المدخّنون دون العشرين أكثر إدماناً للسجائر

مطالبة برفع السنّ القانونية لشراء التبغ

البدء بالتدخين مبكراً يرتبط بزيادة الاعتماد على النيكوتين (Public Domain)
البدء بالتدخين مبكراً يرتبط بزيادة الاعتماد على النيكوتين (Public Domain)
TT

المدخّنون دون العشرين أكثر إدماناً للسجائر

البدء بالتدخين مبكراً يرتبط بزيادة الاعتماد على النيكوتين (Public Domain)
البدء بالتدخين مبكراً يرتبط بزيادة الاعتماد على النيكوتين (Public Domain)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من مركز «كيوتو الطبي» باليابان، (الجمعة)، أنّ «المدخّنين الذين يبدأون تدخين السجائر دون سنّ العشرين، يصبحون أكثر إدماناً عليها، ويجدون صعوبة في الإقلاع عنها». كما أظهرت النتائج أنّ أولئك الذين بدأوا التدخين في عمر 22 عاماً أو أكثر «كانوا أقل اعتماداً على النيكوتين، وبالتالي أكثر قدرة على الإقلاع».

وتتناول نتائج الدراسة المعروضة أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب القلب (ESC 2023) المُنعقد في أمستردام بهولندا بين 25 و28 أغسطس (آب) الحالي، العلاقة بين «سنّ بدء التدخين وإدمانه والقدرة على الإقلاع عنه»، فيقول الدكتور كوغي هاسيغاوا، من مركز «كيوتو الطبي»: «تُظهر نتائجنا أنّ البدء بالتدخين مبكراً يرتبط بزيادة الاعتماد على النيكوتين، ورفع السنّ القانونية لشراء التبغ إلى 22 عاماً أو أكثر يمكن أن يؤدّي إلى انخفاض عدد الأشخاص المدمنين على النيكوتين والمعرَّضين للضرر».

أما استشاري الطب النفسي والإدمان في مصر الدكتور إيهاب الخراط، فيؤكد لـ«الشرق الأوسط» تأييد نتائج الدراسة، داعياً إلى «تبنّي نتائج دراسات أخرى تطالب بعدم وضع السجائر في عبوات جذابة، واستبدال أخرى منفِّرة بها، خصوصاً للفئات العمرية الصغيرة».

وشملت الدراسة 1382 مدخّناً، وكان متوسّط العمر عند حضور عيادة الإقلاع عن التدخين للمرة الأولى 58 عاماً. وبدأ نحو 556 مدخّناً بالتدخين قبل سنّ 20 عاماً (بداية مبكرة)، في حين كان 826 مدخّناً بعمر 20 عاماً أو أكثر عندما بدأوا التدخين (بداية متأخرة).

كما شملت المدخّنين الذين زاروا عيادة الإقلاع عن التدخين في اليابان، حيث أكمل المشاركون اختبار «فاجرستروم» لبيان نسبة اعتماد المدخّن على النيكوتين، والذي يطرح أسئلة مثل: «هل تجد صعوبة في الامتناع عن التدخين في الأماكن المحظورة؟ وكم سيجارة تدخّن يومياً؟».

وقُسم المشاركون إلى مجموعتين بناء على العمر الذي بدأوا فيه التدخين، قبل أن يُقاس مستوى غاز أول أكسيد الكربون في التنفّس، للإشارة إلى عدد السجائر التي دُخِّنت خلال الـ24 ساعة الماضية.

وحلّل الباحثون الارتباط بين الاعتماد على النيكوتين والإقلاع الناجح عن التدخين، وفقاً للعمر الذي بدأ فيه المشاركون التدخين.

وأبلغ المبتدئون للتدخين في وقت مبكر عن عدد أكبر من السجائر يومياً، 25 سيجارة مقارنة بالمبتدئين المتأخرين، الذين يدخّنون 22 سيجارة يومياً. كما كانت لدى الذين بدأوا مبكراً مستويات أعلى من أول أكسيد الكربون في الجهاز التنفسي، مقارنة بالذين بدأوا متأخرين.


مقالات ذات صلة

وسط انتشاره بأميركا... ماذا نعرف عن «نوروفيروس»؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

صحتك صورة ملتقطة بالمجهر الإلكتروني قدمتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تُظهر مجموعة من فيروسات «نوروفيروس» (أ.ب)

وسط انتشاره بأميركا... ماذا نعرف عن «نوروفيروس»؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

تشهد أميركا تزايداً في حالات الإصابة بفيروس «نوروفيروس»، المعروف أيضاً باسم إنفلونزا المعدة أو جرثومة المعدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)

الوحدة قاتلة... علماء يتوصلون إلى السبب

كشفت دراسة حديثة أن الشعور بالوحدة قاتل؛ لأنه يزيد من البروتينات التي تسد الشرايين وقد تؤدي إلى الوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معدلات السمنة في جميع أنحاء العالم تزداد (أرشيفية - رويترز)

7 خطوات عملية لمنع زيادة الوزن

إليك بعض الخطوات العملية لمنع اكتساب الوزن مع العام الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك متسوقة تحمل زجاجات من النبيذ بولاية فيرجينيا الأميركية (رويترز)

