلاً يعطي مساحة أعمق، لأنّ كريم فنانة حقيقية لا تسعى إلى تصدُّر (البوستر) والحالة الفنية بأسرها».

الفنان بيومي فؤاد في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة في «فيسبوك»)

لم يكن «فوي فوي فوي» أول فيلم يناقش قضية المكفوفين، فقد قدّمها الراحل محمود عبد العزيز في فيلم «الكيت كات» (1991)، وأيضاً عادل إمام في فيلم «أمير الظلام» (2002)، والراحل صالح سليم في فيلم «الشموع السوداء» (1962)، وسميرة أحمد في فيلم «العمياء» (1969)، كما قدّمها محمد صبحي في مسرحية «وجهة نظر» (1989). ودرامياً طُرحت في مسلسلي «الأيام» للفنان أحمد زكي (1979)، و«تاجر السعادة» للفنان خالد صالح (2009).

الفنان محمد فراج في لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة في «فيسبوك»)


مقالات ذات صلة

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

يوميات الشرق الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان بعد مرور 27 عاماً على رحيله.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من الفيلم صوّرته الحاج في أثناء «ثورة أكتوبر» (ميريام الحاج)

«متل قصص الحب»... رحلة سينمائية استغرقت 7 سنوات

بعد فيلمها الوثائقي الأول «هدنة» تقدّم اليوم المخرجة ميريام الحاج ثاني أعمالها السينمائية الطويلة «متل قصص الحب».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لوحات المعرض يستعيد بها الفنان رضا خليل ذكريات صباه (الشرق الأوسط)

«سينما ترسو»... يستعيد ملامح أفلام المُهمشين والبسطاء

معرض «سينما ترسو» يتضمن أفكاراً عدّة مستوحاة من سينما المهمشين والبسطاء تستدعي الذكريات والبهجة

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)

الأجنَّة تتحكَّم في الأمهات بـ«الريموت كونترول»

امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)
امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)
TT

الأجنَّة تتحكَّم في الأمهات بـ«الريموت كونترول»

امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)
امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)

كشف فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج البريطانية النقاب عن آلية مدهشة يستطيع الجنين من خلالها التحكُّم في طبيعة المغذّيات التي يحصل عليها من الأم خلال فترة الحمل اعتماداً على جين معيَّن ينتقل إليه عن طريق الأب.

وفي إطار دراسة نشرتها الدورية العلمية «سِلْ ميتابوليزم» المتخصِّصة في بحوث الأيض الخليوي التي تتعلّق بعملية تحويل الغذاء إلى طاقة داخل جسم الإنسان، ونقلتها «وكالة الأنباء الألمانية»، وجد الباحثون أنّ الأجنَّة تستخدم هذا الجين للتأثير في جسم الأم من أجل الحصول على مزيد من المغذّيات خلال أشهر الحمل. ويوضح الباحثون أنّ هذه الآلية التي تشبه التحكُّم عن بُعد بـ«الريموت كونترول»، تعمل عن طريق إشارات هرمونية تنتقل من الجنين إلى الأم عبر المشيمة من أجل تغيير عملية الأيض لديها، وتوفير أفضل فرص النمو بالنسبة إلى الجنين. ويرى الفريق البحثي أنّ هذه الآلية التي يصفونها بأنها «معركة من أجل الغذاء» تتم وفق توازن دقيق نظراً لانطوائها على أهمية بالغة، ليس فقط من أجل نمو الجنين، وإنما أيضاً لسلامة الأم وصحتها الإنجابية في المستقبل.

ويؤكد الباحثون أنه في إطار هذه المعركة، يحاول الجنين التحكّم بـ«الريموت كونترول» في عملية الأيض لدى الأم للحصول على أقصى استفادة، في حين يحاول جسم الأم إحداث نوع من التوازن بين حاجاته من جهة، وتلبية متطلّبات النمو لدى الجنين من جهة أخرى؛ لذلك من الضروري أن تحصل الأم خلال الحمل على كميات كافية من الغلوكوز والدهون لتلبية حاجاتها للطاقة والحفاظ على استدامة الحمل، ثم الرضاعة لاحقاً، مع تعزيز فرصها في الإنجاب مرة أخرى.

ويوضحون أنّ المشيمة، وهي عضو يتكوَّن داخل الرحم ويربط بين الأم والجنين طوال فترة الحمل، ويحصل الجنين من خلالها على الغذاء والأكسجين اللازم للبقاء على قيد الحياة والنمو، تلعب دوراً رئيساً في هذه العملية البيولوجية؛ إذ تفرز هرمونات معيّنة للتواصل مع جسم الأم من أجل إعطاء الأولوية لنمو الجنين. وقد نجحوا خلال تجارب معملية في تعطيل الإشارة التي تنتقل عبر المشيمة لدى فئران تجارب للتحكُّم في طبيعة المغذّيات التي تنتقل من الأم إلى الجنين.

