شيعت بعد ظهر (الثلاثاء) جنازة المطرب المصري علاء عبد الخالق «الصوت الندي» وأيقونة جيل التسعينات، ومطرب فرقة «الأصدقاء» التي كونها الموسيقار الراحل عمار الشريعي وضمت المطربتين منى عبد الغني وحنان، وقدمت الفرقة عدة أغنيات حققت شهرة واسعة، من بينها «مع الأيام»، و«الحدود»، ومن ثَم استقل كل منهم بأغنياته، ليقدم مسيرة ناجحة قبل أن تعتزل منى وحنان، ثم ينزوي علاء إثر مرض رافقه سنوات طويلة حتى رحيله.
وودع عبد الخالق، أصدقاؤه من المطربين الذين انهار بعضهم مع وصول جثمانه، ومن بينهم، إيهاب توفيق، وحميد الشاعري، وحسام حسني، ومحمد محيي، ومصطفى قمر، ومنى عبد الغني. ويعد هؤلاء من أكثر الذين رافقوه خلال رحلته الفنية وسنوات مرضه، واحترموا رغبته بعدم التطرق إلى مرضه إعلامياً، واحتفلوا بعيد ميلاده، كما كانوا شهود حفل زفاف ابنته ميار التي تزوجت في شهر مايو (أيار)، الماضي، الذي شهد آخر ظهور للمطرب الراحل، حين كان المرض قد نال منه وبدا جالساً طوال الحفل.

وتوفي علاء عبد الخالق في الساعات الأولى من صباح اليوم عن 59 عاماً (من مواليد 23 فبراير «شباط» 1964) وتصدر خبر وفاته محركات البحث في مصر، ومواقع السوشيال ميديا ربما لوفاته المبكرة.
ورغم غيابه عن الساحة الفنية منذ نحو 15 عاماً، إثر أزمة صحية، لم يعرف بها أغلب جمهوره، أثرت على أحباله الصوتية، فإن جيل الثمانينات والتسعينات، «جيل شريط الكاسيت»، لا يزال يردد أغنياته التي حفظها عن ظهر قلب، ومنها «داري رموشك»، و«مكتوب يا حبيبي»، و«الموضة» مع فرقة «الأصدقاء» من أيام «الطربوش والياشميك»، وحتى «الميني جيب» في ديو اجتماعي ينتقد جنون الموضة.

ونعت نقابة «المهن الموسيقية» في مصر المطرب في بيان لها، فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجات من الحزن لرحيله ونعاه عدد كبير من زملائه الذين وصفوه بـ«طيبة القلب»، وكتب المطرب عمرو دياب نعياً له عبر حسابه بموقع التغريدات القصيرة «تويتر». كما نعاه محمد فؤاد عبر حسابه بموقع «إنستغرام»، قائلاً: «أنعي وفاة الأخ والصديق العزيز الفنان المحترم علاء عبد الخالق». وكتب إيهاب توفيق عبر حسابه في «فيسبوك»: «أخي العزيز علاء عبد الخالق في ذمة الله»، فيما وصفه مصطفى قمر بـ«عشرة العمر الجميلة صاحب أجمل وأطيب قلب».
وكتب الفنان حميد الشاعري: «وفاة أخي وصديق العمر، وجعت قلبي يا علاء»، وذكرت منى عبد الغني رفيقة مشواره عبر صفحتها بـ«فيسبوك»: «وداعاً أخي وزميل الدراسة وعشرة العمر المهذب».
ورغم أن الراحل لم يمتلك حنجرة علي الحجار، ولا قوة صوت محمد الحلو، فإنه كان يتمتع بصوت مفعم بالإحساس، حسب الناقد الموسيقي أمجد مصطفى، الذي يؤكد أنه كان صاحب مسيرة فنية طويلة.
ويضيف أمجد مصطفى في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كان عبد الخالق أول من فتح الباب أمام جيل كامل من المطربين الجدد، إذ أدى نجاحه لبث الثقة لدى شركات الإنتاج تجاه تبني شباب المطربين في فترة الثمانينات، وذلك عقب أغنية (سلم) التي طرحها عام 1987 من ألحان حميد الشاعري وحققت نجاحاً كبيراً، وأصبح بعدها علاء، نجم الغناء الأول، وتواصل نجاحه خلال فترتي الثمانينات والتسعينات».

وأشار إلى أن «تميزه يعود إلى تمرده على الشكل التقليدي للغناء أسوة بأستاذه الموسيقار عمار الشريعي، وجاءت أغنياته مختلفة بكلماتها وألحانها عما هو سائد، واستقبله الجمهور بشكل جيد».
تخرج المطرب في معهد الموسيقى العربية، وتخصص في العزف على آلة «الناي» ذات الإيقاعات الحزينة، وكان كثيراً ما ينفرد بها كمعشوقة لا يريد أن يفارقها ويعزف لأصدقائه. وشهدت «فرقة الأصدقاء» بدايته الفنية عام 1980، وأصدر أول ألبوماته المنفردة «مرسال» عام 1985 من توزيع حميد الشاعري الذي شاركه أداء إحدى أغنياته، محققاً معه نجاحاً لافتاً، وتوالت ألبوماته الغنائية التي وصلت إلى أكثر من 10 ألبومات، من بينها: «وياكي» 1987، و«علشانك» 1989، و«راجعلك» 1990، و«هتعرفيني» 1991، و«مكتوب» 1993 الذي حقق نجاحاً لافتاً، و«طيارة ورق» 1997، الذي ارتبط به جيل التسعينات، و«عين بعين» 2002.
وبدأت متاعبه الصحية في الظهور حيث توقف عن الغناء والظهور في الحفلات بعد تأثر أحباله الصوتية، وشهد عام 2007 إصدار آخر ألبوماته «حب مش عادي» الذي صدر عبر منصات رقمية، لتبقى أغنياته حاضرة بين جمهور أحبه رغم اختلاف الزمن وتباعد الأذواق. وفق نقاد.