ستيف كوبر مصدر إلهام لتشيلسي وللأندية الصاعدة التي تعاني

المدير الفني الويلزي حقق نتائج رائعة مع نوتنغهام فورست رغم طموحات مالك النادي غير الواقعية!

كوبر طور من أداء فورست ويتطلع لتثبيت الفريق بالممتاز (رويترز)
كوبر طور من أداء فورست ويتطلع لتثبيت الفريق بالممتاز (رويترز)
TT

ستيف كوبر مصدر إلهام لتشيلسي وللأندية الصاعدة التي تعاني

كوبر طور من أداء فورست ويتطلع لتثبيت الفريق بالممتاز (رويترز)
كوبر طور من أداء فورست ويتطلع لتثبيت الفريق بالممتاز (رويترز)

هل تساءلت عن الكيفية التي سارت بها النقاشات والمحادثات بين مسؤولي تشيلسي بعد الخسارة أمام نوتنغهام فورست بهدف دون رد على ملعب «ستامفورد بريدج» في الثاني من سبتمبر (أيلول)؟ ربما كان هناك اعتقاد بأن التعاقد مع 28 لاعباً خلال فترات الانتقالات الثلاث الماضية قد أدى إلى زعزعة استقرار الفريق، وجعل الأمور أكثر صعوبة على المدير الفني. فهل من الممكن أن يكون هذا صحيحا؟

ربما سأل أحدهم عن عدد الصفقات الجديدة التي عقدها نوتنغهام فورست خلال الفترة نفسها، وربما رد أحدهم قائلا: «لن تصدق هذا. لقد تعاقدوا مع 43 لاعباً!» وبناء على ذلك، ربما يكون الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن يتوصل إليه الأميركي تود بوهلي وشريكه في ملكية نادي تشيلسي بهداد إقبالي هو أنه كان ينبغي عليهما التعاقد مع مزيد من اللاعبين!

خطط بوهلي (يمين) أضرت أكثر مما نفعت فريق تشيلسي (غيتي)

إن الدفاع الأكثر شيوعا عن مسيرة المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مع تشيلسي حتى الآن - وهو دفاع معقول ومنطقي تماماً - يتمثل في أنه من غير الممكن أن نتوقع من أي شخص أن يقوم بعمل جيد في بيئة يقوم فيها المسؤولون الكبار بهذا التدمير الغريب. لكن ستيف كوبر عمل أيضاً في ظروف صعبة للغاية مع نوتنغهام فورست، لدرجة أن معرفة أسماء جميع اللاعبين الجدد في النادي على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية كان يعد إنجازاً كبيراً! ومع ذلك، تمكّن كوبر من بناء فريق جيد من هذا العدد الكبير من اللاعبين الجدد، في خطوة مثيرة للإعجاب.

لقد أدت معاناة الفرق الصاعدة حديثاً للدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم إلى خلق شعور مفهوم بالإحباط والكآبة، في ظل الفجوة الهائلة والآخذة في الاتساع بين الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى. وأصبح من الشائع أن نسمع مشجعي أندية دوري الدرجة الأولى يقولون إنهم لا يفضلون الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز: فمن الأفضل أن تفوز ببعض المباريات وأن تخسر بعض المباريات الأخرى، وتستمتع بما تقدمه بدلاً من المخاطرة بتلقي هزائم ثقيلة وإنفاق أموال طائلة لمجرد اللعب من أجل البقاء! لكن مباراة نوتنغهام فورست أمام برنتفورد تعد خير مثال على ما يمكن أن تحققه الفرق التي تتأهل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عبر ملحق الصعود.

ربما يمكن أن يكون هذا مفيداً أيضاً لنادي لوتون تاون، الذي بدأ الموسم بأربع هزائم متتالية في الدوري، وتعادل أمام منافس لعب ثلثي المباراة بعشرة لاعبين، وخرج من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بعد الخسارة أمام إكستر. ربما لا يمكن لنادٍ بمكانة برنتفورد أن يشعر أبداً بأنه جزء أساسي من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن احتلال المركزين الثالث عشر والتاسع خلال الموسمين الماضيين يُظهر ما يمكن تحقيقه من خلال التخطيط المعقول والتعاقدات الجيدة.

