برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

رئيس الوزراء سيخلفه في المنصب بالإنابة

TT

برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي في 7 ديسمبر (أ.ف.ب)
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي في 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

صوّت البرلمان في كوريا الجنوبية، السبت، على عزل الرئيس يون سوك يول، بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية وعرقلة عمل المؤسسة التشريعية عبر اللجوء إلى الجيش في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال يون سوك يول، عقب قرار عزله، إنه «لن يستسلم أبداً»، داعياً في الوقت ذاته إلى الاستقرار.

واحتشد عشرات آلاف المتظاهرين أمام الجمعية الوطنية في أثناء إجراء عملية التصويت، معبرين عن فرحتهم لدى إعلان رئيس البرلمان وو وون شيك نتيجة التصويت. وصوّت 204 نواب لصالح مذكرة العزل، في حين عارضها 85 نائباً، وامتنع ثلاثة نواب عن التصويت، وأُبطلت ثماني بطاقات تصويت. وكان ينبغي أن يوافق البرلمان على مذكرة العزل بأغلبية 200 صوت من أصل 300. ونجحت المعارضة، التي تضم 192 نائباً، في إقناع 12 من أصل 108 من أعضاء حزب السلطة للشعب الذي ينتمي إليه يون، بالانضمام إليها. وبذلك، عُلق عمل يون في انتظار قرار المحكمة الدستورية المصادقة على فصله في غضون 180 يوماً. ومن المقرر أن يتولّى رئيس الوزراء هان دوك سو مهام منصبه مؤقتاً.

«انتصار عظيم»

قال زعيم الحزب الديمقراطي الذي يمثّل قوى المعارضة الرئيسة في البرلمان، بارك تشان داي، بعد التصويت، إن «إجراءات العزل اليوم تمثّل انتصاراً عظيماً للشعب والديمقراطية»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقبل التصويت، أكد بارك في كلمة أمام البرلمان، أن فرض الأحكام العرفية يشكّل «انتهاكاً واضحاً للدستور وخرقاً خطيراً للقانون»، مضيفاً أن «يون سوك يول هو العقل المدبر لهذا التمرد».

رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك يوقّع على قرار عزل رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في 14 ديسمبر (أ.ف.ب)

وأضاف: «أحضكم على التصويت لصالح العزل من أجل ترك درس تاريخي مفاده بأن أولئك الذين يدمّرون النظام الدستوري سوف يُحاسبون»، لافتاً إلى أن «يون سوك يول هو الخطر الأكبر على جمهورية كوريا». وفي السابع من ديسمبر الحالي، فشلت محاولة أولى لعزل يون عندما غادر معظم نواب حزب السلطة للشعب الجلسة البرلمانية لمنع اكتمال النصاب القانوني.

مظاهرات واسعة

عند إعلان عزل يون، عبّر نحو 200 ألف متظاهر كانوا محتشدين أمام الجمعية الوطنية عن فرحهم، ورقصوا على أنغام موسيقى البوب الكورية الصاخبة، كما احتضنوا بعضهم فيما كانوا يبكون، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت تشوي جانغ ها (52 عاماً): «أليس من المدهش أننا، الشعب، حققنا هذا معاً؟».

كوريون جنوبيون يحتفلون بعد عزل البرلمان الرئيس يون سوك يول في 14 ديسمبر (رويترز)

في المقابل، تجمّع آلاف من مناصري يون في وسط سيول، حيث حُملت أعلام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وقال يون للتلفزيون إنه «محبط للغاية»، مؤكداً أنه «سيتنحى جانباً لبعض الوقت». ودعا إلى إنهاء «سياسة الإفراط والمواجهة» لصالح «سياسة التروي والتفكير». وأمام المحكمة الدستورية ستة أشهر للمصادقة على قرار البرلمان أو نقضه. ومع تقاعد ثلاثة من قضاتها التسعة في أكتوبر (تشرين الأول) من دون أن يجري استبدالهم بسبب الجمود السياسي، سيتعيّن على الستة المتبقين اتخاذ قرارهم بالإجماع. وإذا تمّت الموافقة على العزل فستُجرى انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة ستين يوماً. وتعهّد رئيس المحكمة مون هيونغ باي باتخاذ «إجراء سريع وعادل»، في حين دعا بقية القضاة إلى أول اجتماع صباح الاثنين.

