ظهور أسما شريف منير «حليقة الرأس» يثير تفاعلاً في مصر

قالت إن القرار صعب لكنه «يشعرني بالقوة والتفاؤل»

أسما شريف منير في لقطة من «ستوري» صفحتها في إنستغرام
أسما شريف منير في لقطة من «ستوري» صفحتها في إنستغرام
TT

ظهور أسما شريف منير «حليقة الرأس» يثير تفاعلاً في مصر

أسما شريف منير في لقطة من «ستوري» صفحتها في إنستغرام
أسما شريف منير في لقطة من «ستوري» صفحتها في إنستغرام

أثار ظهور أسما شريف منير «حليقة الرأس» عقب حضورها حفل مهرجان القاهرة للدراما الذي أقيم (الخميس) في مدينة العلمين الجديدة، تفاعلاً واسعاً بعد تصدرها «ترند» بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

أسما شريف منير في لقطة من «ستوري» صفحتها في إنستغرام

وكانت أسما قد ظهرت عبر صفحتها الشخصية بموقع «إنستغرام» في فيديو في أثناء خضوعها لحلاقة شعرها بالكامل، قبل مشاهدتها في الاحتفال بمرور 60 عاما على الدراما المصرية، وعلقت قائلة: «راحة وصفحة جديدة، جزء من الموضوع نفسي ومحاولة لتخطي الأزمات».

وأضافت: «لم أندم على ما فعلت ولا أشجع أحدا على ذلك لأن الموضوع شخصي بالدرجة الأولى». وكشفت أسما عن السبب وراء قيامها بذلك قائلة: «شعري يتعرض للسقوط منذ فترة بجانب تعرضه للحرق بسبب أدوات فرده، بالإضافة للإصابة بالغدة وتأثيرها».

وأكملت أسما «قررت أنفذ ما عزمت عليه منذ فترة كبيرة، كي أبدأ من جديد و(أحرر نفسي)».

وعلى هامش حضورها حفل مهرجان القاهرة للدراما قالت أسما في تصريحات لوسائل إعلامية مصرية «هناك خطوات قادمة في حياتها تتطلب ما فعلت، ولم تستشر أحدا سوى ابنتها التي شجعتها على قرارها الجريء».

وعن رد فعل والدها الفنان شريف منير قالت إنه «منشغل في تصوير عمل فني ولم يشاهدها بعد»، مشيرة إلى أنها لم تندم على ما فعلته، وأنها تشعر بالراحة والاختلاف.

أسما شريف منير في لقطة من فيديو حلاقة الشعر (المصدر صفحتها بإنستغرام)

من جانبها، ترى الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي، أن ما فعلته أسما يندرج تحت عدة أسماء: «فالتغيير الشخصي يمكن أن يكون لأسباب تتعلق بحالتها النفسية والتخلص من ماض أو علاقة وأحيانا يمكن أن يكون دعما لأصدقاء مرضى».

وتضيف الصفدي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحالة النفسية ربما تدفع بالإنسان لاتخاذ قرارات عاطفية متسرعة تمثل إنهاء ذكرى علاقة أو تحديا للذات، حسب التشخيص».

وتقول الاستشارية النفسية المصرية إيمان الريس: «ما فعلته أسما حتى وإن كان هدفه الترند فهو أيضا سبب نفسي وشعور قاتل بالوحدة».

ورأت الريس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المجتمع بات يفتقر للتعاطف نوعاً ما». وقالت إن قضية «الترند» أمر واقع ويجب التعامل معها أحياناً من منظور مختلف، فهي «محاولة للفت الأنظار؛ تعني احتياج الشخص للتواصل مع الناس، وتوضح معاناته من الفراغ وعدم التكيّف النفسي».

وأكدت الريس أنه إذا كان الأمر مرضياً مثلما أفادت أسما فهو «لا يحتاج إلى (شو) وتصوير مثلما فعلت»... «ما أقدمت عليه وراءه دافع نفسي وما حدث لا بد من وضعه داخل إطار الاحتياج للدعم المعنوي».

أسما شريف منير في لقطة من ستوري صفحتها بإنستغرام

وقال الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» ظهورها (حليقة الرأس) وتصريحها بأن السبب وراء ذلك تعرضها للإصابة بمرض ما «يحتاج للعرض على طبيب والاتجاه للعلاج، ومن ثم الظهور أمام الجمهور، وحينها تبرر اختفاءها لخضوعها للعلاج وليس العكس فقد قامت بعملية القص قبل ظهورها في الحفل بساعات معدودة»، متابعا: «هذا الأمر يوضح أن هدفها تصدر الترند والرغبة في لفت الانتباه حتى وإن نفت ذلك لكن الأمر ببساطة يدل على ذلك».