وتقول اختصاصية علوم الأجنَّة، الباحثة أماندا بيري، إنّ هذا البحث هو «أول دليل مباشر يثبت أنّ الجين الذي يحصل عليه الجنين من الأب يعطي إشارات للأم من أجل الحصول على المغذّيات التي يحتاج إليها». ويضيف أستاذ علوم الأيض الغذائي من معهد ويلكام إم أر سي البحثي التابع لجامعة كامبريدج، ميغيل كونستانسيا، في تصريح للموقع الإلكتروني «سايتيك ديلي» المتخصِّص في البحوث العلمية أنّ «منظومة التحكّم بـ(الريموت كونترول) لدى الجنين تعمل عن طريق الجينات، ويمكن تشغيلها أو تعطيلها وفق الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب والأم على السواء عن طريق ما يُعرف باسم التطبُّع الجيني».

ويتابع كونستانسيا أنّ «الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب تتّسم بالطمع والأنانية وتسعى إلى التلاعب في الموارد الغذائية بجسم الأم لمصلحة الجنين لينمو ويكون في أفضل وضع. ورغم أنّ الحمل هو عملية تعاونية إلى حدّ كبير، فإنّ ثمة ساحة كبيرة للصراع بين الأم والجنين؛ المشيمة والجينات المنسوخة تلعب دوراً رئيساً في هذا الصراع».

وتبيَّن للباحثين أنّ الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب تهدف إلى تعزيز النمو، في حين أنّ التي يحصل عليها من الأم تسعى إلى الحدّ من نموّه وعدم استنزاف جسم الأم. وأعربت أماندا بيري عن اعتقادها بأنّ «الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأم، وتقلّل عملية النمو، هي طريقة الأم من أجل البقاء، بحيث لا يستولي الجنين على جميع المغذّيات ويصبح كبير الحجم، مما يؤثّر في عملية الولادة، كما تعطي هذه الآلية الأم الفرصة للحفاظ على صحتها والإنجاب مرات أخرى في المستقبل».

وفي إطار التجربة، أوقف الباحثون عمل أحد الجينات المهمّة التي تنتقل إلى الجنين من الأب، ويحمل اسم «Igf2»، وهو الجين الذي يعطي الإشارات لجسم الأم لإنتاج البروتين، ويلعب دوراً رئيساً في نمو أنسجة الجنين بما فيها المشيمة والكبد والمخ. ويقول الباحث في قسم علوم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب بجامعة كامبريدج، وأحد المشاركين في الدراسة، خورخي لوبيز تيلو، إنه «إذا ما عُطِّل عمل هذا الجين، فإنّ جسم الأم لا ينتج كمية كافية من الغلوكوز والدهون في الدورة الدموية، وبالتالي لا يحصل الجنين على المغذّيات الكافية ولا يستطيع النمو بشكل سليم».

ووجد الباحثون أيضاً أنّ حذف جين «Igf2» من خلايا المشيمة يؤثّر في إنتاج هرمونات أخرى تنظِّم إفراز الإنسولين في البنكرياس، ويؤثّر أيضاً في استجابة الكبد والأنسجة المسؤولة عن عملية الأيض. وتقول أماندا بيري: «وجدنا أنّ الجين (igf2) يتحكّم في الهرمون المسؤول عن تقليل الحساسية تجاه الإنسولين في جسم الأم خلال فترة الحمل، أي أنّ أنسجتها لا تستطيع امتصاص الغلوكوز، ما يزيد من كمية المغذّيات المُتاحة للجنين في دورتها الدموية».

وتشير إلى أنّ الأجنَّة الذين يعانون خللاً في الجين المذكور قد يعانون نمواً مفرطاً أو قصوراً في عملية النمو داخل الرحم؛ لكنّ الباحثين لم يستطيعوا حتى الآن تحديد الجزء المسؤول داخل الجين عن توجيه الإشارات من أجل زيادة المغذّيات التي يحصل عليها الجنين من جسم أمه، مؤكدةً أنّ هذه الدراسة «تُضيء على أهمية ضبط عملية تحويل المغذّيات من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل من أجل الحفاظ على صحة المولود في المستقبل، فضلاً عن الدور الرئيس الذي تلعبه المشيمة في هذه العملية».