وبالمثل، سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يشعر نوتنغهام فورست، على الرغم من تاريخه الأوروبي الكبير، بالراحة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن بعد أن ضمن النادي البقاء عقب الفوز على آرسنال في مباراته الأخيرة على أرضه الموسم الماضي، كان هناك شعور بأن النادي يتطلع إلى تحقيق الأفضل.

كوبر يحتفل مع فريق فورست بعد الفوز على تشيلسي (رويترز)

ومع ذلك، لا يمكن إجراء مقارنة بين أي من الحالتين بشكل مباشر، حيث لم يكن لدى لوتون تاون سنوات من التخطيط وفرص الصعود القريبة كما كانت الحال مع برنتفورد، ولم يكن قادرا على الإنفاق ببذخ كما هي الحال مع نوتنغهام فورست. لكن لوتون تاون يشترك مع نوتنغهام فورست في الشعور العام بأن الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز إن لم يأت عن طريقة الصدفة، فإنه قد جاء قبل الأوان وقبل التوقعات! ويعد نوتنغهام فورست دليلاً على أن البداية السيئة لا يجب أن تكون نهاية المطاف: الموسم الماضي كان لدى الفريق أربع نقاط فقط بعد تسع مباريات، لكنه استعاد عافيته وأنهى الموسم برصيد 38 نقطة.

لقد حصل الفريق على سبع نقاط بعد ست مباريات حتى الآن هذا الموسم، وهي حصيلة لا تبدو أفضل بكثير مما حققه الفريق حتى هذه الجولة من الموسم الماضي، لكن السياق العام مهم جدا. خلال الموسم الماضي، حصل نوتنغهام فورست على ثماني نقاط فقط من المباريات التي لعبها خارج ملعبه، أما خلال الموسم الحالي فقد لعب الفريق بالفعل أمام آرسنال ومانشستر يونايتد وتشيلسي ومانشستر سيتي. وقد فاز على تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، وكان بإمكانه الخروج بنتيجة إيجابية بسهولة من المباراتين اللتين لعبهما أمام آرسنال ومانشستر يونايتد على ملعبي الإمارات وأولد ترافورد، كما قدم أداء جيدا أمام مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد. صحيح أن نوتنغهام فورست كان متأخرا في النتيجة بهدفين دون رد بعد مرور 14 دقيقة فقط، وصحيح أن رودري حصل على بطاقة حمراء في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، لكن الفريق قدم أداء أفضل بكثير مما قدمه خلال المباراة التي خسرها أمام مانشستر سيتي بسداسية نظيفة الموسم الماضي.

إن القدرة على التنافس مع فرق قمة الجدول لا تُترجم بالضرورة إلى نتائج أفضل ضد الفرق الموجودة في أسفل جدول الترتيب، كما أن المباراتين اللتين سيلعبهما نوتنغهام فورست أمام برنتفورد وكريستال بالاس ستعطيان إشارة أوضح حول موقف الفريق، لكن من الصعب إنكار التقدم الواضح الذي أحرزه، ولهذا السبب يستحق ستيف كوبر إشادة كبيرة.

وعلى الرغم من أن التعاقد مع 43 لاعباً خلال ما يزيد قليلاً على عام يعد أمراً مثيراً للسخرية، لكن الوضع في نوتنغهام فورست لم يصل أبداً إلى ما هو عليه الحال في تشيلسي، الذي هدم فريقاً جيداً لمحاولة إنشاء شيء جديد تماماً. وفي المقابل، إذا نظرنا إلى عدد اللاعبين الذين كانوا يلعبون مع نوتنغهام فورست على سبيل الإعارة خلال المباراة النهائية التي فاز فيها على هيدرسفيلد تاون في ملحق الصعود، سنكتشف أنه لم يكن هناك فريق تقريباً في نوتنغهام فورست!

