آلاف المهاجرين ينتشرون حول صفاقس في تونس سعياً لعبور البحر نحو إيطالياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4558096-%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%B5%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D9%86%D8%AD%D9%88
آلاف المهاجرين ينتشرون حول صفاقس في تونس سعياً لعبور البحر نحو إيطاليا
مهاجرون غير نظاميين من غينيا يتجمعون في حديقة عامة بصفاقس (رويترز)
صفاقس:«الشرق الأوسط»
TT
20
صفاقس:«الشرق الأوسط»
TT
آلاف المهاجرين ينتشرون حول صفاقس في تونس سعياً لعبور البحر نحو إيطاليا
مهاجرون غير نظاميين من غينيا يتجمعون في حديقة عامة بصفاقس (رويترز)
ينتشر آلاف المهاجرين، وغالبيتهم من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء، في مناطق ريفية من محافظة صفاقس في وسط شرق تونس في انتظار العبور نحو إيطاليا، بحسب منظمات إنسانية وشهادات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد طردت قوات الأمن هؤلاء بمعظمهم من مدينة صفاقس، وفق الشهادات. وكان بعضهم موجوداً في المدينة منذ بداية سبتمبر (أيلول)، عندما أوقفت السلطات توزيع المواد الغذائية على حوالى 1800 شخص يعيشون في مخيم قرب ساحة باب الجبلي، وفقاً لمصدر في منظمة إنسانية طلب عدم كشف هويته.
وأشار المصدر إلى أن «مجموعة كبيرة أولى مكوّنة من مئات الأشخاص غادرت صفاقس وتبعتها مجموعات أخرى خلال نهاية الأسبوع إثر تنفيذ السلطات عملية أمنية واسعة».
وقال المتحدث الرسمي باسم «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» رمضان بن عمر الأحد لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات الأمن أخلت صباح الأحد ساحة كبيرة كان فيها نحو 500 مهاجر وسط مدينة صفاقس». وأضاف «تمّ دفعهم للتفرّق على شكل مجموعات صغيرة انتقلت في اتجاه مناطق ريفية وفي اتجاه مدن أخرى».
مهاجرون أوقفهم خفر السواحل التونسي قبالة ساحل صفاقس (رويترز)
وبحسب المصدر من المنظمة، أن الشرطة «نقلتهم في حافلة إلى منطقة العامرة». ويُعتقد أن حوالى ثلاثة آلاف مهاجر منتشرون في حقول الزيتون بالقرب من البحر بين منطقتي جبنيانة والعامرة، على مسافة حوالى 30 كيلومترا شمال محافظة صفاقس.
وقال المهاجر المالي محمد كايتا لوكالة الصحافة الفرنسية «جئت للبحث عن عمل لكنني لم أجد أي عمل وأريد الذهاب إلى أوروبا».
وقال المهاجر من ساحل العاج سانوغو ساديو «الأفارقة الذين ترونهم هنا يريدون عبور البحر الأبيض المتوسط»، موضحا أنه «في هذه الأثناء، الأمر ليس سهلا لأنه ليس لدينا مكان للنوم».
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان الثلاثاء أنها وخلال حملة أمنية نفذتها نهاية الأسبوع الفائت في مناطق ساحلية عدّة، تمكّنت من«إحباط 117 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة ونجدة وإنقاذ 2507 مجتازين من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء وتونسيين وإلقاء القبض على 62 شخصا من منظمين ووسطاء».
ومطلع يوليو (تموز) الفائت، طُرد مئات من المهاجرين الذين يحملون جنسيات من دول إفريقيا جنوب الصحراء من صفاقس، بعد مواجهات مع السكان قتل فيها تونسي. وفي الأيام التالية، نقلت الشرطة التونسية حوالى ألفي مهاجر على الأقل وفقا لمنظمات، إلى الحدود مع ليبيا والجزائر وتركوا في الصحراء والمناطق المعزولة.
