هزة أرضية تثير الرعب وسط سوريا... وتعيد ذكرى زلزال 2023

المركز الوطني للزلازل سجّل 13 هزة حتى الثامنة صباح الثلاثاء

سكان في هاتاي التركية ينزلون إلى الشوارع بعد الزلزال الذي ضرب وسط سوريا (د.ب.أ)
سكان في هاتاي التركية ينزلون إلى الشوارع بعد الزلزال الذي ضرب وسط سوريا (د.ب.أ)
TT

هزة أرضية تثير الرعب وسط سوريا... وتعيد ذكرى زلزال 2023

سكان في هاتاي التركية ينزلون إلى الشوارع بعد الزلزال الذي ضرب وسط سوريا (د.ب.أ)
سكان في هاتاي التركية ينزلون إلى الشوارع بعد الزلزال الذي ضرب وسط سوريا (د.ب.أ)

بينما يترقّب السوريون بكثير من التوجس احتمالات رد إيران على إسرائيل، وسط تصعيد خطير تشهده محافظة دير الزور شرق سوريا، ضربت هزة أرضية بقوة 5.4، منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء، ضمن سلسلة هزات ارتدادية مركزها وسط سوريا، وشعر بها سكان مدن سورية، مسبّبةً حالة هلع شديدة أعادت إلى الأذهان كارثة زلزال فبراير (شباط) 2023، التي ضربت تركيا وسوريا بقوة 7.8 درجات، وأسفرت عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص، وفي سوريا قُتل أكثر من 1400 شخص في مناطق سيطرة الحكومة، بينما قضى أكثر من 4500 شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال غربي البلاد.

وأمضى سكان عديد من المناطق في حماة وحلب والساحل وحمص ودمشق ليلة الاثنين في العراء، وسط أنباء عن حدوث وفيات وإصابات في مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة نتيجة الهلع الشديد. وقال أحد سكان حي جنوب الملعب في حماة، إنه سمع صوتاً من عمق الأرض، وخرج وعائلته وسكان البناية إلى الشوارع بحالة هلع شديد، ليُمضوا ليلهم في الحديقة.

مواطن بين ركام منازل دمرها الزلزال في سلقين بشمال غربي سوريا في فبراير 2023 (رويترز)

أما في حمص فقالت جنان إن الهزة أيقظتها من النوم، ودون وعي توجّهت إلى غرفة أولادها لتُوقِظهم وتنزل بهم إلى الشارع.

وفي دمشق نزل العشرات من سكان مدينة جرمانة جنوب العاصمة، وحي الدويلعة الشعبي، وحي مزة 86، وعديد من الأحياء الشعبية إلى الشوارع منتصف الليل؛ خشيةَ هزات ارتدادية أقوى.

وزارة الصحة السورية، في حصيلة نهائية للأضرار في محافظة حماة «مركز الهزة»، نفت حدوث وفيات نتيجة الهزة الأرضية، وقالت في بيانها، الثلاثاء: «لا يوجد وفيات، هناك 65 إصابة خفيفة إلى متوسطة، 3 منها بحاجة إلى عمل جراحي»، في حصيلة نهائية جرّاء الهزة الأرضية التي ضربت شرق مدينة حماة قبل منتصف ليل الاثنين.

وأوضحت أن الإصابات ناجمة عن حالات هلع (تدافع – سقوط)، وأنه تم التعامل مع 67 حالة هلع استقبلها مشفى السلمية الوطنية.

وفيما يخص نبأ وفاة سيدة مُسنّة في مدينة السلمية بسبب الهزة، أكّدت وزارة الصحة «تبيّن أن سبب وفاة السيدة المسنة هو (وفاة طبيعية)، وحصلت قُبيل الهزة.

وأعلن المركز الوطني للزلازل في سوريا تسجيل 13 هزة أرضية في البلاد، منذ الاثنين ولغاية الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء. وأضاف المركز في منشورٍ له على حسابه في موقع «فيسبوك»، إنّ الهزة الرئيسية التي شعر بها سكان سوريا قُبيل منتصف ليلة الاثنين، وقعت في تمام الساعة 11:56 مساءً، على بُعد 28 كيلومتراً شرق مدينة حماة، على عمق 10 كم»، وقد حصلت نتيجة «تراكم الطاقة خلال الفترة الزمنية السابقة ضمن الفوالق الثانوية المرتبطة بفالق البحر الميت، وتبعها هزات ارتدادية أضعف».

متداولة لزلزال سلمية

مصادر أهلية في ريف حماة الشرقي قالت إن حالة الهلع كانت شديدة في مدينة السلمية ومحيطها بريف حماة، مع أن الهزة خلّفت إصابات طفيفة، إلا أن انهيار الجدران المتهالكة والمتصدّعة أثار الرعب، الذي عزّزته أنباء وفاة سيدة مُسنّة تبيّن لاحقاً أن سبب الوفاة طبيعي.