تحديات قانونية

ويون سوك يول (63 عاماً) هو ثالث رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يعزله البرلمان، بعد بارك جون هيي في عام 2017، وروه مو هيون في عام 2004، غير أن المحكمة العليا نقضت إجراءات عزل روه موه هيون، بعد شهرين على اتخاذ القرار بعزله من قبل البرلمان. وباتت الشبكة القضائية تضيق على يون سوك يول ومعاونيه المقربين، بعد إبعاده عن السلطة وخضوعه لتحقيق جنائي بتهمة «التمرد» ومنعه من مغادرة البلاد.

زعيم الحزب الديمقراطي لي جاي ميونغ يُدلي بصوته خلال جلسة عامة للتصويت على عزل الرئيس يون سوك يول في 14 ديسمبر (أ.ب)

وكانت النيابة العامة قد أعلنت، الجمعة، توقيف رئيس القيادة العسكرية في سيول، كما أصدرت محكمة مذكرات توقيف بحق قائدي الشرطة الوطنية وشرطة سيول، مشيرة إلى «خطر إتلاف أدلة». وكان وزير الدفاع السابق كيم هونغ هيون، الذي يُعدّ الشخص الذي دفع الرئيس إلى فرض الأحكام العرفية، أول من تم توقيفه واحتجازه في الثامن من ديسمبر الحالي.

وأحدث يون سوك يول صدمة في كوريا الجنوبية ليل الثالث إلى الرابع من ديسمبر، عندما أعلن الأحكام العرفية للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود في البلاد، وأرسل الجيش إلى البرلمان، في محاولة لمنع النواب من الاجتماع. مع ذلك، تمكّن النواب من عقد جلسة طارئة في قاعة محاطة بالقوات الخاصة، وصوّتوا على نص يطالب بإلغاء الأحكام العرفية، الأمر الذي كان الرئيس ملزماً دستورياً على الامتثال له. وكان يون سوك يول مدعياً عاماً في السابق، وقد دخل السياسة متأخراً وانتُخب رئيساً في عام 2022. وبرر انقلابه الأخير بأنه لـ«حماية كوريا الجنوبية الليبرالية من التهديدات التي تشكلها القوات الشيوعية الكورية الشمالية والقضاء على العناصر المعادية للدولة»، مُتهماً البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة بنسف كل مبادراته وتعطيل البلاد.



متخصص في شؤون الإرهاب: إطلاق النار في شاطئ بونداي يظهر أن تهديد «داعش» موجود في أستراليا وفي العالم

استقبل لاري دورفان المدير العام لكنيس غريت رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز لدى وصوله إلى الكنيس في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
استقبل لاري دورفان المدير العام لكنيس غريت رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز لدى وصوله إلى الكنيس في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

متخصص في شؤون الإرهاب: إطلاق النار في شاطئ بونداي يظهر أن تهديد «داعش» موجود في أستراليا وفي العالم

استقبل لاري دورفان المدير العام لكنيس غريت رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز لدى وصوله إلى الكنيس في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
استقبل لاري دورفان المدير العام لكنيس غريت رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز لدى وصوله إلى الكنيس في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

يرى المحلل بروس هوفمان أن الأدلة التي تزعم أن تنظيم «داعش» كان الملهم وراء الهجوم الذي أودى بحياة 15 شخصاً على الأقل في احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في أستراليا، يمكن أن تثير مخاوف جديدة من مدى تأثير هذا التنظيم الإرهابي بعد مرور ست سنوات على هزيمته عسكرياً. وتقول السلطات الأسترالية إن الأعلام والمواد المتفجرة التي تم العثور عليها، والتي تعود إلى الأب وابنه اللذين نفذا الهجوم، تشير إلى تأثير التنظيم.

