3 أفلام سعودية في عرض عالمي أول خلال «تورنتو الدولي»... والحماسة كبيرة

المهرجان يحتفي بأهم الإنتاجات وعبره انطلق كريستوفر نولان

مشهد من «ناقة» (صنّاع الفيلم)
مشهد من «ناقة» (صنّاع الفيلم)
TT

3 أفلام سعودية في عرض عالمي أول خلال «تورنتو الدولي»... والحماسة كبيرة

مشهد من «ناقة» (صنّاع الفيلم)
مشهد من «ناقة» (صنّاع الفيلم)

أعلن «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» مشاركة 3 أفلام سعودية في الدورة الـ84 المقبلة، في سابقة هي الأولى من نوعها للمهرجان الأكبر من نوعه خارج قارة أوروبا، ما يضيف نكهة سعودية فريدة للدورة التي تنطلق في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل. تتضمّن قائمة الأفلام: «هجان» لأبو بكر شوقي، و«مندوب الليل» لعلي الكلثمي، و«ناقة» لمشعل الجاسر.

تقام هذه العروض العالمية ضمن قسم «ديسكفري» الذي يهتمّ بالأعمال الأولى والثانية للمخرجين المتميزين في العالم؛ بإطار فرصة كبيرة تؤكد قوة حضور صناعة الأفلام السعودية في المحافل العالمية، خصوصاً أنّ كثيراً من السينمائيين العالميين يَعدّون هذا المهرجان «بروفة» لجوائز «الأوسكار»، حيث تتطابق بشكل لافت نتائجه مع قوائم الفائزين ضمن فعالياته.

بوستر «هجان» (صنّاع الفيلم)

«هجان»: ردّ اعتبار عالمي للإبل

فيلم «هجان» هو من إنتاج «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» (إثراء)؛ عنه يقول رئيس الفنون الأدائية والسينما في «إثراء» ماجد زهير سمان: «نحن متحمّسون لتقديم هذه القصة السينمائية إلى العالم ضمن رؤية سعودية فريدة. مهمتنا هي دعم صناعة السينما المتنامية في المملكة، من خلال رعاية المواهب المحلية وتعزيز إنشاء المحتوى السينمائي. في الفيلم، أردنا سرد قصة مؤثرة عن الارتباط الوجداني ما بين الصبي والجمل، إذ إنه غالباً ما يُساء فهم الإبل، رغم مكانتها الخاصة في ثقافتنا العربية».

وإذ يؤكد سمان أنّ الفيلم يسرد هذه القصة عبر طاقم عربي من ذوي الخبرة في المشاريع السينمائية العالمية، يضيف: «قطعنا شوطاً إضافياً، وأسهمنا أيضاً في تطوير الجيل الجديد من صانعي الأفلام السعوديين عبر دمج المواهب الشابة الطموحة ضمن الطاقم الدولي العامل على فيلم (هجان)؛ ومن خلال هذه الجهود، نطمح إلى تعزيز صناعة السينما في المملكة ومشاركة ثقافتنا وقصصنا الغنية مع الجمهور العالمي».

مشهد من «مندوب الليل» (صنّاع الفيلم)

«مندوب الليل»: المرء في زحمة المدينة

أما «مندوب الليل»، فهو من إنتاج «ستوديو تلفاز 11»، بدعم من مؤسسة «مهرجان البحر السينمائي» - صندوق دعم الإنتاج؛ من كتابة علي الكلثمي وإخراجه. تحمل قصته مزيجاً من الدراما والتشويق، حيث يعيش المشاهد مع فهد القضعاني، الشاب الثلاثيني الأعزب المضطرب الذي يتوه وحيداً مهموماً كل ليلة في زحمة الرياض وشوارعها. فقدان العاطفة وضياع الوظيفة وتوصيل الطلبات... تدفعه كلّها للتخلّي عن مبادئه في عالم لا يفقه فيه شيئاً.

