قلق أميركي وتحذير أممي من هجوم إسرائيلي بري على رفح

بلينكن بحث في إسرائيل هدنة جديدة مع دخول حرب غزة شهرها الخامس

صورة جوية لخيام النازحين الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صورة جوية لخيام النازحين الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

قلق أميركي وتحذير أممي من هجوم إسرائيلي بري على رفح

صورة جوية لخيام النازحين الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صورة جوية لخيام النازحين الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات مع القادة الإسرائيليين، الأربعاء، لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن، مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» شهرها الخامس.

وقال بلينكن خلال زيارته أنّه يأمل في التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن لدى «حماس»، وبأنّ الولايات المتحدة تناقش مع إسرائيل «خطوات إضافية» لجلب المساعدات إلى قطاع غزة، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يسار) يتحدث خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مقر إقامة الرئيس في القدس في 7 فبراير 2024 (أ.ف.ب)

قلق أميركي

ونقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع قولهما إن بلينكن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بأن الإدارة الأميركية «قلقة للغاية» بشأن احتمال توسيع العملية العسكرية إلى رفح بجنوب قطاع غزة. وقال الموقع إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن يؤدي قيام الجيش الإسرائيلي بهجوم بري في المدينة دون إجلاء السكان المدنيين إلى مناطق آمنة، إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وفق ما نقلته «وكالة انباء العالم العربي».

وبحسب الموقع، فإن إدارة الرئيس جو بايدن تخشى أيضا من أن تؤدي مثل هذه العملية إلى دفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين للنزوح إلى مصر، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية حذرت مرارا من أن تهجير الفلسطينيين إلى مصر سيؤدي إلى تدهور علاقاتها مع إسرائيل.

تحذير أممي

من جانبه، حذر الامين العام للامم المتحدة الاربعاء من «تداعيات إقليمية لا تحصى» لهجوم اسرائيلي بري محتمل على مدينة رفح. وقال أنطونيو غوتيريش أمام الجمعية العامة للامم المتحدة إن «عملا كهذا سيزيد في شكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى»، مجددا مطالبته بـ«وقف إنساني فوري لإطلاق النار» والإفراج عن جميع الرهائن.

كان بلينكن قد التقى اليوم الأربعاء مع نتنياهو وغالانت بالإضافة إلى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ومدير جهاز الشاباك رونين بار ومدير جهاز الموساد دافيد بارنياع.وقال غالانت ومسؤولون إسرائيليون آخرون في الآونة الأخيرة إن الجيش الإسرائيلي سوف يوسع عمليته البرية إلى رفح للقضاء على كتائب حركة «حماس» الموجودة في المدينة.ونقل أكسيوس عن المسؤول الإسرائيلي قوله إن هاليفي أطلع بلينكن على عمليات الجيش الإسرائيلي وخططه خلال الأسابيع القادمة، وقال إن الهدف هو تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس في رفح أيضا.من ناحية أخرى، قال موقع أكسيوس إن بلينكن عبر للمسؤولين الإسرائيليين عن قلقه بشأن غياب التواصل بين الجيش والمنظمات الدولية والذي أدى إلى استهداف أفراد تابعين لمنظمات وهيئات أممية.

وتأتي زيارة بلينكن في إطار جولته الخامسة في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). والتقى الأربعاء في القدس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعدما كان قد زار الثلاثاء مصر وقطر اللتين تؤديان دوراً رئيسياً في جهود الوساطة.

وأكّدت «حماس»، الثلاثاء، أنها قدّمت ردها إلى الوسطاء المصريين والقطريين على اقتراح الهدنة الذي طرحه مسؤولون أميركيون وقطريون ومصريون نهاية يناير (كانون الثاني) في باريس، من دون الخوض في التفاصيل.

وأفاد مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه أن أمير قطر أبلغ بلينكن الثلاثاء برد «حماس» مع بداية اجتماعهما في الدوحة.

والأسبوع الماضي أفاد مصدر في الحركة أن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة.

وكان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن في الدوحة «تلقّي ردّ من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي».

وقال آل ثاني إنه «متفائل» لكنّه رفض مناقشة ردّ حماس بالتفصيل نظرا إلى «الظروف الحسّاسة».

ولاحقا أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ جهاز الاستخبارات «الموساد» يدرس ردّ حماس على مقترح التهدئة. وقال في بيان إنّ «الوسيط القطري أبلغ الموساد برد حماس. يجري المسؤولون المعنيون بالمفاوضات تقييما لتفاصيل (هذا الرد) بتمعّن».

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن نتنياهو بعد أربعة أشهر بالتحديد من اليوم التالي لبدء الحرب.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُصادق على فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية

الولايات المتحدة​ جلسة الكونغرس الأميركي للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

الكونغرس الأميركي يُصادق على فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية

صادق الكونغرس الأميركي، اليوم الاثنين، على فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية ليصبح الرئيس السابع والأربعين للبلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مخبز في سوريا (د.ب.أ)

وزير سوري: دمشق عاجزة عن استيراد القمح والوقود بسبب العقوبات الأميركية

قال وزير التجارة السوري الجديد إن دمشق غير قادرة على إبرام صفقات لاستيراد الوقود أو القمح أو البضائع الرئيسية الأخرى بسبب العقوبات الأميركية الصارمة

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ تظهر نظارات «ميتا» الذكية المحدثة في المقر الرئيسي للشركة في مينلو بارك بكاليفورنيا في الولايات المتحدة 27 سبتمبر 2023 (رويترز)

ما نظارات «ميتا» التي استخدمها مهاجم نيو أورليانز للاستكشاف قبل عمله الإرهابي؟

نظارات «ميتا» هي أجهزة بها كاميرا مدمجة ومكبرات صوت وذكاء اصطناعي، يمكن التحكم فيها بصوتك وبأزرار، والتحكّم بها كذلك ببعض الإيماءات.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز (الولايات المتحدة))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

محامو ترمب يطلبون وقف الحكم في قضية «أموال الصمت» لحين تقديم استئناف

قالت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء إن المحامين الموكلين عن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب طلبوا من قاض في نيويورك وقف الحكم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 29 يونيو 2019 (رويترز) play-circle 01:41

ترمب يُجري محادثات مع الرئيس الصيني عبر معاونين

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، إنه والرئيس الصيني شي جينبينغ يُجريان محادثات عبر ممثلين، وإنه يعتقد أنهما سيتوصلان إلى توافق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».