صراع على زعامة حزب «الأمة» السوداني يهدد بانشقاقهhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5117492-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B2%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%B4%D9%82%D8%A7%D9%82%D9%87
رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
فجر توقيع «إعلان السودان التأسيسي» الذي يهدف إلى إنشاء «حكومة موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»، صراعات داخل حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب السودان، وأدى إلى تبادل بيانات متضاربة من قيادات الحزب، تراوحت بين الفصل والتعيين والحل لقيادات ومؤسسات الحزب.
وأصدرت «مؤسسة الرئاسة» التي تتكون من نواب رئيس الحزب ومستشاريه، قراراً بعزل الرئيس، اللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر، وتسمية محمد عبد الله الدومة رئيساً مكلفاً جديداً. وأبرز أعضاء هذه المجموعة هم صديق إسماعيل، وإسماعيل كتر، ومريم الصادق المهدي.
من جانبه، فاجأ الرئيس المكلف، برمة ناصر، الجميع بإصدار قرار موازٍ حل بموجبه مؤسسة الرئاسة، وأعلن عزمه على تعيين هيئات ونواب ومساعدين جدد. وسانده في ذلك رئيس المكتب السياسي محمد الحسن المهدي، الذي عدّ قرار مؤسسة الرئاسة غير دستوري، وأن النواب والمستشارين يعينهم الرئيس ولا يملكون حق عزله.
وكانت قد بدأت بوادر هذا الخلاف حول زعامة الحزب مباشرة بعد رحيل الزعيم التاريخي الصادق المهدي، الذي كان آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي. وبعد وفاته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تم اختيار برمة ناصر رئيساً مكلفاً، مما أبقى الصراع على زعامة الحزب خفياً في ظل الصراعات الأخرى الأكبر حجماً والتي كانت تهدد مستقبل البلاد.
لكن عندما اندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان) 2023، تفاقم الخلاف داخل الحزب حول المواقف المختلفة، إلى أن وصل إلى الخلاف العلني الحالي، فيما يشبه الانشقاق.
صراع الأخوة
الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبدالرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)
تاريخياً ظل حزب الأمة يخضع لقيادة آل المهدي، ومع اندلاع الحرب اختار الجنرال المتقاعد برمة ناصر - مدعوماً بجناح من أسرة المهدي يقوده صديق ابن الصادق، الانحياز للقوى المدنية المناهضة للحرب والمنضوية تحت مظلة «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» المعروفة اختصاراً بـ«تقدم». وفي المقابل انحاز التيار الآخر من أسرة المهدي بقيادة الابن الأكبر عبد الرحمن، للجيش بتأييد بعض أفراد الأسرة الآخرين.
وللصراعات في حزب الأمة أبعاد سياسية ودينية وأسرية، برزت أول مرة في ستينات القرن الماضي، بين الصادق المهدي الطامح آنذاك في رئاسة الحزب، وعمه راعي الحزب الهادي المهدي. وأدى ذلك الصراع لانقسام إلى جناحين، أحدهما بقيادة الصادق، والآخر بقيادة الإمام الهادي.
لكن الحزب توحد لاحقاً تحت قيادة الصادق، بعد مقتل الإمام الهادي على أيدي السلطة العسكرية التي استولت على الحكم في انقلاب عسكري عام 1969. فجمع الصادق بين رئاسة الحزب وإمامة طائفة «الأنصار» التي تشكل الغالبية العظمى لأتباع الحزب، بعد أن كان المنصبان منفصلين، وهو ما عُرف بالجمع بين «القداسة والسياسة».
ويقول مقربون من الحزب إنه عندما تولى الجنرال المتقاعد فضل الله برمة ناصر رئاسة الحزب بعد رحيل زعيمه التاريخي الصادق المهدي، أصبح ناصر أول رئيس للحزب من خارج بيت المهدي، لذلك واجهت رئاسته تحديات عدة، على رأسها طموحات بعض أبناء المهدوي في المنصب.
