«الحوار الوطني» المصري يقترح «إجراءات» لإدارة الانتخابات الرئاسية

من بينها تعديل أحكام «الحبس الاحتياطي» ودعم حرية عمل الأحزاب السياسية

جلسة سابقة من «الحوار الوطني» بمصر (صفحة الحوار الوطني على فيسبوك)
جلسة سابقة من «الحوار الوطني» بمصر (صفحة الحوار الوطني على فيسبوك)
TT

«الحوار الوطني» المصري يقترح «إجراءات» لإدارة الانتخابات الرئاسية

جلسة سابقة من «الحوار الوطني» بمصر (صفحة الحوار الوطني على فيسبوك)
جلسة سابقة من «الحوار الوطني» بمصر (صفحة الحوار الوطني على فيسبوك)

في الوقت الذي قدم فيه مجلس أمناء «الحوار الوطني» في مصر، (الثلاثاء)، مقترحات تضمنت «إجراءات» لإدارة الانتخابات الرئاسية المقبلة، من بينها تعديل أحكام «الحبس الاحتياطي»، ودعم حرية عمل الأحزاب السياسية. تعقد الهيئة الوطنية للانتخابات (الأربعاء) مؤتمراً صحافياً بشأن آخر استعدادات السباق الرئاسي المصري، وسط تقديرات رسمية بأن «عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات نحو 60 مليوناً».

وأعلنت أحزاب سياسية عدة في مصر دعمها لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة، في مقدمتها حزب «مستقبل وطن»، (صاحب الأغلبية بمجلس النواب المصري «البرلمان»). وتنتشر في ميادين رئيسية بالعاصمة القاهرة، لافتات مؤيدة لترشح السيسي، بتوقيع أحزاب مثل «المصريين الأحرار»، و«حماة الوطن».

ودعا «الحوار الوطني» المصري (الثلاثاء) إلى اتخاذ «إجراءات» محددة في ملفات عدة شغلت القوى السياسية، ومنها «استكمال الجهود التي بذلتها الدولة المصرية في سبيل مراجعة أوضاع المسجونين والمحبوسين احتياطياً، والممنوعين من السفر من غير المُدانين، أو المتهمين باستخدام (العنف أو التحريض عليه)، وتعديل أحكام الحبس الاحتياطي بالشكل الذي لا يسمح بأن يتحول هذا الإجراء الاحترازي في أصله وهدفه إلى نوع من أنواع العقوبات التي توقع دون أحكام قضائية».

وكانت «الحركة المدنية الديمقراطية»، وهي تجمُع معارض يضم 12 حزباً وشخصيات عامة، قد طالبت في وقت سابق بـ«إغلاق ملف سجناء الرأي، وإعادة النظر في ملف الحبس الاحتياطي»، ضمن مطالبتها بـ«توفير ضمانات لانتخابات الرئاسة المقبلة».

ودعا «الحوار الوطني» أيضاً إلى «دعم حرية عمل الأحزاب السياسية وحرية حركتها، بما يسمح لها بالاحتكاك بالجماهير وعرض برامجها، وبما يشجع المواطنين على الانضمام إلى عضويتها حسب اختيارهم الحر».

وقال في بيانه (الثلاثاء) إن «دعم الحياة السياسية يتطلب مزيداً من دعم حرية الصحف ووسائل الإعلام، وتعديل قوانين الانتخابات لضمان (التمثيل المتوازن) لكل القوى المجتمعية، وذلك من خلال ما رُفع إلى الرئيس السيسي من مقترحات من (الحوار الوطني) بشأن الانتخابات البرلمانية وانتخابات المحليات».

وتطرق بيان «الحوار الوطني» إلى «إدارة الانتخابات الرئاسية المقبلة»، بشكل مباشر. وقال في هذا الخصوص: «إذا كان مطلوباً من أجهزة ومؤسسات الدولة الوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين على منصب الرئيس، فإنه يلزم التأكيد على الحق لمن يريد الترشح لهذا المنصب، في حرية الحركة، والسعي لجمع التأييدات، والاتصال بالناخبين، والتغطية الإعلامية بشكل متكافئ».

رئيس حزب «العدل»، القيادي في «الحركة المدنية»، النائب عبد المنعم إمام، وصف بيان «الحوار الوطني» بـ«الجيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من الإيجابي أن يشعر المصريون بأن مجلس أمناء (الحوار الوطني) يلعب دوراً (متوازناً)، ويتبنى مطالب مهمة لنزاهة العملية الانتخابية».

