67 % من أطفال عمران اليمنية مصابون بسوء التغذية

 9 ملايين شخص يحصلون على المساعدات الأممية شهرياً

أصبحت أسعار المواد الغذائية باهظة الثمن بالنسبة للأسر الضعيفة في اليمن (الغذاء العالمي)
أصبحت أسعار المواد الغذائية باهظة الثمن بالنسبة للأسر الضعيفة في اليمن (الغذاء العالمي)
TT

67 % من أطفال عمران اليمنية مصابون بسوء التغذية

أصبحت أسعار المواد الغذائية باهظة الثمن بالنسبة للأسر الضعيفة في اليمن (الغذاء العالمي)
أصبحت أسعار المواد الغذائية باهظة الثمن بالنسبة للأسر الضعيفة في اليمن (الغذاء العالمي)

أظهرت بيانات وزعتها منظمة إنسانية دولية أن محافظة عمران الواقعة شمال صنعاء والتي يحكمها الحوثيون شهدت ارتفاعاً كبيراً في انتشار سوء التغذية بين الأطفال بنسبة 67 في المائة عما كانت عليه الحال خلال العام الماضي.

جاء ذلك في وقت ذكر فيه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن 9 ملايين يمني يحصلون على مساعدات غذائية شهرياً من أصل 21.6 مليون شخص بحاجة للمساعدة.

ووفق منظمة «أطباء بلا حدود» فإن هناك «ارتفاعاً مقلقاً» في حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في محافظة عمران خلال العام الحالي؛ حيث ارتفع عدد الحالات بنسبة تصل إلى 67 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وذكرت المنظمة أنها في مطلع شهر أغسطس (آب) الحالي افتتحت مركزاً طارئاً للتغذية العلاجية المكثفة في مستشفى منطقة «حوث» الريفي الذي تبلغ سعته 25 سريراً، من أجل مواجهة احتياجات التغذية العلاجية المتزايدة، وتخفيف الضغط على مستشفى السلام في مركز مديرية «خمر».

ووفق المنظمة فإن مركز التغذية الذي افتُتح مؤخراً في عمران يوفر نظام إحالات للمرضى ما بين مستشفى السلام في خمر والمستشفى الريفي في حوث «لضمان وصول الأطفال دون سن الخامسة ممن يعانون من سوء التغذية الحاد والمتوسط للرعاية الطارئة الجيدة في الوقت المناسب، وبالتالي تقليص نسبة الإصابة بالمرض ومعدلات الوفيات.

افتتاح مركز طارئ لتغذية الأطفال في عمران اليمنية لمواجهة الاحتياجات المتزايدة (أطباء بلا حدود)

ووفق ما ذكرته «أطباء بلا حدود» فإن المحافظة في مطلع العام الحالي شهدت انتشار حالات سوء التغذية الحاد بنسبة زيادة تبلغ 67 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال ريمي مورانتي، المنسق الطبي للمنظمة في اليمن، إنه خلال يونيو (حزيران) الماضي استقبلوا 254 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد، في حين أنه في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي استقبلت المنظمة 212 طفلاً كانوا يعانون من سوء التغذية.

أزمة إنسانية متفاقمة

ومن جهته، ذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أن هذا البلد لا يزال من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج ما يقدر بنحو 21.6 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية خلال هذا العام.

ونبه المكتب إلى أن الأزمة الإنسانية تفاقمت، مدفوعة بشكل أساسي بالنزاع المستمر والانهيار الاقتصادي، وفجوات التمويل الحرجة، والتضخم العالمي، وتحديات الوصول.

وفي تحديث للوضع الإنساني في اليمن قال المكتب إن الآثار غير المباشرة للحرب في أوكرانيا أدت إلى تفاقم نقص الغذاء العالمي، وأثرت في العديد من الأسر في اليمن؛ حيث أصبحت أسعار المواد الغذائية باهظة الثمن بالنسبة للأسر الضعيفة.

حصل ما يقرب من 424 ألف يمني على الدعم الغذائي (الغذاء العالمي)

وأوضح أنه بنهاية يونيو، جرى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام، بنسبة 29.1 في المائة فقط، ما أجبر منظمات الإغاثة على تقليص برامج المساعدة الحيوية أو إغلاقها.

ووفق ما أورده التقرير فإنه ورغم نقص التمويل، واصلت وكالات الإغاثة تقديم المساعدة المنقذة للحياة، خلال الأشهر الستة من هذا العام، وواصلت 189 منظمة إنسانية تقديم المساعدات لما متوسطه 9.8 مليون شخص شهرياً، كما جرى تزويد أكثر من مليون شخص بالمياه والصرف الصحي والنظافة، كما حصل أكثر من 386 ألف شخص على الرعاية الصحية، وحصل ما يقرب من 424 ألف شخص على الدعم الغذائي.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيُفقد اليمن 90 مليار دولار

العالم العربي اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيُفقد اليمن 90 مليار دولار

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، محملة المجتمع الدولي مسؤولية التهاون.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

طالب اليمن المجتمع الدولي بتمويل خطة الاستجابة الإنسانية بالتزامن مع تأكيد منظمات دولية وأممية على تزايد الاحتياجات الإنسانية واتهام الحوثيين بإعاقة الإغاثة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

أكد المبعوث الأممي إلى اليمن أن تحقيق السلام ليس مستحيلاً. كما هيمنت اعتقالات الحوثيين للموظفين الإنسانيين، وتسليح الاقتصاد، على إحاطته الدورية أمام مجلس الأمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».