الحاخام بنيامين إلتون (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (يمين) وزوجته جودي هايدون (غير ظاهرة في الصورة) لدى وصولهما إلى الكنيس الكبير في سيدني 19 ديسمبر 2025. وتشهد أستراليا حالة حداد عقب هجوم استهدف احتفالات الجالية اليهودية بعيد حانوكا في 14 ديسمبر في شاطئ بونداي والذي أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل بينهم مسلح واحد (إ.ب.أ)

وقال هوفمان، وهو زميل شيلبي كولوم وكاثرين دبليو ديفيس الأول لمكافحة الإرهاب والأمن الداخلي في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، في تقرير نشره المجلس، إن الهجوم يأتي في وقت ترددت فيه تقارير عن إحباط الكثير من المخططات الإرهابية المزعومة في أوروبا.

وتضع قدرة العقيدة الفكرية لـ«داعش» المرنة على البقاء والمخاوف المستمرة بشأن العنف المتطرف عبئاً إضافياً على عاتق مسؤولي الأمن لتأمين الفعاليات العامة الكثيرة التي تقام في نهاية العام. وأضاف هوفمان أن المسؤولين الأستراليين يقولون إن العقيدة الفكرية لـ«داعش» كانت الدافع للمسلحين اللذين شنا الهجوم على الاحتفال اليهودي في سيدني.

وزير الحكم المحلي بولاية نيو ساوث ويلز رون هونيغ (يسار) وحاكمة الولاية مارغريت بيزلي (يسار) وزعيمة المعارضة كيلي سلون (يمين) ورئيس وزراء الولاية كريس مينز (يمين) يضعون الزهور على نصب تذكاري في شاطئ بونداي بمدينة سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

فماذا يعني هذا بالنسبة للتهديد الحالي الذي يمثّله تنظيم «داعش»؟

وتابع هوفمان أن هذا الربط يشير إلى أن تهديد «داعش»، والعقيدة الفكرية القاتلة التي يتبناها كل من «داعش» و«القاعدة»، لا يزال قائماً حتى مع «اقترابنا» من الذكرى الخامسة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وقد استغرق تحالف ضم تسعين دولة خمس سنوات لهزيمة تنظيم «داعش» بعد أن أعلن عن الخلافة وسيطر على أجزاء من سوريا والعراق.

ولكن الجماعة أثبتت أنه يمكنها البقاء، وإن كان بشكل مختلف (كجماعة إرهابية مثلاً)، وأنها لا تزال تشكل تهديداً للأمن العالمي. ودعمت العقيدة الفكرية لـ«داعش» الراسخة والمناهضة للغرب ومبررها العقائدي لاستهداف الكفار (بما في ذلك المسيحيون واليهود والمسلمون الذين لا يلتزمون بممارساتها الدينية المتشددة)، الجماعة منذ نشأتها في أواخر حقبة تسعينات القرن الماضي عندما كانت متحالفة بشكل وثيق مع تنظيم «القاعدة».

ويمكن أن يكون هذا أمراً مفاجئاً للكثيرين، بالنظر إلى أن تنظيم «داعش» وما يسمى الخلافة التي أسسها قد تمت هزيمتهما في عام 2019، وتم قتل الكثير من قادته. ولكن بينما تمت هزيمة «داعش» ككيان حاكم، فإن التحالف الذي شارك في دحر التنظيم لم يتمكن من القضاء عليه تماماً أو تقويض عقيدته الفكرية بشكل كامل. ومن ثم، عاد «داعش» ببساطة إلى جذوره بصفته منظمة إرهابية.