وتجب الإشارة إلى أنه عندما تولى كوبر المهمة، قبل عامين من الآن، كان نوتنغهام فورست قد حصل على أربع نقاط فقط من ثماني مباريات في دوري الدرجة الأولى، وكان السبب الوحيد لعدم تذيله لجدول الترتيب هو خصم 12 نقطة من ديربي كاونتي. وفي هذا التوقيت، كان تشيلسي بطلاً لدوري أبطال أوروبا!

ولم يستمر أي من مدربي نوتنغهام فورست الـ 13، بين الولاية الأولى لبيلي ديفيز وكوبر، أكثر من 18 شهراً في المنصب، وهو ما يفسر السبب وراء الدعم الكبير الذي حصل عليه كوبر بعد الهزيمة أمام ليستر سيتي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثم مرة أخرى بعد الهزيمة أمام ليدز يونايتد في أبريل (نيسان)، عندما بدا أن منصبه مهدد.

من المعروف أن المشجعين متقلبون، لكن معظمهم يرى أن المدير الفني الذي قادهم للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز لم يكن أبدا هو المشكلة عندما واجه الفريق شبح الهبوط مرة أخرى. لقد أصبحت إقالة المديرين الفنيين شيئا سيئا تلجأ إليه الأندية المنكوبة في مارس (آذار) أو أبريل (نيسان) لمحاولة وضع حد لتدهور النتائج.

ويعود جزء من سبب شعبية كوبر الكبيرة إلى أنه، بصرف النظر عن بناء فريق متماسك، يفهم جيدا الدور الذي يلعبه نوتنغهام فورست في المجتمع، ويدرك جيدا ما يعنيه النادي التقليدي لكرة القدم: على سبيل المثال، رحّب كوبر بأسرة ضحية القتيل إيان كوتس في ملعب التدريب.

لكن في الوقت نفسه، يتعين على كوبر أن يتعامل مع مالك تبدو طموحاته غير واقعية تماما. في الحقيقة، يتطلب ذلك السير على خط رفيع جدا لتجنب الدخول في صدامات، وقد نجح كوبر في ذلك ببراعة كبيرة، على الرغم من أنه لم يكمل سوى أربعة مواسم فقط بصفته مديرا فنيا.

قد تحدث صدامات في نهاية المطاف بسبب الوضع المالي للنادي أو بسبب غرور مالكه، لأن هذه هي كرة القدم، لكن في الوقت الحالي يحقق كوبر نجاحا كبيرا للغاية بعد مرور عامين على توليه المهمة، والدليل على ذلك أن فريقه يتقدم في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق نقطتين عن تشيلسي قبل مباريات نهاية الأسبوع. وبغض النظر عن أي شيء آخر قد يحدث، لا يزال بإمكان المدير الفني المميز والملهم أن يُحدث الفارق!

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

راتكليف يتبنى نهجاً قاسياً في مانشستر يونايتد... وراشفورد أبرز ضحاياه

رياضة عالمية يصف موظفو مانشستر يونايتد راتكليف بأنه قاسٍ ولكنه عادل (رويترز)

راتكليف يتبنى نهجاً قاسياً في مانشستر يونايتد... وراشفورد أبرز ضحاياه

يسعى السير جيم راتكليف لإحداث ثورة في مانشستر يونايتد وإخراجه من الفوضى ومساعدته على أن يصبح آلة لا تتوقف عن تحقيق الفوز، ويمتلك بالفعل العنصر الحيوي الذي كانت

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية هيونغ مين سون ورفاقه ينطلقون فرحاً بهدفهم الرابع في مرمى اليونايتد (رويترز)

«كأس الرابطة الإنجليزية»: توتنهام يقصي اليونايتد برباعية ويبلغ نصف النهائي

أكمل توتنهام هوتسبير عقد المتأهلين للدور قبل النهائي لبطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فيتور بيريرا (أ.ف.ب)

