إبراهيم أحمد
كاتب وروائي عراقي

قراءة الدرس اللبناني عراقياً

إذا كان صوت انفجار بيروت قد سُمع في قبرص؛ فإنه - على مستوى الضمير - سُمع في كافة أنحاء العالم، بكل ما حمل من دخان ودماء ودموع، فأثار كثيراً من الأسئلة، وأيقظ كثيراً من الوعي والمراجعة؛ خصوصاً على مستوى دول كبرى كانت قد تركت لبنان لمصيره تعود اليوم لتتواصل معه، وقد تكون زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت فاتحة لتواصلات أخرى مع المجتمع الدولي! ولشدة التشابه بين النظامين السياسيين: اللبناني والعراقي، فقد كانت أصداؤه في العراق سريعة؛ لكنها اختلفت بنوعها ومستوياتها بين الأحزاب والميليشيات، والشعب وطبقاته المختلفة! ربما أكثر التفاعلات وضوحاً وبساطة، الدعوات التي انطلقت من مثقفين وجماهير عراقية واسعة، تطالب

الكاظمي وضرورة الانحياز لصوت الناس

ما دفعني لكتابة هذه الرسالة اليوم هو شعوري بأن الصداقة التي جمعتنا قبل أكثر من ثلاثين عاماً ولسنوات عديدة؛ تحتم عليَّ أنْ أحدثَك بما أراه ضرورياً لوطننا وشعبنا ولك شخصياً! لا بدَّ من التنويه للحقيقة والضمير بأنني عرفتك طيباً، بخلق رفيع، وقلب مفعم بحب الوطن والشعب، والحماسة من أجل خدمتهما! وآخر لقاء بيننا كان في بغداد قبل نحو خمسة عشر عاماً، ولا أظنك قد تغيرت بعدها في شيء من ذلك. لا أغبطك على منصبك الحالي، ولا أهنئك عليه، بل أقلق عليك؛ فأنت قد اخترت طريقاً هو في وطننا عادة لا يعود منه أصحابه إلى بيوتهم، بل يرسلون إلى القبور!