مشيّعون يتفاعلون عند نصب تذكاري على شاطئ بونداي في سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

هل «داعش» يواصل تشكيل خطر على الصعيد العالمي؟

أثبت تنظيم «داعش» قدرة مدهشة على العمل على مستوى العالم منذ تقويض ما يسمى الخلافة المزعومة. ففي يوم أحد الفصح عام 2019، على سبيل المثال، شن التنظيم تفجيرات انتحارية منسقة في سريلانكا أسفرت عن مقتل 269 شخصاً. وفي يناير (كانون الثاني) 2024، نفذ تفجيرين انتحاريين متزامنين في إيران أسفرا عن مقتل 84 شخصاً.

وبعد مرور شهرين، قتل مسلحون من تنظيم «داعش» 145 شخصاً في حفل موسيقي بموسكو. وفي رأس السنة الميلادية هذا العام، أسفر هجوم دهس بسيارة في شارع بوربون الشهير بمدينة نيو أورليانز الأميركية عن مقتل 14 شخصاً. وفي اليوم السابق على هجوم عيد الأنوار (حانوكا) في أستراليا، أطلق عنصر من تنظيم «داعش» النار في سوريا على جنديين أميركيين ومترجمهما المدني؛ ما أسفر عن مقتلهم جميعاً.

ما هي الخطوات التي كان يمكن أن يتخذها المسؤولون الأستراليون لمنع شن مثل هذا الهجوم؟

من الواضح أن الحكومة الأسترالية والشرطة وأجهزة الاستخبارات والأمن لم يعطوا الأولوية لنشر أعداد كافية من رجال الشرطة والأمن لتأمين فعالية سنوية تقيمها الجالية اليهودية في سيدني في مكان عام في الليلة الأولى من عيد الأنوار (حانوكا).

وحدث ذلك رغم تزايد عدد الهجمات على أهداف يهودية، إضافة إلى التهديدات التي تم الإبلاغ عنها وسط تصريحات لقادة يهود محليين عن تزايد حوادث معاداة السامية.

وعلى سبيل المثال، قبل أسابيع قليلة من احتفال العام الماضي بعيد حانوكا، تعرض كنيس يهودي في ملبورن الأسترالية لهجوم بقنابل حارقة.

ووقع ذلك الحادث عقب عملية تخريب متعمدة لكنيس يهودي آخر في المدينة ذاتها، وهجمات حرق متعمد على حي يهودي ومتجر لبيع الأطعمة الكوشر (الحلال بالنسبة للديانة اليهودية) في سيدني، وذلك من بين حوادث أخرى.

وفي مارس (آذار) 2024، تم العثور على شاحنة في ضاحية مجاورة مليئة بالمتفجرات وقائمة أسماء بأهداف يهودية.

واستمرت حوادث الحرق والتخريب العمد خلال عام 2025. وفي أغسطس (آب)، طردت أستراليا سفير إيران لديها بعد اتهام طهران بالتخطيط لهجمات إضافية.

وقبل أقل من أسبوعين، أفاد المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين بأن حوادث معاداة السامية في أستراليا كانت أعلى خمسة أضعاف تقريباً من المتوسطات السنوية المسجلة قبل هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 التي شنها مقاتلو «حماس» على إسرائيل، والتي تعدُّر الأسوأ في تاريخ البلاد.

وكان أخذ خطر العنف في مثل هذا الحدث بجدية، وضمان توفير حماية أفضل للجالية اليهودية، هو بالضبط ما كان يتعين على المسؤولين الأستراليين القيام به لمنع مثل هذا الهجوم.

هل هناك تهديدات أخرى بعنف متطرف تجب مراقبتها، وكيف يتعين على السلطات التعامل معها؟

خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط، تم إحباط مخططات إرهابية لمهاجمة أسواق عيد الميلاد في ألمانيا وبولندا. وألقت الشرطة في بافاريا الألمانية القبض على خمسة رجال بتهمة التخطيط لاقتحام حشد جماهيري ودهسهم بسيارة، وفي بولندا تم توجيه اتهام لطالب جامعي بمحاولة التواصل مع تنظيم «داعش» لشن هجوم بقنابل على سوق احتفالية في البلاد.