وقدمت أسما شريف منير برنامج «أنا وبنتي» بمشاركة والدها الفنان المصري شريف منير قبل عدة سنوات واستضاف البرنامج مجموعة كبيرة من المشاهير عبر إحدى القنوات المصرية، بجانب نشاطها الخاص عبر صفحتها الشخصية بموقع «إنستغرام» حول وسائل التجميل المختلفة.



صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
TT

صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)

خلال إحدى حفلاته الأخيرة في بيروت، فوجئ المغنّي السوري «الشامي» بأحد الحاضرين الذي صعد إلى المسرح ووجّه إليه حركة نابية، بعد أن رفض الفنان الشاب ارتداء الكوفيّة نزولاً عند رغبة المعجب. أثارت تلك الحادثة الاستغراب، فبعد أن كان المعجبون يقتحمون خشبات المسارح لاستراق قبلة أو صورة مع مطربيهم المفضّلين، ها هم يحطّمون الحواجز الأخلاقية بينهم وبين الفنان.

لكن إذا كانت تلك التصرّفات العدائية من قبل المعجبين تجاه الفنانين طارئة على العالم العربي، فهي تُعد سلوكاً رائجاً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا منذ عام 2021، وتحديداً بعد عودة الحفلات الموسيقية عقب جائحة «كورونا».

تعرَّض المغني الشامي قبل أسابيع لحركة نابية من معجب اقتحم المسرح (إنستغرام)

هاتف وسِوار على وجهَي ريكسا وأيليش

قبل أسابيع، وخلال حفلٍ لها في أريزونا، التقطت عدسات الكاميرا الفنانة الأميركية الشابة بيلي أيليش وهي تتلقّى سواراً على وجهها. بدت أيليش ممتعضة من هذا التصرّف الذي قام به أحد الحاضرين، فما كان منها إلا أن رمت السوار جانباً. أيليش، محبوبة الجيل الصاعد، معتادة على مواقف كهذا؛ في عام 2019 جرى تطويقها من قبل مجموعة من المعجبين؛ حيث حاول أحدهم خنقها بينما سرق آخر خاتمها.

قبل أيليش، تعرَّض عدد كبير من الفنانين لاعتداءات بأغراضٍ من العيار الثقيل، وأكثر أذى من مجرّد سوار. كان على المغنية بيبي ريكسا التوجّه من حفلها في نيويورك إلى المستشفى مباشرة، بعد أن رماها شخصٌ من بين الحضور بهاتفه على وجهها. وفي وقتٍ ظهرت ريكسا بعد الإصابة مجروحة الحاجب، جرى توقيف المعتدي الذي قال إنه تصرّف على هذا النحو آملاً في أن تلتقط الفنانة صوراً بهاتفه.

دجاج مقلي ومشروبات ورماد موتى

من بين الحوادث الصادمة، الصفعة التي تلقّتها المغنّية آفا ماكس من شخصٍ صعد إلى المسرح، بينما كانت تؤدّي أغنية خلال حفل لها في لوس أنجليس. أما المغنّي هاري ستايلز فكانت حصّته من هذه الظاهرة المستجدة قطعة دجاج مقلي أصابت عينه خلال إحدى حفلاته.

إلى جانب الهواتف التي نال مغنّي الراب دريك نصيبه منها كذلك خلال حفل في شيكاغو عام 2023، غالباً ما يلجأ الحضور إلى رمي الفنانين بالدّمى، وقطع الملابس، والمأكولات، والمشروبات. هذا ما حصل مع المغنية كاردي بي التي وجّه إليها أحد حاضري حفلها في لوس أنجليس كوباً من المشروب، فما كان منها سوى أن رمته بالميكروفون. إلا أن صدمة المغنية بينك كانت الأكبر من بين زملائها، فخلال إحيائها حفلاً في لندن، قام فردٌ من الحضور بنَثر رماد والدته المتوفّاة على المسرح!

مغنية الراب كاردي بي تضرب معجباً بالميكروفون بعد أن رماها بالمشروب (يوتيوب)

إن لم يتطوّر الأمر إلى رمي الفنان بأداة ما، غالباً ما يلجأ الحاضرون مفتعلو المشكلات إلى حِيَل أخرى، كتصويب فلاشات الكاميرا إلى وجه المغنّي بهدف إزعاجه، أو كالصراخ والسعي إلى الانخراط في محادثة معه.

في المقابل، يلوم بعض متابعي هذا المشهد المستجدّ الفنانين أنفسهم، على اعتبار أنّ بعضهم يعمد إلى رمي الجمهور بأغراض خاصة به، مثل القبعات والملابس والنظارات، ما دفع بالحضور إلى اكتساب تلك العادة والقيام بالمثل.

