اعتدنا ونحن نُقارب ظاهرة التطرف اعتبار أنها مجرد انحرافات فكريّة وعقديّة تنتمي إلى مسارات آيديولوجية متشددة، ومن هذا المنطلق أخضعنا تفاصيلها ومراحلها المفاهيمية ودقائقها وخصوصياتها المذهبية وجذورها العميقة إلى الفحص والدراسة، إلا أننا أصبحنا نواجه مؤخراً حالة تطرّف مستجدة منفصلة تماماً عن هذه الخلفية الآيديولوجية الصلبة والعتيقة، بل غير مرتبطة تماماً بكل الترسانة التسويغية التي اعتاد المتطرف التقليدي اللجوء إليها؛ فلم يعد التطرّف -والحالة هذه- نتاج تلقين آيديولوجي وعقائدي طويل مثلما عهدنا في الخطوات التقليدية للعمليات الاستقطابيّة للجماعات المتطرفة، التي كانت تُفرد سابقاً لهذا الجانب مساحة واس