دفعت واقعة إلقاء نقود على قارئ قرآن خلال أحد المآتم في مصر، إلى مطالب برلمانية ودينية واسعة بوضع «ضوابط خلال المآتم» بما يضمن «الحفاظ على صورة قراء القرآن في المآتم والمناسبات الدينية»، وذلك بعدما أثارت الواقعة استهجاناً وضجة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
ودعا النائب محمد خالد نور الدين، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، إلى ضرورة «تشديد الرقابة، ووضع (ضوابط) لتعامل الجمهور مع القراء خلال المناسبات الاجتماعية مثل المآتم، ومحاولة إيجاد (طرق) للسيطرة على أي تصرفات (خارجة) قد تحدث من بعض الأشخاص و(تفسد) الحدث (أي العزاء)».
في حين قال الشيخ محمد حشاد، نقيب نقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم في مصر، لـ«الشرق الأوسط»: «سوف نُعمم (ضوابط) على القُراء بضرورة أن يتوقفوا عن التلاوة، إذا شعروا بأي تصرفات من شأنها (إفساد وقار القراءة)، مع التنبيه على الجالسين (في المآتم) أن يستمعوا للقرآن الكريم بـ(وقار وسكينة)»، لافتاً إلى أنه «إذا وجد قارئ القرآن عدم تجاوب مع حديثه بضرورة أن يستمع الحضور للقرآن، فعليه مغادرة المكان والمناسبة الاجتماعية أياً كانت، حتى لا نُتهم بأن القراء يتجاوبون مع مثل هذه التجاوزات بالسكوت عنها».
وكان أحد الأشخاص في محافظة الدقهلية (شمال مصر) قد فاجأ القارئ محمد القزاز، خلال تلاوته للقرآن الكريم في عزاء، بإلقاء النقود عليه (تعرف بـ«النُقطة» وعادة ما يتم إلقاؤها على الفنانين في الأفراح الشعبية)».
من جهته، أضاف النائب نور الدين لـ«الشرق الأوسط» أنه «من الصعب السيطرة على بعض هذه التصرفات الفردية، خاصة في المآتم بالقرى والنجوع، فالأفراد يتفاعلون مع القراء سواء بالإنصات، أو التحية، أو كما حدث بإلقاء النقود على المقرئ، لذلك فإن الضوابط القانونية هنا (غير واردة)، لكن يجب أن يكون ثمة تشديد على أصحاب السرادقات من أهالي المتوفين؛ ألا يتم السماح لأحد بإفساد المناسبة بهذا الشكل»، موضحاً أنه «ليس من العدل ترك الأمر للمقرئ بالتصرف وحده، لأن مغادرته المكان في حد ذاته قد تتسبب في (فتنة) واتهامه بـ(إفساد العزاء)».
و«ينتمي إلى عضوية نقابة مُحفظي وقارئي القرآن الكريم في مصر نحو 14 ألف مُحفظ وقارئ»، بحسب حشاد، الذي يقول «تربينا على أن تحية مُقرئ القرآن الكريم في المناسبات المختلفة تكون بعبارات ودعوات طيبة على غرار (الله يفتح عليك)، أما الهرج من تصوير ونشر فيديوهات والاستعراض في العزاءات بالنقود وغيرها فلم نعهده من قبل، وسوف نستمر في مراقبة (الضوابط) التي أكدنا عليها للمقرئين حتى لا تتكرر مثل تلك المشاهد من جديد».
وكانت نقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم في مصر قد استنكرت في بيان لها الواقعة. ووصفتها بأنها «مشهد مُهين في حق القرآن وأهله».
في حين خرج القارئ القزاز ليؤكد أنه «أكمل التلاوة بعد إلقاء النقود عليه خوفاً من (إفساد العزاء)». وأضاف في تصريحات متلفزة (مساء الاثنين) أنه «فوجئ بقيام أحد الأشخاص بإلقاء النقود عليه، وأنه عاتبه بعد الانتهاء من العزاء، وطلب من مُصور الفيديو حذفه من مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تعود تلك الأموال إلى أصحاب العزاء للتصرف بها». ووفق حشاد فإن تلك الواقعة «لا تليق بجلسات القرآن الكريم».