جمال الكشكي
رئيس تحرير مجلة «الأهرام العربي». عضو مجلس إدارة مؤسسة الأهرام. عضو مجلس أمناء الحوار الوطني. عضو لجنة تحكيم جائزة الصحافة العربية. عمل مذيعاً وقدم برامج في عدة قنوات تليفزيونية.

اللعبة صفرية في الأزمة الأوكرانية

على مائدة الإفطار في أحد أيام المنتدى السعودي للإعلام، التقيت مجموعة من كبار الكتّاب والصحافيين، لا حديث يدور سوى عن الأزمة الروسية - الأوكرانية، تدفقت علينا وسائل الإعلام بأخبار الحرب، جميعها أخبار تصيب بالحيرة وتدفع إلى علامات استفهام، لا أحد يملك حولها إجابات فاصلة. سألت أحد الجالسين: هل تتوقع نهاية قريبة لهذه الحرب؟ حدق بعينيه، وصمت لوهلة، ثم أجابني: السؤال صعب، فالمشهد غاية في التعقيد، كيف يتحقق السلام في ظل تمسك كل طرف بأحقيته فيما يراه حقوقاً سيادية وحصرية، وجزءاً من خرائطه التي يستحيل أن يتنازل عنها؟

العالم الجديد بتوقيت العرب

عام مضى على الحرب الروسية - الأوكرانية، غيوم سياسية في الأفق العالمي تزداد يوما بعد الآخر، الحسابات أربكت الجميع، لا أحد يمتلك التنبؤ بالأوضاع التي يمكن أن تؤول إليها نهاية الحرب، كل السيناريوهات مفتوحة، الصراع على أشده بين القوى الكبرى، كل يحاول استقطاب أكبر قدر من الحلفاء، الأوضاع ليست شبيهة بأجواء الحربين العالميتين الأولى والثانية، الخرائط تعيد رسم ملامحها بتوقيع اللحظة. وسط كل هذه الغيوم، والسحب السياسية الكثيفة، تساءلت: إلى أين يسير مستقبل العرب وسط كل هذه التشابكات؟ وهل باتت للعرب فرصة متقدمة داخل النظام العالمي الجديد؟ وما الذي يحتاج إليه العرب لكي تكون مقاعدهم في الصفوف الأولى؟

المسارات الحاكمة للقضية الفلسطينية

الأوضاع التي آلت إليها القضية الفلسطينية، باتت معقدة ومتشابكة، حكومة يمينية متطرفة، تتبنّى كل أشكال التأزيم، والاستفزاز، وممارسة العنف، ومواصلة الاستيطان الإسرائيلي، واقتحام المقدسات، وتهجير وهدم منازل الفلسطينيين، حكومة تذكرنا بمقولة جولد مائير، في السبعينات: «لا يوجد شعب فلسطيني»، ميراث العداء للفلسطينيين مستمر عبر الأجيال، بلغ ذروته في عهد حكومة نتنياهو، التي بات تكوينها ينذر بانهيارات كبرى لاستقرار الشرق الأوسط، بشكل عام. لو قرأنا التفاصيل المحيطة بملابسات القضية الفلسطينية، نجد أنها رهن متغيرات تتعلق بأربعة مسارات رئيسية: المسار الأول؛ يتعلَّق بالفلسطينيين أنفسهم، إذ إنه للمرة الأولى نشهد

أسئلة مشروعة في توقيت صعب

في منزله الريفي بـ«برقاش» بمحافظة الجيزة، جمعني لقاء عام 2012 بالكاتب الصحافي المرموق الراحل محمد حسنين هيكل. كانت الأيام صعبة على مصر والمنطقة. تحدثت مع «الأستاذ» حول القضايا والملفات التي كانت ضاغطة بقوة. تنوعت النقاشات، وقد سرقنا الوقت. لكن الملاحظة الرئيسية التي استوقفتني ضمن نقاشات هذا اللقاء، هي أهمية أن يراجع السياسي أو الصحافي نفسه كل فترة من الزمن. في ليلة رأس السنة الجديدة عام 2023 تذكرت جملة الأستاذ هيكل، جلست مع نفسي أراجع كل قضايا وهموم العام المنصرم، تزاحمت الأفكار لم أقوَ على استكمال المراجعة، فالأحداث متدفقة.