مشيّعون يتفاعلون بعد مراسم جنازة إديث بروتمان بكنيسة جميع الأرواح بمقبرة روكوود في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

ووجهت السلطات الفرنسية مؤخراً تحذيراً من خطر «مرتفع جداً» من شن هجوم إرهابي، يستهدف بصفة خاصة أسواق عيد الميلاد. وفي الولايات المتحدة، أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي ًمخططاً مزعوماً من جانب متطرفين يساريين لتنفيذ سلسلة هجمات في محيطي لوس أنجليس ومقاطعة أورانج ليلة رأس السنة.

واختتم هوفمان تقريره بالقول إن كل هذه الحوادث تؤكد على الحاجة إلى توخي اليقظة وتبني استراتيجية نشطة ولكن شاملة لمكافحة الإرهاب. ولا يمكن أن يكون انشغال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتأمين الحدود، والقبض على المهاجرين غير الشرعيين، واستهداف تجار المخدرات، على حساب الحفاظ على التركيز على التهديدات القائمة منذ زمن طويل من إرهابيي الشرق الأوسط مثل «داعش».


 باكستان: «دول معادية» وراء مزاعم خاطئة تربط البلاد بحادث إطلاق النار في أستراليا

تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)
تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)
TT

 باكستان: «دول معادية» وراء مزاعم خاطئة تربط البلاد بحادث إطلاق النار في أستراليا

تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)
تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)

قال وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، الأربعاء إن بلاده ضحية حملة تضليل منسقة على شبكة الإنترنت أعقبت إطلاق النار على شاطئ بوندي في أستراليا.

واتهم تارار «دولاً معادية»، بما فيها الهند، بنشر مزاعم خاطئة تفيد بأن أحد المهاجمين باكستاني الجنسية.

حضر المشيعون جنازة بوريس وصوفيا غورمان الزوجين البطلين اللذين حاولا إيقاف مُطلق النار في شاطئ بوندي قبل أن يُقتلا كلاهما خلال حادث إطلاق نار جماعي استهدف فعاليةً للاحتفال بعيد حانوكا اليهودي يوم الأحد في سيدني بأستراليا - 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

وأضاف، في مؤتمر صحافي بإسلام آباد، أن القيادة الباكستانية تدين بشدة الهجوم الذي وقع الأحد الماضي، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً في حادث إطلاق نار استهدف يهوداً، أثناء الاحتفال بعيد الحانوكا.

وتابع الوزير أن معلومات مضللة بدأت تنتشر على الفور تقريباً بعد الهجوم، حيث حددت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي زوراً هوية أحد المشتبه بهم بأنه مواطن باكستاني يدعى نافيد أكرم.

وأضاف أن هذه الادعاءات انتشرت بسرعة عبر المنصات الرقمية، ورددتها بعض وسائل الإعلام دون التحقق منها. ولفت تارار إلى أن النتائج اللاحقة، بما في ذلك تأكيد من جانب الشرطة الهندية، أثبتت أن أحد المهاجمين، وهو ساجد أكرم، كان من الهند، بينما ابنه البالغ من العمر 24 عاماً، نافيد أكرم - الذي شارك أيضاً في الهجوم - وُلد في أستراليا.

وأوضح الوزير أن المعلومات المضللة يبدو أنها ناتجة عن حالة تشابه في الهوية، حيث يشارك رجل باكستاني مقيم في سيدني نفس اسم أحد المشتبه بهما. وأشار تارار إلى أن الرجل الباكستاني كان «ضحية حملة خبيثة ومنسقة»، وأن حملة التضليل مصدرها الهند.

ولم يصدر أي رد فوري من وزارة الشؤون الخارجية الهندية أو من أي مسؤولين آخرين.