عنه يقول الكلثمي: «سعيد بأن يكون العرض العالمي للفيلم في مهرجان مثل (تورنتو)، خصوصاً في قسم (ديسكفري) الذي انطلق منه مخرجون عالميون، من بينهم كريستوفر نولان. على قدر اهتمامي بآراء النقاد والمشاركة في مهرجان عالمي مثل (تورنتو)، فإنني أتطلّع بشدة إلى آراء الجمهور في السينما السعودية، الذين صنعنا من أجلهم هذا الفيلم. وقد حرصنا على أن نعكس جزءاً من حياتنا وحواراتنا اليومية في الرياض من دون تعقيد. أنا على يقين بأنّ الفيلم سينال إعجاب الجمهور السعودي مع بداية عرضه في نهاية هذا العام».

«ناقة»: عن تقطُّع السبل

الفيلم الثالث «ناقة»، للمخرج مشعل الجاسر، من نوع الإثارة والتشويق، يروي قصة شابة تقطّعت بها السبل في الصحراء للعودة إلى منزلها قبل فترة حظر التجوّل، تحت تهديد العقاب الشديد من والدها الصارم.

تأتي الأفلام الثلاثة في قسم «ديسكفري» الذي يُعدّ من بين أقسام المهرجان التي تُعنى بعرض السينما والمواهب من جميع أنحاء العالم. كما يتمتّع بتاريخ غني في عرض الأفلام الطويلة الأولى والثانية لصانعي أفلام انطلقوا من هناك ليقدّموا للعالم أعمالاً سينمائية رائعة، من بينهم المخرج الإيراني جعفر بناهي، والمخرج الأميركي - البريطاني كريستوفر نولان والمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، وغيرهم.


مقالات ذات صلة

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)
يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)
TT

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)
يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)

يحتاج معظم البشر إلى بعض «الوقت الخاص» بهم من حين لآخر. وفي الواقع، وجدت دراسة حديثة أن 56 في المائة من الناس يعتقدون أن قضاء الوقت بمفردهم أمر حيوي لصحتهم العقلية، وفق ما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

لكن وفقاً لدراسة جديدة، ليست كل العزلة متساوية عندما يتعلق الأمر بتعزيز الرفاهية. ففي حين أن بعض أشكال قضاء الوقت بمفردك يمكن أن تكون مُجددة بل وتُحسّن مشاعر الترابط الاجتماعي، فإن قضاء وقت مكثف بمفردك مثل المشي بمفردك في حديقة قد يجعلك تشعر بمزيد من العزلة وأقل تجديداً.

وتقول صوفيا سبنسر، عالمة النفس الاجتماعي والمعالجة النفسية المقيمة في لندن، لـ«هيلث»، إن هذا البحث الجديد «يشير إلى أن العلاقة بين العزلة والرفاهية أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً».

وأراد الدكتور مورغان روس، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد في كلية الاتصالات بجامعة ولاية أوريغون، استكشاف كيف ينظر الناس إلى العزلة في عالم اليوم شديد الترابط. وأوضح لـ«هيلث»: «نحن قادرون على التفاعل والتواصل مع الآخرين بسهولة... في الماضي، كان يُنظر إلى العزلة على أنها وحدة جسدية، لكن الآن يجب أن نفرق بين الوحدة الجسدية والوحدة الاجتماعية».

ماذا وجدت الدراسة؟

قام روس وزملاؤه باستطلاع رأي نحو 900 مشارك، كان متوسط ​​أعمارهم 62 عاماً، ونحو ثلثيهم من النساء. وسألهم الباحثون عن تجاربهم مع 4 أنواع من العزلة، مصنفة حسب إتاحة الوصول إلى الآخرين ووسائل الإعلام:

العزلة الأساسية: وحيد ولكن مع إمكانية الوصول إلى الوسائط، مثل الهاتف أو الكتب أو الموسيقى.

العزلة الأساسية مع عدم إمكانية الوصول: وحيد وغير متاح للآخرين، لكن مع إمكانية الوصول إلى الوسائط الإعلامية.