فرص السلام... والمسارات الإجبارية

الغيوم السوداء في شرق أوروبا تعني بالضرورة، أن الأمطار على وشك السقوط، رائحة البارود طوال عشرة أشهر مضت، لا تعني أن المنطقة عقدت صداقة أبدية مع خريف الاستقرار. أتحدث عن الأزمة الروسية - الأوكرانية، التي قادت الرأي العام العالمي إلى حالة من التوحد مع التعقيد، وعدم الوصول إلى حلول قريبة. للوهلة الأولى، تبدو هذه الصورة صحيحة، وأن فرص السلام بعيدة، بعد أن باتت خرائط العالم تئن من تداعيات سياسية واقتصادية وأمنية. الأزمة على صعوباتها وتعقيداتها لا تخلو من مساحات تفاؤل تؤكد أن فرص السلام قائمة، وليست مستحيلة، وهنا ربما يتساءل البعض: ما مؤشرات ودلالات فرص السلام، وإنهاء الحرب في هذه الأزمة؟ السؤال منط

الأمل في برلين 3

ضاقت ليبيا بخرائطها، وأصيبت بانسداد حاد في الشرايين السياسية، فما إن يلوح الأمل بانفراجة قريبة، سرعان ما يمتلئ الأفق بالظلام، لم يعد هناك تقدير سياسي يقول إن ليبيا ستستعيد عافيتها في القريب العاجل. الأطراف جميعها اتفقت على ألا تتفق، مساحات التقارب تضيق يوماً بعد آخر، سيناريوهات الانفراجة دائمة الارتطام بصخور الأنانية السياسية، أطراف المعادلة احترفوا السباق في ماراثون غير محدد النهاية، تبادلوا اللكمات على حلبة الصراع، حول المصالح الضيقة، والخاصة.

ترويض المُناخ في شرم الشيخ

على متن طائرة متجهة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، جمعتني المصادفة بالجلوس إلى جوار دبلوماسي سعودي سابق... بطبيعة الحال تعارفنا، ثم تناقشنا حول أشياء مختلفة، رفع ستار الشباك الصغير المجاور لمقعده، سرعان ما أغلقه، فقد حجبت العواصف والغيوم كامل رؤيته، ليدير وجهه متحدثاً معي: بمناسبة هذه العواصف والغيوم والأجواء المُناخية المتقلبة، مصر مقبلة على استضافة قمة المُناخ Cop27، في مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كيف ترى أهمية القمة؟

11 سبتمبر... الحرب ضد الإرهاب أم الإرهابيين؟

في ذاكرة الأمم تواريخ، ليست كسائر التواريخ؛ تواريخ أثرت وغيّرت وقلبت الموازين، بل وتركت جروحاً لا تزال تنزف. الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، واحد من التواريخ الدامغة في قلب الولايات المتحدة.

مصر والحوار الوطني

استكشاف المستقبل يحتاج إلى بصيرة نافذة... الأمم الراسخة تجيد القدرة على ترتيب أوراقها، الإيمان بالُّلحمة الوطنية وصفة ناجحة ينحاز لها المستقبل، ويشهد لها التاريخ. إضاءة المصابيح السياسية تفتح مسارات الأمل أمام الشعوب والأوطان. الحوار الوطني في مصر نقلة تاريخية بتوقيع رأس الدولة.

دوافع زيارة بايدن

الشرق الأوسط في انتظار الوافد من البيت الأبيض. حالة ترقب تأتى في توقيت مغاير. معادلة دولية وعالمية جديدة. كلام كثير يدور حول مصير «القطب الواحد»، واحتمالية تعدد الأقطاب. سباق النفوذ على أشده. أمواج الصراع تأتي هادرة من البحر الأسود، وبحر البلطيق، والإقليم الأوراسي. ساكن الكرملين لا يزال يحلم بإعادة بناء إمبراطورية بطرس الأكبر وكاترينا العظيمة، وسيد البيت الأبيض لن يقبل التنازل أو النقاش حول لقب «شرطي العالم». دخان كثيف يلفّ أرجاء الكرة الأرضية، انبعاثات اقتصادية خطيرة خلّفتها الحرب الروسية - الأوكرانية، وسبقتها لكمات أكثر قسوة من جائحة «كورونا».