وأضاف أن البيان «يناسب المرحلة، ويعكس قدراً من تقدير حزب (العدل) لبعض ما يجب أن تكون عليه الانتخابات الرئاسية»، لافتاً إلى أن «ترحيب الحزب بالبيان مرتبط بأن تتحول ضمانات الانتخابات الرئاسية من مرحلة البيانات إلى خطوات تنفيذية وقانونية ملزمة للجميع».

وكان حزبا «المحافظين»، و«المصري الديمقراطي الاجتماعي» قد أعلنا في وقت سابق عزمهما خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. ورهن كلا الحزبين موقفه النهائي بـ«مدى توافر ضمانات لنزاهة وشفافية العملية الانتخابية».

وهنا يرى البرلماني المصري، مصطفى بكري، أن بيان «الحوار الوطني» جاء «ليضع النقاط فوق الحروف، استجابة لمطالب كثيرة عبرت عنها الفصائل المشاركة في فعاليات (الحوار الوطني)». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «البيان تضمن ضمانات للانتخابات الرئاسية، والتأكيد على أن يكون لكل المرشحين نفس الحقوق».

ويبرز في قائمة المرشحين المحتملين للانتخابات المقبلة، حتى الآن، رئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، والبرلماني السابق أحمد الطنطاوي. ويحتاج كل مرشح إلى تزكية «20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب (البرلمان)، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب، في 15 محافظة على الأقل»، بموجب المادة 142 من الدستور المصري.

وكانت الفترة الماضية قد شهدت الإفراج عن دفعات متتالية من المحبوسين احتياطياً أو الصادر بحقهم أحكام قضائية، عبر آلية «العفو الرئاسي»، في مبادرات لاقت ترحيباً بين قوى المعارضة التي شاركت في «الحوار الوطني». وقال مصطفى بكري إنه «لا مجال لإبقاء المحبوسين احتياطياً داخل السجون، ما داموا لم يقدموا للمحاكمة الجنائية، عدا الذين مارسوا (الإرهاب) فهؤلاء لا يُمكن عَدُّهم سجناء سياسيين».


مقالات ذات صلة

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

شمال افريقيا مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

حسمت مصر إشاعات فرض ضريبة جديدة على الجوالات المستوردة من الخارج بداية من يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا مجلس الشيوخ المصري أثناء مناقشة قانون «المسؤولية الطبية» (وزارة الشؤون النيابية والقانونية المصرية)

مصر: جدل متصاعد بسبب قانون «المسؤولية الطبية»

تصاعد الجدل في مصر بسبب قانون «المسؤولية الطبية» عقب موافقة مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) نهائياً على القانون.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأربعاء (مجلس الوزراء)

الحكومة المصرية تؤكد التزامها بسداد الديون

أكدت الحكومة المصرية، الأربعاء، التزامها بسداد ما عليها من التزامات وديون، وذلك تزامناً مع إعلان صندوق النقد الدولي التوصل إلى اتفاق مبدئي مع القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)

محكمة مصرية تؤيد إعدام «سفاح التجمع»

أيدت محكمة الجنايات المستأنفة بالقاهرة، الأربعاء، الحكم بالإعدام على كريم محمد سليم المشهور بـ«سفاح التجمع»، بتهمة قتل 3 سيدات وإلقائهن في مناطق صحراوية بمصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

السلطات المصرية تحسم جدل «ضريبة» الجوالات المستوردة

مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصر وضعت ضوابط لمنع تهريب الجوالات (تصوير: عبد الفتاح فرج)

حسمت مصر إشاعات فرض ضريبة جديدة على الجوالات المستوردة من الخارج، بداية من يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت أنه لا جمارك جديدة ستفرض، لكن ستطرح منظومة جديدة لمواجهة التهريب، الذي كان يصل لنحو 95 في المائة من الواردات ويضر خزينة الدولة.

وأكد مسؤول مصري في تصريحات، الأربعاء، أن المنظومة ستطبق خلال أيام، بهدف مزيد من الحوكمة، وتطويق عمليات تهريب أجهزة الجوالات غير المسبوقة من الخارج، وسط تأكيد مختصين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الإجراء سيحمي الاستثمارات الداخلية، ويشجع الصناعة المحلية دون أي تأثير على أسعار الهواتف داخل مصر.

وكشف نائب وزير المالية المصرية، للسياسات الضريبية، شريف الكيلاني، في مقطع مصور الأربعاء، عن أن هناك «إشاعات انتشرت في الآونة الأخيرة خاصة بفرض ضريبة جديدة على الجوّال»، مؤكداً أنه «لا فرض ضريبة إضافية على الجوالات».

هواتف «غوغل بيكسل» الجديدة (غوغل)

كما أوضح المسؤول المصري أن «كل ما في الأمر هو أن هناك حوكمة أكبر للجوالات القادمة من المنافذ الجمركية»، لافتاً إلى أن «الآونة الأخيرة شهدت للأسف الشديد ظاهرة تهريب الجوالات بطريقة فاقت التوقعات».

