الجزائر: ترقيات كثيرة في الجيش في عيد الاستقلال

منهم امرأتان.... لواء وعميد

الضابط مسعودة بولنوار عند تقلدها رتبة لواء من طرف الرئيس تبون
الضابط مسعودة بولنوار عند تقلدها رتبة لواء من طرف الرئيس تبون
TT
20

الجزائر: ترقيات كثيرة في الجيش في عيد الاستقلال

الضابط مسعودة بولنوار عند تقلدها رتبة لواء من طرف الرئيس تبون
الضابط مسعودة بولنوار عند تقلدها رتبة لواء من طرف الرئيس تبون

أشرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الثلاثاء بالعاصمة، على ترقيات في صفوف ضباط الجيش بمناسبة مرور 61 سنة على استقلال البلاد، في 5 يوليو (تموز)، كان من بينهم امرأتان إحداهما من رتبة عميد إلى لواء اسمها مسعودة بولنوار، والأخرى من عقيد إلى عميد اسمها نبلية منصوري.

ومما يلفت في الترقيات أنها شملت 91 عميداً، و12 لواءً والكثير من العقداء. وقال الفريق أول رئيس أركان الجيش سعيد شنقريحة، في حفل مخصص للمناسبة: إن «إسداء الأوسمة وتقليد الرتب للضباط والعمداء والمستخدمين، هو محفّز للمزيد من العمل للارتقاء بالجيش الوطني الشعبي لمصف الجيوش المتطورة».

وأكد شنقريحة أن الذكرى الـ61 للاستقلال «تملي علينا بإلحاح أن نوليها حقها، وهي محطة مجيدة تصنف من أهم إنجازات القرن العشرين برجالها، وما حملته من القيم السامية. كما تمثل أرقى ما تدركه النفس البشرية، وهي قدوة لمن أحب الوطن العزيز وأراد خدمته بوفاء وإخلاص».

قائد الجيش

وعد قائد الجيش، تقليد الرتب وإسداء الأوسمة للضباط «تكريماً نظير الجهود المبذولة من طرف الكوادر رجالاً ونساء، في أداء المهام الموكلة لهم، لا سيما المرابطون على الحدود»، مشيراً إلى اجتماع عقده «المجلس الأعلى للوظيفة العسكرية» لوزارة الدفاع، عشية الاحتفال بالاستقلال، لدراسة القضايا المتعلقة بترقية الضباط العاملين بالجيش، وإحالة عدد منهم على التقاعد وإسداء الأوسمة لكوادر وزارات الدفاع. مشيراً إلى أن الاجتماع نتج منه قرارات ترقية الضباط الذين يستوفون الشروط.

وأثنى شنقريحة على «دعم» الرئيس تبون للمؤسسة العسكرية، عادّاً أن ذلك «سيزيدنا عزماً على مواصلة تطوير وعصرنة المنظومة الدفاعية، وحيازة أحدث التكنولوجيات العسكرية والمعدات، لحماية أمننا ومصالحنا والدفاع عن حدودنا ومجالنا الجوي».

ونشرت الرئاسة الجزائرية، في عيد الاستقلال خطاباً مكتوباً للرئيس، جاء فيه أن المناسبة «تشكل محطة متجددة نستشعر فيها حجم ونبل الجهود المنتظرة منا جميعاً، في كل المستويات والمواقع، وتدعونا في هذا الظرف بالذات إلى المزيد من اليقظة والعمل، لكسب رهان التحول نحو أنماط جديدة مسايرة للعصر في التفكير والتدبير والتسيير، لنقضي بصورة نهائية على مفاهيم الاتكالية والريع المهدرة للثروات الوطنية».

تدريبات عسكرية (الجيش الجزائري)
تدريبات عسكرية (الجيش الجزائري)

«عهد جديد»

وتحدث تبون عن «عهد جديد» يتمثل، حسبه، في «حركية الاستثمار الوطني والأجنبي المتصاعدة، والتوجه المتزايد إلى تثمين قيمة العمل والجهد والانخراط في عالم المقاولاتية واقتصاد المعرفة، بإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بفضل التحفيزات التي أطلقناها لتشجيع روح الابتكار والإبداع الشبابي ومرافقة أصحاب الأفكار حاملي المشروعات الاستثمارية، من الشباب الجزائري الذي لطالما أبان عن حسن وطني عالٍ ووفاء لرسالة الشهداء الأبرار».

كما أشاد تبون بالجيش قائلاً: إنه «حامل لواء الأبطال من الشهداء والمجاهدين، المرابط بعزة وشموخ على الثغور والجبهات دفاعاً عن الوطن والأمة». وقال: إنه يجدد «إرادتنا الصادقة في الوفاء لثقته الغالية للارتقاء ببلادنا العزيزة بتظافر جهود الوطنيين المخلصين، ووعي والتزام شبابنا الغيور على الجزائر إلى مصاف الدول الصاعدة وإلى المكانة الجديرة بها، وبتضحيات الشهداء الأبرار والمجاهدين الميامين».