كبير الجراحين الأميركيين يدعو لوضع تحذير من السرطان على المشروبات الكحولية

كشف كبير الجراحين الأميركيين فيفيك مورثي في توصية أمس (الجمعة) أن المشروبات الكحولية يجب أن تحمل تحذيراً بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان على عبواتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

بحث: تناول فيتامين «د» يقلل خطر الإصابة بالخرف

يؤثر الخرف على الملايين من كبار السن، لكن الباحثين لا يزالون يتعلمون كيف يمكن الوقاية من هذه الحالة. ويشير أحد الأبحاث إلى أن زيادة تناول فيتامين معين قد يساعد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لا ترتبط بالذكاء... صفة أساسية و«مرغوبة» يبحث عنها المديرون في الموظفين

الموظفون والمديرون يستفيدون من بناء الثقة في مكان العمل (أ.ف.ب)
الموظفون والمديرون يستفيدون من بناء الثقة في مكان العمل (أ.ف.ب)
TT

لا ترتبط بالذكاء... صفة أساسية و«مرغوبة» يبحث عنها المديرون في الموظفين

الموظفون والمديرون يستفيدون من بناء الثقة في مكان العمل (أ.ف.ب)
الموظفون والمديرون يستفيدون من بناء الثقة في مكان العمل (أ.ف.ب)

قد لا يكون أفضل الموظفين دائماً هم الأكثر ذكاءً أو ثقة بالنفس في الغرفة.

يقول رانجاي غولاتي، أستاذ بكلية هارفارد للأعمال، إن هناك صفة مختلفة تساعد أصحاب الأداء العالي على التميز: أن يكونوا جديرين بالثقة، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

يشرح غولاتي: «الثقة هي أكثر الصفات المرغوبة التي يخبرني الرؤساء التنفيذيون أنهم يبحثون عنها في موظفيهم. الثقة عملة ضخمة في الشركات... حيث إنها الجودة التي تُبنى عليها جميع العلاقات المهنية».

قد تفهم غريزياً ما هي الثقة، لكن هناك نوعان مهمان في مكان العمل، وفقاً لغولاتي: الثقة القائمة على الشخصية، والثقة القائمة على الكفاءة.

يقول غولاتي: «الأمر الأول هو (أثق في شخصيتك من حيث أنك ستفعل ما تقوله)، والآخر هو، (أثق في أن لديك المهارات اللازمة لإنجاز الأمور)».

ويضيف أن العديد من العمال يرتكبون خطأ التركيز على الثقة القائمة على الكفاءة - بالإثبات لمديرهم أنهم قادرون على تلبية المتطلبات الأساسية للوظيفة - وإهمال الثقة القائمة على الشخصية، على الرغم من أنك تحتاج إلى كلتيهما للتقدم في حياتك المهنية.

أهمية الثقة في العمل

يستفيد كل من المديرين والموظفين عندما يكون هناك شعور بالثقة في مكان العمل.

لا يمكن أن يشكل ذلك سابقة جيدة داخل الفريق فحسب - مما يساعد الموظفين على التعاون والتواصل بشكل أفضل - ولكنه يمكن أن يعزز أيضاً العلاقات المهنية القوية.

يفيد غولاتي: «عندما تتمكن من استنباط الثقة من الآخرين، يمكنك أن تكون مورداً قيماً في الشركة»، حيث يتيح لك ذلك التأثير بشكل أكبر على الآخرين.

ويتابع بأن الموظفين الجديرين بالثقة «يعرفون كيفية التعامل مع البيروقراطية»، حيث يتواصلون مع الأشخاص الذين هم على استعداد لمشاركة المعلومات أو الموارد القيمة ويساعدون في إنجاز الأمور بشكل أسرع.

كيف تبني الثقة في العمل؟

تبنى الثقة ببطء بمرور الوقت - ولكن يمكنك أن تبدأ من خلال أن تكون موثوقاً وشفافاً مع زملائك في العمل.

يشرح غولاتي: «إذا كنت تريد أن تكون موضع ثقة، فمن الأفضل أن تُظهر التعاطف والصراحة والشفافية في تفاعلاتك مع مديرك وزملائك».

أظهرت الأبحاث أن الاعتراف اللفظي بمشاعر زميل العمل يمكن أن يساعدك في تكوين روابط أعمق معه، لأنه يُظهر اهتمامك الحقيقي برفاهيته. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: «يبدو أنك متحمس بعد هذا الاجتماع. كيف تشعر حيال ذلك؟».

ويمكن للاعتراف بعمل جيد قام به زميل والاحتفال به أن يعزز ثقته وتحفيزه، ويقنعه بأنك حليف ولا تشكل تهديداً له.

في النهاية، لا تستند الثقة فقط إلى شعور الناس تجاهك - بل تأتي أيضاً من كيفية جعل الناس يشعرون تجاه أنفسهم. يفيد غولاتي: «هذا الأمر أكثر أهمية بكثير. يريد الناس العمل مع شخص يجعلهم يشعرون بأنهم مرئيون ومسموعون ومحترمون».