حظر «تيك توك» عالق في «الشيوخ» الأميركي

مساعٍ حثيثة لطرحه على التصويت وسط تحفظات البعض

بعد إقراره في مجلس النواب... «حظر تيك توك» عالق في مجلس الشيوخ (رويترز)
بعد إقراره في مجلس النواب... «حظر تيك توك» عالق في مجلس الشيوخ (رويترز)
TT
20

حظر «تيك توك» عالق في «الشيوخ» الأميركي

بعد إقراره في مجلس النواب... «حظر تيك توك» عالق في مجلس الشيوخ (رويترز)
بعد إقراره في مجلس النواب... «حظر تيك توك» عالق في مجلس الشيوخ (رويترز)

تكثف الإدارة الأميركية من جهودها الساعية إلى دفع مجلس الشيوخ لإقرار مشروع «حظر تيك توك»، لذا أوفدت مسؤولي الاستخبارات إلى المجلس لعقد إحاطات مغلقة بأعضائه وإطلاعهم على «التهديد الذي يشكّله استغلال الخصوم الأجانب لبيانات الأميركيين الحساسة، بما فيها تلك المتعلقة بـ(تيك توك)».

وعقد ممثلون عن وزارة العدل، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، والاستخبارات الوطنية، اجتماعات مغلقة في المجلس، الذي يستعد للنظر في مشروع القانون بعد إقراره في مجلس النواب بأغلبية ساحقة الأسبوع الماضي.

يتهم البيت الأبيض الصين بالتجسس من خلال التطبيق (أ.ف.ب)
يتهم البيت الأبيض الصين بالتجسس من خلال التطبيق (أ.ف.ب)

ويسعى البيت الأبيض، بقيادة وزارة العدل، إلى إقناع المشرّعين المترددين بضرورة دفع شركة «بايت دانس» المالكة للتطبيق، ومقرها بكين، على التخلي عن ملكيتها له في غضون 6 أشهر، وإلا فسيتم حظره داخل أميركا. وهذا ما تحدّث عنه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، قائلاً في مقابلة مع شبكة «آي بي سي»: «نريد أن نرى سحباً للاستثمارات من هذه الشركة الصينية لأننا قلقون، كما يجب على كل أميركي أن يكون قلقاً من أمن البيانات وما يمكن لـ(بايت دانس) والحزب الشيوعي الصيني فعله بالمعلومات التي يحصلان عليها من المستخدمين الأميركيين للتطبيق»، ودعا كيربي مجلس الشيوخ إلى إقرار المشروع سريعاً.

زعيم الديمقراطيين في «الشيوخ» تشاك شومر لم يعلن موعد طرح المشروع للنقاش بعد (إ.ب.أ)
زعيم الديمقراطيين في «الشيوخ» تشاك شومر لم يعلن موعد طرح المشروع للنقاش بعد (إ.ب.أ)

«الشيوخ» متردد

لكن التردد سيّد الموقف حالياً في مجلس الشيوخ، فعلى الرغم من أن مجلس النواب أقرّ المشروع بأغلبية 352 صوتاً، فإن أعضاء المجلس الأعلى يتخوفون من التفاصيل المحيطة بتنفيذ المشروع، منها على سبيل المثال، ذكر شركة خاصة مثل «بايت دانس» وتطبيق «تيك توك» بالاسم في نص المشروع، ما قد يفتح المجال أمام دعاوى قضائية.

التحفظ الثاني الذي أعرب عنه المشرّعون هو انتهاك حرية التعبير، وهو أمر حذّر منه السيناتور الجمهوري راند بول، الذي توعّد بصدّ المشروع.

ويسعى بعض أعضاء المجلس إلى طرح بدائل عن مشروع مجلس النواب، منها مشروع طرحته السيناتورة الديمقراطية ماريا كانتويل، الذي يعطي وزارة التجارة صلاحيات إضافية لفرض قيود على تطبيقات مملوكة من شركات أجنبية مثل «تيك توك» في الولايات المتحدة.