«ويتم تهريب 95 في المائة من الجوالات المستوردة، وتدفع فقط 5 في المائة الرسوم الجمركية المقررة منذ زمن»، بحسب الكيلاني، الذي شدد على أن التهريب أضر بالخزينة العامة للدولة، دون تحديد قيمة الخسائر.

وتعد رسوم استيراد أجهزة الاتصالات محددة وثابتة، وتشمل 14 في المائة ضريبة قيمة مضافة، و10 في المائة رسوم جمارك.

ولمواجهة آفة التهريب، قال نائب وزير المالية، إن الوزارة صممت تطبيقاً على الجوالات يسمح للقادمين من الخارج، سواء في المواني أو المطارات، بتسجيل جوالاتهم الشخصية عن طريق التطبيق بمجرد دخولهم إلى البلاد، دون أي جمارك أو رسوم إضافية، على أن يتم إرسال رسالة نصية للجوالات المهربة غير المسجلة على ذلك التطبيق، تنص على المطالبة بدفع الرسوم الجمركية المقررة خلال 90 يوماً، ليتم بعدها وقف تشغيل الجوالات المهربة غير المسددة للرسوم.

مصر لمواجهة تهريب الهواتف المحمولة (آبل)

ويوضح رئيس شعبة المحمول بالغرفة التجارية بالقاهرة، محمد طلعت، في حديث لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل أخرى، مبرزاً أن هناك شكاوى قدمت للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، من صناع ومعنيين في السوق المحلية، من إدخال البعض جوالات مستوردة من الخارج، دون دفع جمارك أو ضرائب، مما يضر باستثماراتهم والسوق المحلية. وأكد أن التطبيق «سيواجه ذلك التهريب، وينتظر الإعلان عن موعد دخوله حيز التنفيذ، ولن يؤثر سلباً على السوق»، موضحاً أن تلك الجوالات كانت تدخل بطريقة غير رسمية للبلاد، وكانت تضر السوق.

وكانت النائبة مرثا محروس، وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، قد كشفت قبل أيام عن أن هناك بلبلة بشأن وقف إدخال الجوالات المستوردة من الخارج، ابتداء من يناير 2025.

وأوضحت أن «هناك مشكلة في الرقابة، ذلك أن دخول الجوالات من السوق الأوربية لمصر بشكل كبير أثر على عملية البيع المحلي في مصر»، لافتة إلى أن الجوالات «سيتم السماح بدخولها لكن سيتم دفع الرسوم المقررة».

وأكدت وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب أن دخول الجوال المستورد من الخارج بالضريبة «سيجعل تكلفته أغلى من سعره في الداخل، ومن ثمّ سيساهم في تقليل الاستيراد، وتعزيز البيع المحلي، وعدم اللجوء للخارج»، مؤكدة أن التوجهات الرسمية تفيد بدخول جوال واحد كل سنة دون ضريبة، وإن زاد على ذلك فلابد من دفع الرسوم المقررة.

وانتقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، استيراد كميات كبيرة من السلع، من بينها الجوالات؛ ما يسبب أزمة في توافر الدولار، وقال خلال افتتاحه مشروعات نقل جديدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده تستورد بنحو 9 مليارات دولار (الدولار الأميركي يعادل 49.30 جنيه مصري) جوالات سنوياً»، ودعا إلى «ضرورة الاتجاه للتصنيع المحلي؛ لتقليل فاتورة الاستيراد».

ويتوقع رئيس شعبة المحمول بالغرفة التجارية بالقاهرة، محمد طلعت، أن يعزز عمل المنصة الجديدة مواجهة الجوالات المهربة داخل السوق، مرجحاً أنها قد تتلاشى مع مخاوف من عدم عملها داخل مصر، خاصة أنها قد لا تدفع الجمارك المقررة عليها، مشدداً على أن تلك الخطوة «ستشجع الاستثمارات المحلية بشأن تصنيع الجوالات، ولن تؤدي إلى أي ارتفاع جديد في أسعار الجولات داخل البلاد».

هاتف «شاومي 14 ألترا» (إدارة الشركة)

ويصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركات الأجنبية المصنعة للجوالات في مصر إلى نحو 11.5 مليون وحدة سنوياً، حسب إفادة من وزارة الاتصالات المصرية، أغسطس (آب) الماضي.

وارتفعت واردات مصر من الجوالات بنسبة 31.4 في المائة، خلال الخمسة الأشهر الأولى من العام الحالي 2024، حيث سجلت 1.828 مليون دولار مقابل 1.391 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2023، حسب إفادة من «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر في أغسطس الماضي.