هجوم حوثي في البحر الأحمر يصيب ناقلة بريطانية دون خسائر

الجيش الأميركي رصد إطلاق 3 صواريخ مضادة للسفن

موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

هجوم حوثي في البحر الأحمر يصيب ناقلة بريطانية دون خسائر

موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

تعرضت ناقلة نفط بريطانية لإصابة وصفت بالطفيفة جراء هجوم حوثي في البحر الأحمر، حيث تواصل الجماعة الموالية لإيران عملياتها البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وفي حين تبنت الجماعة الحوثية الهجوم على السفينة البريطانية، تحدث الجيش الأميركي عن أنها تواصل الإبحار إلى وجهتها، رغم إصابتها بأضرار ودون سقوط ضحايا من طاقمها أو طواقم السفن التجارية الأخرى.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، السبت، على منصة «إكس» أنه في يوم 26 أبريل (نيسان) عند الساعة 5:49 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه البحر الأحمر من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وأفاد البيان بأن الصواريخ سقطت بالقرب من السفينة «أم في مايشا»، وهي سفينة ترفع علم أنتيغوا - بربادوس، وتدار من قبل ليبيريا وسفينة «إم في أندروميدا»، وهي سفينة مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم بنما وتديرها سيشيل، حيث أبلغت الأخيرة عن إصابتها بأضرار طفيفة، لكنها تواصل الإبحار.

ومع تأكيد الجيش الأميركي أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار أخرى من قبل السفن الأميركية أو سفن التحالف أو السفن التجارية، كانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أفادت بأنها تلقت بلاغاً عن وقوع أضرار في السفينة البريطانية على بعد 14 ميلاً بحرياً جنوب غربي المخا، بعد تعرضها لهجومين أحدهما بالصواريخ.

وأوضحت الهيئة في تقرير على منصة «إكس» أن قائد السفينة أبلغ عن تعرضها لهجومين؛ إذ وقع في البداية انفجار بالقرب منها أحس به الطاقم على متنها. فيما وقع الهجوم الثاني بما يعتقد أنهما صاروخان، وهو الهجوم الذي تسبب في أضرار بالسفينة.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

تصاعد الهجمات

تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، السبت، في بيان، تنفيذ جماعته ضربات بحرية وجوية جديدة، حيث استهدفت السفينة البريطانية النفطية «أندروميدا ستار» في البحر الأحمر بصواريخ بحرية مناسبة.

كما ادعى المتحدث الحوثي أن قوات الدفاع الجوي التابعة لجماعته نجحت في إسقاط طائرة أميركية من نوع «MQ9» في أثناء قيامها بتنفيذ مهام عدائية في أجواء محافظة صعدة.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع يلقي بياناً مصوراً عن هجمات جماعته (إ.ب.أ)

ومع تصاعد الهجمات الحوثية في الأيام الأخيرة، وصل عدد السفن التي تعرضت للهجمات إلى نحو 105 سفن منذ بدء التصعيد في نوفمبر الماضي، حيث أصيبت 17 منها بأضرار، وغرقت إحداها.

وجاء الهجوم الأخير الذي أصاب السفينة البريطانية بعد ثلاثة أيام متتابعة من الهجمات التي تبنتها الجماعة أيام الأربعاء والخميس والجمعة، ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان المتحدث يحيى سريع تبنّى، مساء الخميس، عقب خطبة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عدن، وأهداف أخرى في إيلات، وفق زعمه.

وادّعى سريع أن قوات جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي دارون» في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة وطائرات مسيّرة، وأنها حققت أهدافها، كما ادعى قصف إيلات بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة.

ويوم الأربعاء الماضي، كانت الجماعة تبنت تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية، وفق بيان للمتحدث العسكري باسمها.

عنصر حوثي خلال حشد في ميدان السبعين بصنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وقال المتحدث الحوثي سريع إن قوات جماعته استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفت مدمّرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيّرة.

تهديد حرية التجارة

أثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة، بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

وفي أحدث خطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، تبنى تنفيذ هجمات ضد 102 سفينة خلال 200 يوم، متوعداً بالاستمرار في الهجمات، مع دعوته أتباعه للمزيد من الحشد والتعبئة.

وأُصيب نحو 17 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرّت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.

مدمرة أميركية تطلق صاروخاً لاعتراض هجوم حوثي فوق البحر الأحمر (أ.ب)

ويتهم مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجماعة الحوثية بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، واتخاذ قضية غزة ذريعة للمزايدة والهروب من استحقاقات السلام الذي تقوده الأمم المتحدة بدعم إقليمي.