وبوجه هذه المواقف والتحفظات، لم يلتزم زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر بعد بطرح مشروع مجلس النواب للتصويت في مجلس الشيوخ، قائلاً، إنه يريد إعطاء الفرصة لكل المشرّعين للإعراب عن آرائهم، والاطلاع على تفاصيل المشروع المثير للجدل قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن.

وزير الخزانة السابق ستيف مانوشن أعلن نيته شراء التطبيق (أ.ب)
وزير الخزانة السابق ستيف مانوشن أعلن نيته شراء التطبيق (أ.ب)

170 مليون مستخدم «غاضب»

ومما لا شك فيه أن إقرار مشروع حساس من هذا النوع يزداد صعوبة في موسم انتخابي محتدم، يسعى فيه الطرفان، الديمقراطي والجمهوري، إلى استقطاب أصوات الشباب. ويتخوف البعض من أن يؤدي إقرار المشروع إلى إغضاب الـ170 مليون مستخدم أميركي (62 في المائة منهم تحت سنّ الثلاثين).

ويقول البعض إنه لهذا السبب غيّر الرئيس السابق دونالد ترمب من موقفه تجاه المنصة التي سعى إلى حظرها في عهده، فحذّر أخيراً من إقرار المشروع؛ لأن «الشباب سيفقدون صوابهم». وعلّق نائبه السابق مايك بنس على هذا التصريح فقال في مقابلة مع «سي بي إس»: «إن قلب الرئيس موقفه بشأن (تيك توك) بعد أن تمكّنت إدارته من تغيير النظرة الداخلية تجاه الصين، هو السبب الذي أدى وبعد تفكير طويل إلى قراري بعدم تأييد أجندة دونالد ترمب»، وذلك في موقف واضح ورافض لدعم ترمب في السباق الرئاسي.

يأتي هذا في حين يسعى وزير الخزانة السابق في عهد ترمب، ستيف مانوشن، إلى جمع المستثمرين بهدف شراء تطبيق «تيك توك» من «بايت دانس»، في صفقة يُقدّر البعض قيمتها بنحو 150 مليار دولار. وأعلن مانوشن قراره في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» قال فيها: «أنا أفهم هذه التكنولوجيا، إنها مصلحة رائعة، وسوف أجمع فريقاً لشراء (تيك توك)».


مقالات ذات صلة

قضية الطالب الفلسطيني «محمود خليل» تثير بلبلة في الداخل الأميركي

الولايات المتحدة​ مظاهرات في شوارع نيويورك أمس الاثنين تدعو للإفراج عن الطالب الفلسطيني محمود خليل (أ.ف.ب)

قضية الطالب الفلسطيني «محمود خليل» تثير بلبلة في الداخل الأميركي

أثار احتجاز محمود خليل، الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا، على خلفية احتجاجات حرب غزة، ردود فعل شاجبة في الولايات المتحدة، وطَرَح تساؤلات حول قانونية الخطوة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب خلال خطابه أمام الكونغرس في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

عصر ترمب «الذهبي» يعزز الانقسامات الأميركية

سلّط خطاب دونالد ترمب أمام الكونغرس الضوء على الانقسامات الكبيرة في المجلس التشريعي وخارجه.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير شؤون المحاربين القدامى دوغ كولينز (أ.ب)

بقي بمكان مجهول أثناء خطاب ترمب بالكونغرس... ماذا نعرف عن «الناجي المعين»؟

ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء الثلاثاء، خطاباً أمام أعضاء الكونغرس وخط الخلافة الرئاسي بأكمله، باستثناء شخص واحد ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتحدث أمام جلسة مشتركة في الكونغرس في 4 مارس 2025 (د.ب.أ) play-circle

ترمب وعصر أميركا «الذهبي» في خطابه الأول أمام الكونغرس

على وقع تصفيق الجمهوريين وصيحات استهجان الديمقراطيين وقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام جلسة مشتركة في الكونغرس معلناً «عودة أميركا» وبداية «عصرها الذهبي».