يلجأ بعض حضور الحفلات إلى إزعاج المغنِّين بالصراخ أو بفلاشات الكاميرات (رويترز)

لماذا يعنّف الجمهور الفنانين؟

* كورونا وعزلة الحَجْر

إذا كان الجمهور في الماضي يرمي الفنان بالبيض أو الطماطم في حال لم يعجبه الأداء، فإنّ وسائل التعبير وأسباب الامتعاض تبدّلت كثيراً على أيادي «الجيل زد». يعزو خبراء العروض الموسيقية وعلماء النفس والاجتماع تفاقم تلك الظاهرة في السنوات الأخيرة، إلى الحجْر الذي فرضته جائحة «كورونا». بسبب العزلة وتوقّف العروض الترفيهية المباشرة، نسي بعض الناس لياقة التصرّف وأدبيّات السلوك خلال الحفلات، ولا سيما منهم الجيل الصاعد.

* أوهام السوشيال ميديا وأرقامُها

السبب الثاني الذي جعل المعجب يرفع الكلفة مع الفنان، ويعد نفسه متساوياً معه محطّماً الحواجز كلها، هي وسائل التواصل الاجتماعي التي أوهمت الجمهور بأنّ الفنان صديق له، وبأنّ ما بينهما معرفة ومشاعر حقيقية وليست افتراضية. يظنّ المعجبون أنهم بمتابعتهم للفنان، وبمعرفتهم أموراً كثيرة عنه، قد كسروا جدار البروتوكول، ونالوا اهتمام الشخصية المشهورة.

تتحمّل «السوشيال ميديا» كذلك مسؤولية تحويل الحفلات الموسيقية إلى عروضٍ من العنف ضد الفنان، بسبب هوَس الجيل الصاعد بمفهوم «التريند» وتجميع المشاهدات، ولا سيما على «تيك توك». يسعى الحاضرون إلى افتعال تلك المواقف النافرة بهدف أن يصيروا جزءاً من العرض، وأن ينشروا بالتالي فيديوهات لتلك اللحظات الغريبة على أمل أن تنال الرواج على المنصة، فيدخلون بدَورهم نادي المشاهير، ولو لأيام قليلة.

* حقدٌ ماليّ

من بين الأسباب التي حوّلت حفلات أشهر الفنانين إلى عروض من العنف، أسعار البطاقات التي قد تكون خيالية في بعض الأحيان. يلجأ الحاضرون إلى التعبير عن امتعاضهم من الغلاء، بأن ينتقموا على طريقتهم من الفنان. وما يزيد الأمر سوءاً ويستفزّ البعض، ظهور الفنانين أمام الناس وهم يرتدون الملابس والحلي ذات الأثمان الباهظة والماركات العالمية.

يترافق ذلك وقناعة لدى أفراد الجمهور الذين يقومون بأعمال نافرة، بأنّ عشقَهم للشخصية المشهورة يبرر العنف ضدّها إن لم تبادلهم الاهتمام؛ خصوصاً إذا أنفقوا الكثير من أموالهم لشراء بطاقات الحفل. فبعض الجمهور يذهب في إعجابه إلى حدّ اعتبار أنّ أي شيء مبرّر من أجل الحصول على لفتة انتباه أو نظرة من الفنان، حتى وإن اضطرّه ذلك إلى افتعال مشكلة أو ضرب المغنّي بأداة حادّة!

يعد بعض جمهور الحفلات كل التصرفات مبررة من أجل لفت انتباه الفنان (رويترز)

أدبيات سلوك الحفلات

من ليدي غاغا، إلى دوا ليبا، مروراً بجاستن بيبر، وكولدبلاي، وليس انتهاءً بمايلي سايرس وتايلور سويفت؛ لم ينجُ أحد من اعتداءات الجمهور الغريبة. فرض ذلك اتّخاذ مواقف من قبل الفنانين تجاه ما يحصل، فخلال إحدى حفلاتها في لوس أنجليس رفعت المغنية البريطانية أديل الصوت قائلة: «هل لاحظتم كم نسي الناس أخلاقيات الحفلات؟ إذا تجرّأ أحد على أن يرميني بغرض ما، فسأقتله».

أما رابطة معجبي تايلور سويفت، فقد ابتكرت دليلاً لأدبيّات السلوك في الحفلات، خوفاً على محبوبتهم من التعدّيات. مع العلم بأنّ المغنية الأميركية الشابة كانت قد نالت نصيبها من تلك التصرفات، وقد عاشت إحدى أكثر اللحظات غرابة، عندما هجم أحد المعجبين باتّجاه المسرح، وحاول التقاط قدمِها بينما كانت تغنّي، قبل أن يلقي عناصر الأمن القبض عليه.