متداولة لزلزال سلمية

وحسب المصادر، تسبّب انهيار الجدران المتصدّعة بنفوق قطعان غنم في قرية الشيخ علي كاسون، كما وقعت أضرار مادية بالسيارات في مناطق أخرى. وأكّدت المصادر أنه بعد ليلة خوفٍ قضاها أهالي السلمية وبعض أحياء مدينة حماة الشعبية، عادت الحياة طبيعية، رغم وجود مخاوف من حصول هزات أخرى.


مقالات ذات صلة

زلزال عنيف يضرب جزر فانواتو بالمحيط الهادئ

العالم جانب من الأضرار جراء الزلزال الذي ضرب مدينة بورت فيلا (إ.ب.أ)

زلزال عنيف يضرب جزر فانواتو بالمحيط الهادئ

أفاد شاهد عيان في مدينة بورت فيلا عاصمة جزيرة فانواتو «وكالة الصحافة الفرنسية» بأنّه رأى جثثاً بعد الزلزال العنيف الذي ضرب الأرخبيل الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

ضرب زلزال بلغت قوته 4.9 درجة على مقياس ريختر ولاية الشلف غرب العاصمة الجزائرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الولايات المتحدة​ رجل يحمي نفسه من المطر أثناء سيره على طول رصيف شاطئ هنتنغتون (أ.ب)

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

ألغت الولايات المتحدة التحذير من خطر حدوث تسونامي، الذي أصدرته في وقت سابق الخميس في كاليفورنيا، بعدما ضرب زلزال بقوة 7 درجات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس )
شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كاشمر في شمال شرقي إيران يونيو الماضي (أرشيفية - إيسنا)

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب غرب إيران

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة ضرب غرب إيران، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا عمارات على النيل في وسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

هزة أرضية بقوة 4.8 درجة تضرب شمال مصر

سجلت مصر اليوم هزة أرضية بقوة 4.8 درجة على بعد 502 كيلومتر شمالي دمياط في شمال شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

عامل رعاية صحية يسير في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)
عامل رعاية صحية يسير في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)
TT

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

عامل رعاية صحية يسير في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)
عامل رعاية صحية يسير في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)

نالت المستشفيات في جنوب لبنان، حصتها من الحرب الإسرائيلية، باستهدافات مباشرة وغير مباشرة. ومع دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين لبنان وإسرائيل، ها هي تحاول النهوض مجدداً رغم كل الصعوبات، بينما لا تزال مجموعة منها، لا سيّما الواقعة في القرى الحدودية، متوقفة عن العمل أو تعمل بأقسام محددة، وتحت الخطر.

مستشفى بنت جبيل

في بلدة بنت جبيل، عاد مستشفى صلاح غندور للعمل. ويقول مدير المستشفى الدكتور محمد سليمان: «فتحنا الأبواب في اليوم التالي لإعلان وقف إطلاق النار، بداية مع قسم الطوارئ، الذي استقبلنا فيه حالات عدّة، وقد جرى العمل على تجهيز الأقسام الأخرى، منها قسم العمليات، الذي بات جاهزاً، إضافة إلى قسمي المختبر والأشعة».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ستتمّ إعادة فتح القسم الداخلي خلال أيام، أما العيادات الخارجية فتحتاج إلى مزيد من الوقت كي تستقبل المرضى، وكذلك الصيدلية».

ويتحدَّث عن أضرار كبيرة أصابت المستشفى، قائلاً: «لكننا نعمل من أجل إصلاحها. قبل أن نُخلي المستشفى كان لدينا مخزون كافٍ من المستلزمات الطبية، وهو ما سهّل عملنا».

ومع استمرار الخروقات الإسرائيلية والمسيَّرات والطائرات الحربية التي لا تفارق الأجواء، يؤكد سليمان أن «المستشفى يعمل بشكل طبيعي، والأهم أن الطاقمين الطبي والإداري موجودان».

وكان المستشفى قد استُهدف بشكل مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي تسبّب بإصابة 3 أطباء و7 ممرضين في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث تمّ حينها الإخلاء، علماً بأن محيط المستشفى قُصف لمرات عدة قبل ذلك.

لكن مستشفى بنت جبيل الحكومي لم يفتح أبوابه، في حين استأنف مستشفى مرجعيون الحكومي استقبال المرضى اعتباراً من يوم الخميس، 5 ديسمبر (كانون الأول).

مستشفى ميس الجبل

«لم يُسمح لنا بالتوجه إلى ميس الجبل، لذا بقي المستشفى مقفلاً ولم نعاود فتح أبوابه»، يقول مدير الخدمات الطبّيّة في مستشفى ميس الجبل الحكومي، الدكتور حليم سعد، لـ«الشرق الأوسط».

ويضيف: «يقع المستشفى على الحدود مباشرة، أُجبرنا على إقفال أبوابه بعد نحو أسبوع من بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان، وقد تمّ قصفه مرات عدة، ونحن حتّى يومنا هذا لم نتمكّن من العودة إليه»، وذلك نتيجة التهديدات الإسرائيلية المستمرة في هذه المنطقة ومنع الجيش الإسرائيلي الأهالي من العودة إلى عدد من القرى، ومنها ميس الجبل.