وتأثر الحزب بتفاقم خلافات الأسرة المهدوية، خصوصاً بعد اندلاع الحرب وبروز تيارين داخل الأسرة، ثم تفجر الوضع مؤخراً بعد توقيع رئيس الحزب برمة ناصر على «إعلان السودان التأسيسي» الذي يطالب بدولة علمانية فيدرالية. وتاريخياً يستند حزب الأمة إلى إرث الثورة المهدية في منتصف القرن التاسع التي كانت دينية الطابع، لكن الحزب ساند الأنظمة الديمقراطية في معظم الأوقات الحديثة بعد الاستقلال.
تيارات ثلاثة
صديق الصادق المهدي خلال كلمته في اجتماع لتحالف الحرية والتغيير المدني في القاهرة (اللجنة الإعلامية للتحالف)
وقال القيادي في الحزب صلاح جلال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القداسة انتهت بموت الصادق المهدي، ولا يوجد الآن شخص يحمل رمزية دينية لتقدسه جماهير طائفة الأنصار». وحسب جلال، تصطرع 3 تيارات داخل الحزب الآن: تيار مؤيد لحكومة بورتسودان التي يقودها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وتسانده الحركة الإسلامية، ويتكون هذا التيار من محمد عبد الله الدومة والفريق صديق إسماعيل وآخرين، ويقوده من خلف ستار عبد الرحمن الصادق المهدي. والتيار الثاني ينتمي إلى تحالف «تقدم»، ويقوده الأمين العام للحزب الواثق البرير وصديق الصادق المهدي. وتيار ثالث بقيادة رئيس الحزب برمة ناصر، وهو التيار الذي وقع على «الميثاق التأسيسي».
وتعليقاً على قرارات العزل والتجميد الصادرة من التيارات الحزبية، قال جلال: «رئيس الحزب هو المسؤول السياسي الأول، ويحاسبه المؤتمر العام، ويملك شرعية دستورية ومؤسسية في اتخاذ القرارات». وتابع: «المجموعة التي فصلته نواب ومستشارون يعينهم ويعزلهم الرئيس ولا يمكنهم فصله، ولا تؤيدهم تقاليد دستورية أو تنظيمية، ومن حق الرئيس إيقافهم بنص دستور الحزب، ولائحة الطوارئ الحزبية التي تكفل للرئيس تجميد كل الأجهزة وتشكيل أجهزة طوارئ».
وأضاف جلال أن أنصار الحزب في إقليمي كردفان ودافور في غرب السودان يمثلون 60 في المائة تقريباً من جماهير الحزب، وهم يؤيدون «ميثاق التأسيس»، وينظرون إلى اللواء برمة ناصر بوصفه بطلاً.
خلافات مكبوتة
زعيم حزب الأمة الراحل الصادق المهدي وهو آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي (أ.ف.ب)
وبحسب الصحافي محمد لطيف، تكمن مشكلة حزب الأمة في الإدارة المركزية التي كانت متبعة في عهد الزعيم الراحل الصادق المهدي، قائلاً: «ظلت الكلمة الأولى والأخيرة للإمام الصادق بغض النظر عن الخلافات والاختلافات... وبغيابه برزت الخلافات المكبوتة إلى السطح».
وأضاف: «في حياة الإمام الصادق كان هناك رأي سلبي من انخراط نجله عبد الرحمن في حكومة (الرئيس السابق) البشير، لكن بغياب الصادق انقسم الأشقاء إلى مجموعتين، لكل مجموعة موقفها من عبد الرحمن، وانعكس ذلك على الحزب فتعقدت أموره، لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم».
ولخص لطيف الخلافات بقوله إن «حزب الأمة في مفترق طرق، ويصعب الحديث عن تجاوز الأزمة أو رتق هذا الخلاف لأنه أصبح خلافاً مؤسسياً واستراتيجياً، ونتوقع حدوث الأسوأ».