العزلة الأساسية مع عدم وجود وسائل الإعلام: وحيد ومتاح للآخرين، مثل الجلوس في مقهى أو في وسائل النقل العام، لكن دون التعامل مع أي وسيلة إعلام.

العزلة الكاملة: وحيد وغير متاح للآخرين مع عدم إمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام.

ومن المثير للدهشة أن العزلة الكاملة لم تكن مفيدة كما افترض الباحثون في البداية. وبدلاً من ذلك، صنّف المشاركون العزلة الأساسية على أنها «الأكثر شفاءً والأقل انفصالاً عن الآخرين»، كما قال روس.

الموقف من العزلة يؤثر

وتشير هذه النتائج إلى أن الوصول إلى الوسائط المألوفة أثناء وجودك بمفردك، بغض النظر عما إذا كنت متاحاً للآخرين أم لا، يمكن أن يوفر الراحة ويقلل من مشاعر العزلة.

وتقول سبنسر: «إنها بالتأكيد واحدة من أولى الدراسات التي رأيتها والتي تقول إنه من الأفضل أن تكون متصلاً بالعالم عندما تكون بمفردك بدلاً من ألا تكون متصلاً على الإطلاق». وتضيف: «ما أراه مع عملائي هو أن معظم الناس يشعرون بالإرهاق التام من مستوى التفاعل الاجتماعي الذي نتمتع به اليوم، سواء على المستوى الشخصي أو على وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك افترضت أن الناس يريدون أن يكونوا في عزلة تامة».

والأهم من ذلك، هو أن الباحثين وجدوا أن موقف الشخص تجاه العزلة يلعب دوراً مهماً في كيفية تصالحه معها. يقول روس: «الأشخاص الذين يعتقدون أن العزلة أفضل بالنسبة لهم، يشعرون بمزيد من الرفاهية كلما زاد انخراطهم فيها».

ومثل أي بحث، فإن الدراسة لها حدودها. واعتمدت النتائج على الدراسات الاستقصائية التي تم الإبلاغ عنها ذاتياً، والقائمة على تصورات المشاركين عن العزلة بدلاً من النتائج الموضوعية. بالإضافة إلى ذلك، كان متوسط ​​عمر المشاركين كبيراً.

وتقول سبنسر: «هناك فرق كبير في الطريقة التي يستخدم بها شخص يبلغ من العمر 61 عاماً الهواتف والتكنولوجيا مقابل شخص يبلغ من العمر 20 عاماً اليوم... نحن لا نعرف ما إذا كان سيتم تكرار هذه النتائج في مجموعة أصغر سناً قد تستمتع أكثر بفرصة البقاء في عزلة تامة».

الوعي الذاتي

على الرغم من نتائج الدراسة، فإن النوع المثالي من النشاط الفردي يختلف من شخص لآخر. ويقول روس: «أعتقد أن هناك فرصة لحُسن اختيار المغامرة الخاصة بك في العزلة، حيث تجد أنواعاً مختلفة تناسبك بشكل أفضل». ويضيف أن من المهم أن يكون لديك موقف إيجابي تجاه الوقت الذي تقضيه بمفردك لتعظيم فوائده التنشيطية.

وتوافق سبنسر على ذلك، مشيرة إلى أن اكتشاف ما ينجح قد يتطلب التجربة والخطأ. وتضيف: «ضع في الاعتبار احتياجاتك المتنوعة - مثلما إذا كنت انطوائياً أو اجتماعياً - ووضع حياتك الخاص».

وتشدد ديا بارسونز، خبيرة الصحة السلوكية، على أهمية الوعي الذاتي خلال هذه العملية. وتقترح أن تطرح على نفسك سؤالاً بسيطاً للمساعدة في إرشادك: هل هذا النشاط أو السلوك يعيد شحني أم لا؟ وتحذر من أنه دون الوعي، يمكن للعزلة أن تتوقف عن كونها علاجية وتبدأ في أن تصبح ضارة.