أما مستشفى تبنين الحكومي، فإنه صامد حتّى اليوم، بعدما كان يعمل وحيداً خلال الحرب، ليغطي المنطقة الحدودية هناك كلها، علماً بأنه استُهدف مرات عدة بغارات سقطت في محيط المستشفى، كما أصابت إحدى الغارات الإسرائيلية قسمَي العلاج الكيميائي والأطفال، وأخرجتهما عن الخدمة.

النبطية

من جهتها، عانت مستشفيات النبطية طوال فترة الحرب من القصف الكثيف والعنيف في المنطقة، والدليل على ذلك حجم الدمار الهائل في المدينة وجوارها؛ ما تسبب في ضغط كبير على المستشفيات هناك.

تقول مديرة مستشفى «النجدة الشعبية» في النبطية، الدكتورة منى أبو زيد، لـ«الشرق الأوسط»: «كأي حرب لها نتائج سلبية، أثرت بنا وعلينا، خصوصاً أننا في القطاع الصحي، نعيش أساساً تداعيات أزمات كثيرة، منذ قرابة 5 سنوات، منها جائحة كورونا والأزمات الاقتصادية والمالية؛ ما منعنا عن تطوير إمكاناتنا وتحسين الخدمات الطبية لمرضانا».

قوات إسرائيلية تتنقل بين المنازل المدمرة في بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

أثر نفسي

وتتحدَّث الدكتورة منى أبو زيد لـ«الشرق الأوسط» عن أمور أساسية مرتبطة بتداعيات الحرب. وتقول: «نقطتان أساسيتان، لا بد من التطرق إليهما عند الحديث عمّا أنتجته الحرب الإسرائيلية، الأولى: الوضع النفسي لجميع العاملين في المستشفى، الذين مكثوا داخله طوال فترة الحرب التي استمرّت 66 يوماً على لبنان. وفور انتهاء الحرب، وجد بعضهم منزله مدمراً وأصبحت عائلته دون سقف أو مأوى، وفقد آخرون أحباباً وأقارب لهم».

وعلى خلفية هذا الواقع، لا يزال كثير من الأطباء خارج المستشفى، لإعادة تنظيم حياتهم؛ ما تسبب بنقص في الكادر البشري داخل المستشفى، وفق ما تؤكد الدكتورة منى، التي اضطرت لدمج أقسام وتسكير أخرى.

وعن يوم إعلان وقف إطلاق النار، تروي الدكتورة منى كيف كان وقع عودة الأهالي إلى بلداتهم وقراهم: «استقبلنا 57 مريضاً في اليوم الأول، الغالبية منهم أُصيبت بوعكة صحية جراء رؤيتهم الدمار الذي حلّ بمنازلهم وممتلكاتهم».

معاناة متفاقمة

أما النقطة الثانية التي تطرّقت إليها، فإنها تتعلق بتبعات مالية للحرب أثرت سلباً على المستشفى، إذ «في الفترة الماضية تحوّلنا إلى مستشفى حرب، ولم يكن لدينا أيّ مدخول لتغطية تكلفة تشغيل المستشفى، ومنها رواتب الموظفين» حسبما تقول.

وتضيف: «لدي 200 موظف، وقد واجهنا عجزاً مالياً لن أتمكّن من تغطيته. نمرُّ بحالة استثنائية، استقبلنا جرحى الحرب وهذه التكلفة على عاتق وزارة الصحة التي ستقوم بتسديد الأموال في وقت لاحق وغير محدد، وإلى ذلك الحين، وقعنا في خسارة ولن يكون بمقدورنا تأمين كامل احتياجات الموظفين».

وعمّا آلت إليه أوضاع المستشفى راهناً، بعد الحرب، تقول: «فتحت الأقسام كلها أبوابها أمام المرضى؛ في الطوارئ وغرفة العناية وقسم الأطفال وغيرها».

وتؤكد: «رغم الضربات الإسرائيلية الكثيفة التي أصابتنا بشكل غير مباشر، ونوعية الأسلحة المستخدَمة التي جلبت علينا الغبار من مسافات بعيدة، فإننا صمدنا في المستشفى حتّى انتهت الحرب التي لا تزال آثارها مستمرة».

صور

ولا تختلف حال المستشفيات في صور، عن باقي مستشفيات المنطقة، حيث طال القصف، وبشكل متكرر، محيط المستشفيات الخاصة الموجودة هناك، وهي 3 مستشفيات: حيرام، وجبل عامل، واللبناني الإيطالي، لكنها استمرّت في تقديم الخدمة الطبية، وكذلك المستشفى الحكومي، لكنه يعاني أيضاً كما مستشفيات لبنان بشكل عام ومستشفيات الجنوب بشكل خاص؛ نتيجة أزمات متلاحقة منذ أكثر من 5 أعوام.