البرتغالي فيتور بيريرا مديراً فنياً لوولفرهامبتون الإنجليزي

أعلن نادي وولفرهامبتون الإنجليزي تعيين البرتغالي فيتور بيريرا مديراً فنياً للفريق، بعد إقالة سلفه غاري أونيل، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جيم راتكليف سعيد عقب فوز اليونايتد على السيتي في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

جيم راتكليف يرفع حصته في مانشستر يونايتد الإنجليزي

رفع جيم راتكليف حصته في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى 29 في المائة، وذلك بعد استكمال عملية ضخ الأموال في النادي مثلما وعد عندما استحوذ على حصة الأقلية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (رويترز)

بوستيكوغلو: التدريب في «البريميرليغ» أصعب من تولي رئاسة الوزراء

وصف الأسترالي أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام الإنجليزي، التدريب في الـ«بريميرليغ» بأنه أصعب من تولّي رئاسة الوزراء.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كفاراتسخيليا جاهز لمواجهة جنوى

خفيتشا كفاراتسخيليا سيكون متاحاً للمشاركة أمام جنوى (رويترز)
خفيتشا كفاراتسخيليا سيكون متاحاً للمشاركة أمام جنوى (رويترز)
TT

كفاراتسخيليا جاهز لمواجهة جنوى

خفيتشا كفاراتسخيليا سيكون متاحاً للمشاركة أمام جنوى (رويترز)
خفيتشا كفاراتسخيليا سيكون متاحاً للمشاركة أمام جنوى (رويترز)

قال أنطونيو كونتي، مدرب نابولي، الجمعة، إن خفيتشا كفاراتسخيليا سيكون متاحاً للمشاركة أمام جنوى في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم.

وتعرَّض اللاعب الجورجي لالتواء بالركبة اليمنى في الخسارة أمام لاتسيو، لكنه تعافى وسيكون جاهزاً للمواجهة المقرَّرة السبت.

ويحتل نابولي المركز الثاني برصيد 35 نقطة، بفارق نقطتين خلف أتلانتا المتصدر. وسجل كفاراتسخيليا 5 أهداف، ولعب 3 تمريرات حاسمة في 15 مباراة بالدوري، هذا الموسم.

وأبلغ كونتي الصحافيين: «كفارا تدرّب معنا أمس، وبدا أكثر استرخاء اليوم. إنه جاهز، واستعادة جهوده أمر مهم لنا».

وشدد كونتي على أن تألق فريقه مؤخراً مبنيّ على أسس قوية والاجتهاد في العمل، مبرزاً ثقته في قدرة لاعبيه على التحسن، حتى بعد العثرات.

وقال: «الطرق المختصرة للنجاح لا تؤدي إلى نتائج دائمة. لبناء شيء ذي قيمة، تحتاج لأسس قوية. يمكن للعمل الرائع اختصار المسافات، لكن دون تلك الأسس، لن يدوم النجاح طويلاً. دائماً ما أكرر أنني أثق في هؤلاء اللاعبين لأنني أراهم يومياً، بعدها لا يمكنك أن تفوز دائماً، تتعثر، لكن حتى بعد التعثر يحاول لاعبو فريقي التحسن».

وأبدى كونتي ثقته في تطور التشكيلة، بينما ترك قرارات فترة الانتقالات الشتوية للنادي.

وقال: «من جانبي، ثقتي كبيرة في اللاعبين، يمكنني أن أواجه بهم الصعاب، إنهم رجال بمعنى الكلمة وفتية يتطورون، وهذا ظاهر للعيان، وأنا سعيد جداً بهذا».

وأضاف: «أنا هادئ جداً، لكن إذا سنحت فرص رائعة، لأنك تطالع كثيراً من الأمور، وقرر النادي أو أراد إحداث تغييرات، فحينها سنرى».