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ألقى دونالد ترمب خطابا استغرق ساعة و40 دقيقة ليصبح بذلك أطول خطاب على الإطلاق يلقيه رئيس أميركي خلال جلسة مشتركة للكونغرس (أ.ب)

خطاب ترمب الأطول على الإطلاق لرئيس أميركي أمام الكونغرس

حطّم خطاب الرئيس الجمهوري الرقم القياسي السابق الذي سجّله الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون في خطابه عن حالة الاتحاد عام 2000.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إدارة ترمب تعيد المهاجرين من غوانتانامو إلى الأراضي الأميركية

مركز احتجاز تابع لـ«إدارة الهجرة والجمارك الأميركية» في لويزيانا (رويترز)
مركز احتجاز تابع لـ«إدارة الهجرة والجمارك الأميركية» في لويزيانا (رويترز)
TT
20

إدارة ترمب تعيد المهاجرين من غوانتانامو إلى الأراضي الأميركية

مركز احتجاز تابع لـ«إدارة الهجرة والجمارك الأميركية» في لويزيانا (رويترز)
مركز احتجاز تابع لـ«إدارة الهجرة والجمارك الأميركية» في لويزيانا (رويترز)

أعادت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، فجأة إلى الولايات المتحدة مجموعة من المهاجرين الذين كانت نقلتهم إلى القاعدة العسكرية الأميركية بخليج غوانتانامو في كوبا، التي كان يُراد منها أن تكون محطة رئيسية في خطط ترمب لترحيل المهاجرين غير النظاميين من البلاد.

وكشف مسؤول أميركي عن أن 40 محتجزاً نُقلوا إلى لويزيانا، حيث يوجد مركز لتنفيذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، علماً بأن وزارة الأمن الداخلي أعادت قبل أسبوعين مجموعة أخرى من 48 مهاجراً من غوانتانامو إلى الولاية ذاتها.

ويُحتجز نحو 300 مهاجر في غوانتانامو منذ تولي الرئيس ترمب منصبه خلال يناير (كانون الثاني) الماضي. وكان أمر ببدء احتجاز المعتقلين بالقاعدة البحرية في جزء من خطته لتنفيذ «أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة».

ولم تعلن وزارة الأمن الداخلي الأميركية سبب إعادة هؤلاء المهاجرين إلى الولايات المتحدة، بعدما تكبدت تلك التكاليف الباهظة للرحلات الجوية إلى القاعدة العسكرية في كوبا.

وأعيد المهاجرون عبر رحلتَي طيران من قبل «هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية»، في خيار أقل تكلفة مقارنةً بالرحلات الجوية العسكرية الـ17 التي نقلت المهاجرين إلى غوانتانامو منذ بدء إدارة ترمب العملية قبل أكثر من شهر. وغادرت الرحلة الجوية الأخيرة غوانتانامو الثلاثاء الماضي، مُتّجهة إلى لويزيانا، وفقاً لمتتبعي الرحلات الجوية.

محطة لويزيانا

برز مطار وسط لويزيانا، يخدم الرحلات العسكرية وتلك المستأجرة، مركزاً لعمليات احتجاز المهاجرين. وأرسلت «دائرة الهجرة والجمارك» نحو مائة مهاجر إلى هناك من غوانتانامو. كما نُقل الناشط البارز المؤيد للفلسطينيين محمود خليل، الذي اعتقلته إدارة ترمب في نيويورك بسبب مشاركته في احتجاجات ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، إلى منشأة أخرى تابعة لـ«دائرة الهجرة والجمارك الأميركية» في لويزيانا، على بُعد نحو ساعة بالسيارة شمال ذلك المطار. وتحاول إدارة ترمب ترحيل خليل رغم أنه يحمل «البطاقة الخضراء (غرين كارد)»، أي إنه مقيم دائم بصورة قانونية، ومتزوج من أميركية حامل في شهرها الثامن. غير أن محاولة ترحيله تواجه تحديات قانونية وتساؤلات بشأن حرية التعبير في الولايات المتحدة.

محتجون خارج محكمة في نيويورك على اعتقال الناشط محمود خليل (أ.ف.ب)
محتجون خارج محكمة في نيويورك على اعتقال الناشط محمود خليل (أ.ف.ب)

وكانت إدارة ترمب رحّلت، في 20 فبراير (شباط) الماضي، مجموعة فنزويليين تتكون من 177 رجلاً، إلى بلادهم؛ وهو أكبر عدد من المهاجرين الذين كانوا محتجزين في غوانتانامو، خلال العهد الثاني لترمب. وكانت تلك أول مرة تُعيد فيها إدارة ترمب سجناءها المهاجرين إلى بلادهم.