وفي وقت سابق، جدد وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري الموقف الحكومي الرافض للضربات الغربية ضد الجماعة، خلال حديثه مع قائد عسكري أوروبي.

وقال الداعري إن الحل الأنجع لتأمين البحر الأحمر وباب المندب وطرق الملاحة الدولية هو دعم الحكومة والقوات المسلحة في بلاده لتحرير المناطق الخاضعة للحوثيين والقيام بتأمين هذا الممر الحيوي المهم.


مقالات ذات صلة

حملة حوثية تنكل بسكان قرية يمنية في محافظة البيضاء

العالم العربي الحوثيون يتعمدون التنكيل بسكان المناطق القبلية لإخضاعهم (إكس)

حملة حوثية تنكل بسكان قرية يمنية في محافظة البيضاء

حشدت الجماعة الحوثية حملة عسكرية للتنكيل بسكان إحدى القرى اليمنية التابعة لمحافظة البيضاء، وسط تنديد حكومي وحقوقي أعقب مقتل وإصابة 13 شخصاً جرّاء قصف القرية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي إسرائيل ردت على هجمات الحوثيين بموجة خامسة من الضربات الجوية (الجيش الإسرائيلي) play-circle 01:31

إسرائيل تضرب الحوثيين للمرة الخامسة بالتوازي مع غارات غربية

شنت إسرائيل خامس موجة من ضرباتها الجوية والأولى في السنة الجديدة، رداً على الهجمات الحوثية المتصاعدة، وذلك بالتزامن مع ضربات أميركية وبريطانية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
شؤون إقليمية صاروخ ينطلق من إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي: اعترضنا ثلاث مسيرات من جهة الشرق خلال ساعة واحدة

أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض في غضون ساعة واحدة ثلاث طائرات من دون طيّار أطلقت من جهة الشرق، اثنتان منها على الأقل أطلقتا من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي مقاتلة من طراز «إف 15» تعمل ضمن منطقة القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

حديث حوثي عن غارات غربية استهدفت صنعاء وعمران والحديدة

أقرّ الحوثيون بتلقي خمس غارات استهدفت مواقع في صنعاء والحديدة وعمران الخميس وذلك غداة ضربات تبناها الجيش الأميركي ضد منشأتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

الحارس الحوثي القضائي يشعل خلافات مع أجنحة الجماعة

فجّرت ممارسات الحارس القضائي الحوثي الجديد المكلف مصادرة أموال المعارضين، خلافاً بين أجنحة الجماعة بعد أن امتدت هذه الممارسات إلى أحد وجهاء القبائل المتعاونين.

محمد ناصر (تعز)

نتنياهو: الحوثيون في اليمن يدفعون ثمناً باهظاً لعدوانهم علينا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (قناته عبر «تلغرام»)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (قناته عبر «تلغرام»)
TT

نتنياهو: الحوثيون في اليمن يدفعون ثمناً باهظاً لعدوانهم علينا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (قناته عبر «تلغرام»)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (قناته عبر «تلغرام»)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الجمعة)، إن الحوثيين في اليمن «يدفعون وسيستمرون في دفع ثمن باهظ لعدوانهم علينا».

وتأتي تعليقات نتنياهو بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن قصف محطة كهرباء وميناءين يسيطر عليهما الحوثيون في اليمن.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، إن الأهداف التي قصفها الجيش الإسرائيلي في اليمن، كانت «رسالة واضحة» إلى زعماء جماعة «الحوثي» بأن إسرائيل سوف «تطاردهم».

وأضاف، في مقطع فيديو: «الضربات الإسرائيلية اليوم في اليمن توجه رسالة واضحة إلى زعيم التنظيم الحوثي الإرهابي عبد الملك الحوثي، وقيادة التنظيم الحوثي الإرهابي في اليمن: ما من أحد في مأمن».

ويواصل الحوثيون، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، وذلك «نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة».

واستهدفوا إسرائيل بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وتقول إسرائيل إنها أسقطت معظم هذه الصواريخ والمسيرات بوسائل الدفاع الجوي.

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أن هذه الهجمات تهدد البحر الأحمر بوصفه معبراً مهماً للتجارة الدولية، وبدأتا في يناير (كانون الثاني) الماضي، تنفيذ ضربات جوية على مواقع للحوثيين، الذين ردوا باستهداف سفن أميركية وبريطانية.