باكستان تعتقل متحدثاً باسم جماعة مرتبطة بـ«داعش»

عناصر من الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)
عناصر من الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)
TT

باكستان تعتقل متحدثاً باسم جماعة مرتبطة بـ«داعش»

عناصر من الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)
عناصر من الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)

أفادت وسائل إعلام باكستانية، الخميس، بأن عناصر استخبارات البلاد اعتقلوا المتحدث باسم جماعة محلية مرتبطة بتنظيم «داعش» صنَّفتها الولايات المتحدة إرهابية في 2021.

ويشير محللون إلى أن الخطوة مثلت ضربة للجماعة المسلحة التي تحاول استعادة نشاطها في المنطقة.

ووفقاً لقناة «باكستان تي في»، تمت عملية القبض في مايو (أيار).

وذكر التقرير أن سلطان عزيز عزام، المتحدث باسم ما يسمى تنظيم «داعش» في ولاية خراسان، تم القبض عليه أثناء محاولة العبور من أفغانستان المجاورة إلى باكستان. وينحدر عزام من إقليم ننجرهار شرق أفغانستان.

ولم تؤكد الحكومة الباكستانية الاعتقال بعد. وشهدت البلاد مؤخراً ارتفاعاً في هجمات المسلحين التي تلقي السلطات فيها باللائمة على تنظيم «داعش»، أو الجماعة المحلية المرتبطة بها و«طالبان باكستان».

وتسعى الولايات المتحدة لاعتقال عزام منذ 2021، عندما صنَّفت وزارة الخارجية الجماعة إرهابية. ويشير محللون إلى أن الاعتقال قد يقوّض الآلة الإعلامية للجماعة التابعة لـ«داعش» إلى حد كبير.

في غضون ذلك، اعتقلت وكالة التحقيق الفيدرالية الباكستانية (إف آي إيه) متهماً رئيسياً في قضية احتيال كبيرة على صندوق المعاشات بقيمة تجاوزت 46 مليون روبية، وذلك بعد إلغاء محكمة لقرار إخلاء سبيله بكفالة قبل الاعتقال، حسبما أفادت وكالة أنباء «أسوشييتد برس أوف باكستان»، الخميس. ونقلت الوكالة عن مسؤول قوله، الخميس، إن دائرة مكافحة الفساد التابعة لوكالة التحقيق الفيدرالية في إسلام آباد، ألقت القبض على طلحة رسول، وهو مقيم في إسلام آباد، بعد أن رفض قاضٍ بالمحكمة الخاصة الوسطى الثانية طلب الإفراج عنه بكفالة. وتتعلق القضية بمزاعم اختلاس من صندوق معاشات إدارة مؤسسة الهندسة الحكومية. ووفقاً للتحقيقات الأولية، نسَّق المتهم مع متهمين آخرين مدرجين في القضية، بتحويل أموال المعاشات من الحساب البنكي لصندوق معاشات إدارة مؤسسة الهندسة الحكومية. وقال المسؤول إنه تم تنفيذ عملية الاحتيال باستخدام شيكات مصرفية مزورة وتوقيعات مزيفة في فرع المنطقة الزرقاء لأحد البنوك الخاصة؛ ما أدى إلى اختلاس مبلغ 46153330 روبية (أكثر من 46 مليون روبية). وتم تسجيل القضية بناءً على شكوى تلقتها وكالة التحقيق الفيدرالية بشأن عمليات سحب غير منتظمة من صندوق المعاشات.

وبعد أمر المحكمة، تم اعتقال المتهم، وبدء إجراء مزيد من التحقيقات لتتبع مسار الأموال وتحديد المستفيدين الإضافيين. وأضاف المسؤول أن الجهود جارية للقبض على المتهمين الآخرين المتورطين في عملية الاحتيال. وأكدت وكالة التحقيق الفيدرالية مجدداً التزامها بمتابعة القضية حتى نهايتها المنطقية ومحاكمة جميع المسؤولين.