مصر: غموض حول فيتوريا بسبب «الشرط الجزائي»... ورينارد بديل محتمل

البرتغالي روي فيتوريا مدرب مصر (أ.ف.ب)
البرتغالي روي فيتوريا مدرب مصر (أ.ف.ب)
TT
20

مصر: غموض حول فيتوريا بسبب «الشرط الجزائي»... ورينارد بديل محتمل

البرتغالي روي فيتوريا مدرب مصر (أ.ف.ب)
البرتغالي روي فيتوريا مدرب مصر (أ.ف.ب)

سيطر الارتباك على «الاتحاد المصري لكرة القدم» قبل ساعات من اجتماع مهم لحسم مصير البرتغالي روي فيتوريا، مدرب المنتخب الوطني الأول، عقب الخروج من دور الستة عشر لكأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في كوت ديفوار.

ويقع الاتحاد المصري تحت ضغط جماهيري هائل، بعدما طالب الجميع بإقالة فيتوريا، والبحث عن مدرب بديل يتولى المسؤولية خلال تصفيات كأس العالم 2026، وتصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب.

وكان الاتحاد المصري قد أجل حسم مصير فيتوريا إلى اجتماع اليوم (الأحد)، بداعي الاطلاع على التقارير الفنية والإدارية من أعضاء البعثة العائدة من كوت ديفوار.

وقالت مصادر بالاتحاد إن هناك حالة شديدة من الارتباك، مع محاولات يبذلها بعض أعضاء مجلس الإدارة مع فيتوريا، للتنازل عن الشرط الجزائي المنصوص عليه في عقده، والذي يقال إنه يبلغ راتب 3 شهور بواقع 200 ألف دولار في الشهر، بما يعادل 600 ألف دولار، أو حتى محاولة تخفيضه للنصف.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«رويترز»: «حتى الآن لا تزال الصورة غير واضحة، وليس هناك تقدم في محاولات إقناع فيتوريا بالتنازل عن الشرط الجزائي أو جزء منه. المحاولات مستمرة والصورة ستتضح اليوم بشكل شبه كامل».

ورغم أن الاتحاد المصري لم يحسم مصير فيتوريا حتى الآن، فإن بعض الأنباء التي لم ترتقِ إلى درجة كبيرة من الصحة، أكدت أن هناك قنوات اتصال بدأت في الساعات الأخيرة من جانب بعض مسؤولي الاتحاد مع الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب السعودية والمغرب السابق، لإقناعه بتولي تدريب المنتخب المصري في حال رحيل فيتوريا.

هيرفي رينارد مدرب السعودية السابق (أ.ب)
هيرفي رينارد مدرب السعودية السابق (أ.ب)

ورفض مسؤولون بالاتحاد، تواصلت معهم «رويترز»، التعليق على التفاوض مع رينارد أو أي بديل لفيتوريا.

في الوقت ذاته، طرح عدد من خبراء الكرة المصرية فكرة إسناد مهمة تدريب المنتخب الأول للبرازيلي روغيرو ميكالي، مدرب المنتخب الأولمبي الحالي.

ونجح ميكالي في قيادة المنتخب الأولمبي تحت 23 عاماً للتأهل لأولمبياد باريس 2024، ولا تفصله عن انتهاء مهمته سوى عدة أشهر، على أن يتفرغ بعدها لقيادة المنتخب الأول.

ولم يعلق الاتحاد المصري أيضاً على تلك التكهنات التي باتت أقرب من أي احتمال آخر؛ خصوصاً في ظل انقسام الشارع المصري حول قيادة مدرب وطني للفريق، مع طرح اسم حسام حسن مدرب مودرن فيوتشر الحالي، أو أيمن الرمادي مدرب سيراميكا كليوباترا، لتولي المسؤولية.

ورغم الدعوات التي أطلقها بعض الجماهير المصرية الغاضبة من الخروج المهين من كأس الأمم الأفريقية من دون تحقيق أي انتصار، في 4 مباريات متتالية، ومطالبة البعض باستقالة أو إقالة الاتحاد؛ فإن هذا الطرح بات بعيد المنال؛ خصوصاً بعد تصريح مقتضب لأشرف صبحي وزير الرياضة قبل عدة أيام.

وقال صبحي في تصريحات إذاعية الأسبوع الماضي: «في فترة سابقة طلبنا من اتحاد الكرة تقديم استقالة جماعية بقيادة هاني أبو ريدة، عقب الخروج من أمم أفريقيا 2019 (التي استضافتها مصر) واستطعنا أن نخرج من الأزمة حينها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم».

