أشاد عدد من خبراء الكرة السعوديين بالبداية الإيجابية للمنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى مونديال 2026 وكأس آسيا 2027، وأكدوا أن الفوز على المنتخب الباكستاني يصب في الجانب المعنوي فقط كونه يأتي أمام أحد أقل المنتخبات ترشيحاً في القارة.
وقال المدرب السعودي بندر الجعيثن إن الإيطالي مانشيني بدأ منذ اليوم الأول في رسم نهج وخطة قصيرة وبعيدة الأمد، حيث إن هناك عملاً كبيراً ينتظر المدرب الخبير.
وأضاف: «حينما يفوز المنتخب السعودي على باكستان فهذا أمر طبيعي ولا يمكن أن يجعلنا نتحدث في جوانب فنية كثيرة لأن المنتخب المنافس لا يعد من نخبة القارة الآسيوية، ولكن يمكن الحديث بشكل أكثر عن المكاسب النفسية في ظل صناعة منتخب جديد يضم عدداً وافراً من الأسماء الشابة والنجوم أصحاب الخبرة، حيث إن هذا النهج يمكن أن يعطي مؤشراً إيجابياً جداً على أن العمل لليوم وللمستقبل الأفضل للمنتخب السعودي».
وزاد بالقول: «شارك في مباراة باكستان نحو 5 أسماء من اللاعبين ذوي الخبرة بداية من الحارس محمد العويس مروراً بعلي البليهي وحسان تمبكتي وسعود عبد الحميد ونهاية بالمهاجم صالح الشهري، وهذه الأسماء على الأقل شاركت في مناسبات كثيرة من بينها كأس العالم الماضية 2022، ولذا يمكن وصفهم نجوماً ذوي خبرة، كما أن هناك أسماء شابة مثل عون السلولي ومعاذ فقيهي وعبد الله رديف ومحمد مران وغيرهم، وهذا يعطي مؤشراً على أن هناك تجديداً تدريجياً في صفوف المنتخب السعودي من أجل الاستمرارية وزرع المنافسة بين اللاعبين، وهذا مهم جداً في المرحلة المقبلة».
وعن النهج الفني الذي لعب به مانشيني في مباراة باكستان الذي اعتمد فيه على 3 مدافعين فقط في متوسط الدفاع، وكثّف الوسط والهجوم، قال الجعيثن: «هذا طبيعي لأن المنتخب الباكستاني متكتل دفاعياً بالكامل، ولذا شارك الظهيران سعود عبد الحميد ومعاذ فقيهي في خط الوسط كجناحين وهميين، وهذا من أجل زيادة الضغط على المنتخب الباكستاني وهذه الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه المنتخبات التي لا تشكل خطورة كبيرة ويكون الفوز أمامها متوقعاً جداً مع التأكيد على عدم التساهل بها أو التقليل منها».
وبين الجعيثن أن من الإيجابيات وجود مهاجم خبرة كصالح الشهري وآخر من الأسماء الصاعدة هو محمد مران في القائمة الأساسية، وهذا جانب إيجابي كما هي الحال في بقية الخطوط.
وحول المباراة المقبلة ضد المنتخب الأردني في التصفيات، قال الجعيثن: «بكل تأكيد منتخب الأردن أقوى بكثير من باكستان، ولذا يجب أن يكون هناك حذر وتركيز أكبر، المنتخب الأردني يضم أسماء لديها بنية جسمانية قوية ومهارات جيدة ولديهم مهاجم محترف في فرنسا هو موسى التعمري».
وعن المرحلة المقبلة والحديث الكثير عن استبعاد بعض من النجوم ذوي الخبرة في المنتخب السعودي، قال الجعيثن: «بكل تأكيد الاستغناء عن اللاعبين ذوي الخبرة خطأ كبير إن تم دون مسببات، ولكن المدرب مانشيني وضّح الأسباب التي دعته إلى عدم استدعاء بعض اللاعبين أو استبعاد آخرين بسبب الإصابات أو غيرها، ولا يمكن التقليل أو التشكيك في الأسماء الموجودة وقدراتها، المدرب اسم كبير وله سجل رائع ويبحث عن صناعة مجد ولا يمكن أن يغامر بمستقبله باتخاذ قرارات لا تخدم المنتخب السعودي ولذا ينتظر أن يظهر عمل المدرب وخياراته للأسماء الأكثر جاهزية من اللاعبين ذوي الخبرة والشباب قبل انطلاقة كأس آسيا المقبلة في قطر، ومن المؤكد أنه سيختار أفضل الأسماء التي تخدمه بعد أن يقف على جاهزية النجوم أصحاب الخبرة ومستويات الأسماء الشابة».
من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز الخالد، المدرب السعودي، إن الحديث المتزايد عن استبعاد النجوم ذوي الخبرة بعد أن اقترب موعد اعتزال بعضهم لا يمكن أن يكون رأياً صائباً، لأن اللاعب الكبير في الأداء والمستوى الفني والقدرة على خدمة المنتخب أو النادي لا يمكن أن يحكم عليه من خلال العمر أو الفترة المتبقية له في الملاعب.
وأضاف: «أيضاً يجب أن تكون الآراء الفنية بعيدة عن الميول والعاطفة، لا يمكن أن نسدي توجيهات لمدرب المنتخب السعودي مانشيني، وهو من الأسماء التدريبية الكبيرة في أوروبا والعالم، ولا نريد أن نسيره كما يريد المتعصبون بناء على الميول، مهم جداً الاختيار وفق قناعاته، وهذا لا يمنع النقد المبني على نظرة فنية وليست نظرة لمصلحة نادٍ أو لاعب بعينه».
وبيّن أن ما دعاه إلى قول ذلك هو التشكيك في أسباب استدعاء نجوم كبار ومن ثم استبعادهم مثل سالم الدوسري، أفضل لاعب آسيوي، أو غيره من اللاعبين الذين اتضح جلياً سبب استبعادهم وهي الإصابات أو فيما يتعلق بعدم استدعاء أسماء مثل سلطان الغنام أو غيره، وهي أسماء كبيرة، والأهم أن نترك الميول جانباً ونضع في الاعتبار المبررات التي يوضحها المدرب.
وحول المباراة، قال الخالد: «كانت فرصة للمدرب لإشراك عدد كبير من الأسماء الشابة التي تحتاج إلى فرصة، ومن المهم ألا نضغط على هؤلاء اللاعبين إذا ارتكبوا أخطاء في مباريات أكثر صعوبة مثل مباراة المنتخب الأردني يوم الثلاثاء المقبل، وهذا التوجه من المدرب بمنح فرص للوجوه الشابة يؤكد أن هناك عملاً لمستقبل أفضل للمنتخب السعودي».
من جانبه، قال حمدان الحمدان، قائد فريق الفتح واللاعب الدولي السابق، إن المنتخب السعودي حقق المكاسب المطلوبة في مباراته الأولى في التصفيات المشتركة، حيث برزت أسماء شابة وهذا هو الأهم للمرحلة المقبلة.