رغم أن المقارنات لا تعطي نتائج مقبولة إذا ما كانت الظروف بين طرفي المقارنة مختلفة، إلا أنها تضع خريطة طريق تُظهر نقاط الضعف والقوة ومكامن الخلل والمتانة بين الطرفين إذا ما كانا متقاربين في ظروفهما، خصوصاً ما يتعلق بنمو وتطور المجتمعات وبيئتها الاقتصادية والاجتماعية، وصولاً إلى تطور نظامها السياسي كدول أو كيانات، وهذا ما يبدو جلياً في مقارنتنا بين مجموعتين من الدول والمجتمعات، فما بين الصين وبعض من شقيقاتها في جنوب شرقي آسيا، وبين العراق ومصر وشقيقاتهما من دول الشرق الأوسط، مسافات بعيدة جغرافياً لكنها قريبة جداً في طبيعة مجتمعاتها ومواصفاتها التكوينية وموروثاتها الحضارية والفلكلورية، ورغم هذا ا