وتابع: «الموقف العام حالياً بالنسبة لمصير الاتحاد هو أن الانتخابات ستكون بعد أولمبياد باريس في يوليو (تموز) المقبل، وبعدها ستتم الدعوة للجمعية العمومية لإجراء الانتخابات، ومن له الحق فليبدأ ممارسة حقه الانتخابي، ومن يجد في نفسه القدرة يجهز نفسه».

وسيظل الارتباك سائداً لحين انتهاء اجتماع الاتحاد اليوم (الأحد). وربما يستمر الارتباك إذا تمت إقالة فيتوريا للبحث عن خليفة ترضى عنه الجماهير، وأن يكون محل ثقة لتحقيق طموحات الكرة المصرية.


مقالات ذات صلة

بيتي يسعى لتعزيز حصيلته من «الذهب» في «لوس أنجليس 2028»

رياضة عالمية آدم بيتي (د.ب.أ)

بيتي يسعى لتعزيز حصيلته من «الذهب» في «لوس أنجليس 2028»

أكد عملاق سباحة الصدر البريطاني، آدم بيتي، أنه سيسعى إلى الحصول على مزيد من الميداليات الذهبية الأولمبية في «ألعاب لوس أنجليس» بعد قرار إضافة 6 سباقات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
رياضة عالمية لاندو نوريس (أ.ب)

​جائزة البحرين الكبرى: نوريس يصل... وفيرستابن يطارده مثل ظله

يتفوق لاندو نوريس متصدر بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات على ماكس فيرستابن بفارق نقطة واحدة فقط قبل سباق جائزة البحرين الكبرى

«الشرق الأوسط» (المنامة)
رياضة عربية الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يؤكد «دعمه الراسخ» للكرة الفلسطينية

جدد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تأكيده على دعم الاتحاد القاري الكامل للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
رياضة عالمية سيشارك «مكلارين» في بطولة العالم للتحمل 2027 (إ.ب.أ)

«مكلارين» سيشارك في سباق «لومان» بسيارة خارقة 2027

سيشارك «مكلارين» في بطولة العالم للتحمل، التي يعد سباق «لومان 24 ساعة» جوهرة التاج فيها، في عام 2027 بعدما أعلن الفريق ذلك في بيان اليوم.

«الشرق الأوسط»
رياضة عالمية نيكو كوفاتش (د.ب.أ)

كوفاتش: دورتموند يستحق الخسارة أمام برشلونة

لم يخفِ الكرواتي نيكو كوفاتش، المدير الفني لبوروسيا دورتموند الألماني، خيبة أمله وأكد أن فريقه يستحق الخسارة على ملعب برشلونة الإسباني صفر - 4.

«الشرق الأوسط» (برلين)

لماذا ترى جماهير مصرية انتقال اللاعبين بين الأهلي والزمالك «خيانة»؟

لاعب الزمالك المصري «زيزو» وأنباء عن انتقاله إلى النادي الأهلي (حسابه على فيسبوك)
لاعب الزمالك المصري «زيزو» وأنباء عن انتقاله إلى النادي الأهلي (حسابه على فيسبوك)
TT
20

لماذا ترى جماهير مصرية انتقال اللاعبين بين الأهلي والزمالك «خيانة»؟

لاعب الزمالك المصري «زيزو» وأنباء عن انتقاله إلى النادي الأهلي (حسابه على فيسبوك)
لاعب الزمالك المصري «زيزو» وأنباء عن انتقاله إلى النادي الأهلي (حسابه على فيسبوك)

في ساحة كرة القدم المصرية، لا تقتصر المنافسة بين الأهلي والزمالك على البطولات، بل تتعدى ذلك لاستقطاب اللاعبين المميزين في صفوفهما لارتداء قميص الغريم؛ ما يجعلها «مسألة حساسة»، وأحياناً تُعدّ «خيانة»، وفق تصوّر بعض الجماهير، عقاباً لمن يتجرأ ويعبر الخط الفاصل بين القطبين.

وهو الاتهام الذي يلاحق حالياً لاعب الزمالك المصري، أحمد السيد (زيزو)، بعد أنباء عن انتقاله إلى الأهلي، الذي تُرجم في مشهد غاضب تضمن إسقاط صورته من ملعب نادي الزمالك، في ظل مؤشرات تشير إلى توقيعه فعلياً عقود انتقاله إلى الأحمر.