تونس: الحكم بإعدام 8 متهمين باغتيال المعارض البراهمي

صورة مركبة لمحمد البراهمي وشكري بلعيد (متداولة)
صورة مركبة لمحمد البراهمي وشكري بلعيد (متداولة)
TT
20

تونس: الحكم بإعدام 8 متهمين باغتيال المعارض البراهمي

صورة مركبة لمحمد البراهمي وشكري بلعيد (متداولة)
صورة مركبة لمحمد البراهمي وشكري بلعيد (متداولة)

قضت محكمة تونسية، ليلة أمس الثلاثاء، بإعدام ثمانية متهمين باغتيال المعارض والنائب السابق، محمد البراهمي، في عام 2013، على ما أفادت وسائل إعلام محلية و«وكالة الصحافة الفرنسية».

وحوكم المتّهمون بـ«جريمة الاعتداء، المقصود منه تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على قتل بعضهم بعضاً بالسلاح، وإثارة الهرج والقتل بالتراب التونسي»، وقد تمّ تخفيف عقوبة الإعدام بحق ثلاثة من المتهمين «بجريمة المشاركة في قتل نفس بشرية عمداً مع سابق قصد»، بينما صدر حكم غيابي بحق متهم تاسع فر من السجن خمس سنوات، وفق المصدر نفسه.

البراهمي اشتهر بمعارضته الشديدة لسياسة «حركة النهضة» (د.ب.أ)
البراهمي اشتهر بمعارضته الشديدة لسياسة «حركة النهضة» (د.ب.أ)

ويُصدر القضاء التونسي أحكاماً بالإعدام، ولا سيّما بحق المدانين بتنفيذ هجمات «إرهابية»، لكن تونس أوقفت تنفيذ هذه الأحكام منذ 1991. وتبنّى متطرفون مرتبطون بتنظيم «داعش» المتشدد اغتيال المعارض البراهمي في 25 من يوليو (تموز) 2013، وكذلك المعارض اليساري شكري بلعيد في فبراير (شباط) 2013. وفي مارس (آذار) الماضي، حكم القضاء التونسي بالإعدام على أربعة مدانين باغتيال بلعيد، في أول حكم يصدر في هذه القضية، التي أثارت صدمة في البلاد، وتسببت بأزمة سياسية كبرى.

شكري بلعيد (أ.ف.ب)
شكري بلعيد (أ.ف.ب)

وعارض البراهمي سياسة «حركة النهضة»، التي تولّت السلطة بعد الثورة في تونس عام 2011، إلى أن تفرّد الرئيس الحالي قيس سعيد بالسلطات في 2021 بعد انتخابه عام 2019. وأثار اغتيال المعارضَين آنذاك صدمة في تونس، وشكّل منعطفاً في هذا البلد، الذي انطلقت منه شرارة ثورات «الربيع العربي». وتسبّب هذا الاغتيال في أزمة سياسية كبرى، في خضمّ عملية انتقال ديمقراطي كانت البلاد تشهدها. وانتهت الأزمة بخروج «حركة النهضة» من الحكم، وتشكيل حكومة «تكنوقراط»، أمّنت وصول تونس إلى انتخابات في 2014. وكانت البلاد في تلك الفترة تمر بوضع أمني هش، مع تواتر عمليات مسلحة تقوم بها تنظيمات تتخذ من منطقة جبال الشعانبي الحدودية مع الجزائر (غرب) مقرّاً لها، واستهدفت هجمات تلك التنظميات بالدرجة الأولى أمنيين وعسكريين. لكن تونس عرفت في سنة 2014 كيف تخرج من أزمة سياسية حادة بين الأحزاب والسلطة، بفضل حوار سياسي قادته آنذاك أربع منظمات، تقدّمها «الاتحاد العام التونسي للشغل» (النقابة العمالية المركزية).

أقارب شكري بلعيد يترحمون عليه أمام قبره (رويترز)
أقارب شكري بلعيد يترحمون عليه أمام قبره (رويترز)

كان البراهمي نائباً عن محافظة سيدي بوزيد، التي انطلقت منها شرارة الثورة في عام 2011. وفي فبراير 2023، أعلنت وزارة العدل تشكيل لجنة خاصة مكلفة بـ«متابعة ملف الاغتيال»، والتدقيق في التحقيقات والملاحقات، التي باشرتها الشرطة والقضاء بشأن الاغتيالين. وفي يونيو (حزيران) 2022، أمر الرئيس سعيد، الذي جعل من اغتيال «الشهيدين» قضية وطنية، بإقالة عشرات القضاة، من بينهم قضاة قال إنّه يُشتبه في أنّهم عرقلوا التحقيق. واتهمت عائلات المعارضَين، وهيئة الدفاع عنهم بانتظام، خلال العقد الأخير، أحزاباً سياسية وقضاة بعرقلة البحث عن الحقيقة بهدف حماية المذنبين.

وبعد ثورة 2011 التي أدّت إلى سقوط الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، شهدت تونس تنامياً لعدد الجماعات المتطرفة، مع مغادرة آلاف من عناصرها للقتال في سوريا والعراق وليبيا. كما أدت الهجمات، التي نفذتها هذه الجماعات في تونس إلى مقتل العشرات من السياح، ولا سيّما في سوسة وتونس العاصمة عام 2015، ومن عناصر قوات الأمن. وتؤكد السلطات التونسية أنها حقّقت تقدماً كبيراً في الحرب ضد المتطرفين في السنوات الأخيرة، لكنّ حالة الطوارئ لا تزال سارية في البلاد.