ولفت عضوان ديمقراطيان من الكونغرس، كانا أجريا جولة في غوانتانامو الأسبوع الماضي، إلى أن المسؤولين هناك أبلغوهما بأنهم طلبوا عدم إرسال المهاجرين الذين يعانون حالات طبية ومشكلات سلوكية إلى غوانتانامو.

وبلغت تكاليف العملية حتى الآن 16 مليون دولار، وفقاً لممثلي بعثة احتجاز المهاجرين في غوانتانامو، الذين أطلعوا وفد الكونغرس على الأمر خلال زيارة الأسبوع الماضي. ويعمل في البعثة ألف فرد من قوات الأمن والمتعاقدين المدنيين، وجُنّد كثير منهم من قواعد عسكرية بالولايات المتحدة.

المهاجرون «الخطرون»

وبدءاً من الاثنين الماضي، أعلنت الإدارة الأميركية أن 23؛ من أصل 40 مهاجراً محتجزين في غوانتانامو، يشكلون «خطراً كبيراً»، واحتُجزوا في منشأة عسكرية، بينما احتُجز 17 آخرون في مكان منفصل يُعرف باسم «مركز عمليات المهاجرين»، وفقاً لمسؤول في وزارة الدفاع الأميركية.

ووصفت الإدارة الأميركية السجن بأنه منشأة احتجاز جيدة للمحتجزين الذين يُصنَّفون خطرين، مثل الفنزويليين الذين صُوّروا على أنهم أعضاء في عصابة «ترين دي أراغوا»، المصنفة أميركياً «منظمة إرهابية أجنبية».

مسؤول الحدود في البيت الأبيض توم هومان متحدثاً في واشنطن (أ.ب)
مسؤول الحدود في البيت الأبيض توم هومان متحدثاً في واشنطن (أ.ب)

ورفع «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» و«مركز الحقوق الدستورية»، ومنظمات أخرى، دعويين قضائيتين منفصلتين، تطالبان بمنع نقل 13 مهاجراً محتجزين في الولايات المتحدة إلى غوانتانامو. وأصدر أحد القضاة أمراً تقييدياً مؤقتاً يمنع إرسال 3 من المهاجرين المذكورين إلى القاعدة البحرية. وجرى ترحيل الرجال لاحقاً إلى فنزويلا.

ومن المقرر أن تستمع محكمة فيدرالية في واشنطن العاصمة، الجمعة، إلى حجج دعويين قضائيتين رفعتهما منظمات حقوق مدنية ضد عملية إدارة ترمب في غوانتانامو بشأن المهاجرين: الأولى رُفعت يوم 12 فبراير الماضي بخصوص عدم إتاحة الوصول القانوني إلى المهاجرين في القاعدة، والدعوى الثانية في 1 مارس (آذار) الحالي سعياً إلى منع نقل 10 مهاجرين محتجزين في الولايات المتحدة إلى غوانتانامو.

وأفاد الكولونيل في الجيش الأميركي، روبرت غرين، بأن موظفي «دائرة الهجرة والجمارك» يراقبون القوات الأميركية وهي تُجري عمليات تفتيش عارٍ للمهاجرين الذين جُلبوا حديثاً إلى هناك بوصفهم «أجانب غير نظاميين يُشكّلون خطراً كبيراً»، مضيفاً أنه بعد ذلك يُفتَّش المهاجرون عند نقلهم من الزنازين.

وأقرّ بأن القوات وجدت نفسها في مواقف متوترة. ففي يوم واحد قبل ترحيل الفنزويليين، قال إن موظفي السجن ربطوا 6 مهاجرين بكراسي تقييد أو نقالة طبية بعدما أقدم كل رجل على ما تُسمى «حادثة إيذاء النفس»، وهو مصطلح عسكري يُشير إلى التهديد أو الإيماءة أو محاولة الانتحار.