وعلى مدار عقود، تبقى بعض الانتقالات محفورة في ذاكرة الجماهير، ليس لقيمتها الفنية فحسب، بل لما أثارته من عواصف وغضب عارم، فالمشجعون يرون أن اللعب للمنافس يمثل تجاوزاً غير مقبول، وإهداراً لقيمة «الانتماء»، بعد سنوات من العشق والتشجيع.

أولى صفقات الانتقالات بين الغريمين كان بطلها حسين حجازي، مع انتقاله من الأحمر إلى الأبيض عام 1923، والمفارقة أن اللاعب عاد مرة أخرى إلى الأهلي عام 1928، وقضى موسمين، قبل أن يعود مجدداً إلى الزمالك، ليلعب بين صفوفه حتى اعتزاله عام 1931.

التوأم حسام وإبراهيم حسن أثار انتقالهما من الأهلي إلى الزمالك زلزالاً في المدرجات الحمراء (حساب حسام حسن على إكس)
التوأم حسام وإبراهيم حسن أثار انتقالهما من الأهلي إلى الزمالك زلزالاً في المدرجات الحمراء (حساب حسام حسن على إكس)

ثم كانت تجارب عبد الكريم صقر، وزكي عثمان، ويكن حسين وألدو. وبعد عقود، كان انتقال التوأم حسام وإبراهيم حسن من الأهلي إلى الزمالك في مطلع الألفية الجديدة بمثابة الشرارة الأقوى في تاريخ هذه «الخيانات»، حيث كان حسام، الهداف التاريخي للأهلي وقائده المحبوب، وأحدث انتقاله المفاجئ واللعب بالقميص الأبيض زلزالاً في المدرجات الحمراء، ولا يزال حتى اليوم يُنظر إليه بصفته «خائناً» من قِبل قطاع من عشاق الأهلي.

مثّل انتقال رضا عبد العال من الزمالك إلى الأهلي في حقبة التسعينات قصة أخرى من قصص «الخيانة» بنكهة مختلفة، كان عبد العال يمتلك موهبة فذة عشقته جماهير الزمالك، لكن قراره بالانضمام إلى الغريم التقليدي قوبل بغضب واستنكار شديدين.

لم تقتصر «الخيانات» على هؤلاء النجوم البارزين، بل شهدت السنوات اللاحقة والسابقة انتقالات أخرى أقل ضجيجاً، لكنها تركت بصمتها في ذاكرة الجماهير.

وتضم قائمة اللاعبين الذين لعبوا في صفوف الأهلي ثم انتقلوا إلى الزمالك: جمال عبد الحميد، وزكريا ناصف، وأيمن شوقي، ومحمد عبد الجليل، وأحمد فيليكس، وإبراهيم سعيد، وشريف أشرف، وهاني سعيد، وحسن مصطفى، وحسين ياسر المحمدي، وعصام الحضري، وأحمد حسن، وعبد الله السعيد، وأحمد حمدي وناصر ماهر.

في المقابل، من أبرز اللاعبين الذين لعبوا للأبيض ثم انتقلوا إلى الأحمر: مجدي طلبة، وإسلام الشاطر، ونادر السيد، وطارق السعيد، ومحمد صديق، ومعتز إينو، وهاني العجيزي، وصبري رحيل، ومؤمن زكريا، ومحمود كهربا، وإمام عاشور وأشرف بن شرقي.

رئيس الاتحاد المصري للثقافة الرياضية، أشرف محمود، قال إن ما تراه بعض الجماهير «خيانة»، بانتقال اللاعبين بين الأهلي والزمالك «يعكس حالة تعصب متأصلة في الرياضة المصرية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الحساسية المفرطة تجاه انتقالات اللاعبين تتعارض مع منطق الاحتراف السائد في عالم كرة القدم، الذي لا يعترف بالعواطف؛ فاللاعب يقدم خدماته للنادي الذي يقدم عقداً يرضيه مادياً، وهنا لا يجب أن يغضب الجمهور، بل يجب أن يعي أن النادي أكبر من أي لاعب».

ويرى محمود أن الإعلام الرياضي «غير المحايد» ووسائل التواصل الاجتماعي ساهما بشكل كبير في تضخيم هذه المشاعر، والتعبير عنها أصبح متاحاً للجميع عبر قنواتهم ومنشوراتهم الخاصة، فأي شخص يستطيع أن يصف لاعباً بالخيانة ويجد من يتبعه ويؤيده في هذا الرأي؛ ما يخلق حالة من الشحن السلبي للجمهور.

بدوره، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي، إن مظاهر الحساسية بين الناديين زادت خلال السنوات التالية لانتقال التوأم حسام وإبراهيم حسن من الأهلي للزمالك، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الأمر شكّل صدمة، ثم كانت محاولة انتقال عبد الله السعيد من الأهلي للزمالك عام 2018 – وإن لم تتم وقتها - بمثابة ضربة قوية لمجلس إدارة الأهلي، ومن وقتها تحولت فكرة جذب الصفقات بين الناديين هدفاً، خصوصاً لو كان هؤلاء اللاعبون نجوماً».

لاعب الزمالك المصري «زيزو» يحيي الجمهور في أحد اللقاءات (حسابه على فيسبوك)
لاعب الزمالك المصري «زيزو» يحيي الجمهور في أحد اللقاءات (حسابه على فيسبوك)

ويتوقع الناقد أن يواجه «زيزو» في حالة إتمام انتقاله إلى الأهلي موجة عنيفة من الانتقاد، وهي ظاهرة جماهيرية لا يمكن السيطرة عليها، وتحدث في كل ملاعب العالم، لكن ما لا يمكن القبول به هو أن تصدر هذه التصرفات من شخصيات مسؤولة، كإسقاط صورة «زيزو» من ملعب الزمالك.

على الرغم من أن ظاهرة انتقال اللاعبين بين الأهلي والزمالك أصبحت أمراً معتاداً في كرة القدم، فإن السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً ملحوظاً لهذه الظاهرة في «ألعاب الصالات» أيضاً. وهو ما تشير إليه الناقدة الرياضية المصرية، هبة الله محمد، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «جاء انتقال لاعب كرة اليد مصطفى مكاوي (كيجو) من الزمالك إلى الأهلي عام 2023 ليثير ضجة واسعة. وبالمثل، أثار دعم الزمالك فريق سيدات الكرة الطائرة عام 2022 بضم رباعي الأهلي البارز فريدة العسقلاني، ومريم متولي، ومايا ممدوح ودانا شوقي، ولاحقاً مريم مصطفي، ومن بعدهن قائدة الأهلي السابقة، شروق فؤاد، موجة غضب مماثلة من الجماهير الحمراء».

هذا الشعور العميق بالرفض – بحسب الناقدة - يتجلى بوضوح في تعليقات الجمهور الغاضبة ورسائلهم الحادة على صور وأخبار اللاعبين واللاعبات عبر منصات التواصل الاجتماعي. في المقابل، وجهة نظر اللاعبين تختلف جذرياً، حيث يرون أن هذه الانتقالات تأتي في إطار الاحتراف، وخوض تجربة جديدة، وبعرض مادي أفضل، بمعزل عن الانتماء العاطفي ومفهوم «الخيانة» الذي تتبناه الجماهير.

من جانب آخر، قال الدكتور وائل الرفاعي، أستاذ علم النفس الرياضي بكلية علوم الرياضة بجامعة حلوان، المعد النفسي للمنتخبات الوطنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الغضب المحيط بمسالة انتقال اللاعبين بين الأندية الكبرى، حولت الرياضة من قيمها الإيجابية إلى ساحة صراع نفسي».

عبد الله السعيد أحد اللاعبين الذين لعبوا للغريمين الأهلي والزمالك
عبد الله السعيد أحد اللاعبين الذين لعبوا للغريمين الأهلي والزمالك

ويوضح أن «الرياضة في جوهرها تهدف إلى الاستمتاع، وتعزيز الثقة بالنفس، والقدرة على التحدي، لكن التنافس الشديد بين أندية القمة، خصوصاً الغريمين التقليديين الأهلي والزمالك، حوّل هذا المفهوم (صراعاً نفسياً) بدلاً من التنافس الشريف، وهذا التحول جعل المنافس يُنظر إليه بصفته (خصماً)، واللاعب الذي ينتقل إليه يُعدُّ (خائناً)؛ لأنه (يتعاون مع عدو). هذا المنطق الخاطئ يُحول القيمة الإيجابية للتنافس صراعاً سلبياً، يقلل من التحكم في الانفعالات لدى الجماهير المتعصبة».

ولفت أستاذ علم النفس الرياضي إلى أن الإعلام غير الواعي، والثقافة المجتمعية السائدة، والحماس المفرط، كلها عوامل ساهمت في تكوين ثقافة سلبية تجاه المنافسين، وهذا يفسر لماذا يرى الجمهور المتعصب فريقه دائماً على صواب والآخر على خطأ.