د. منصور الشمري

د. منصور الشمري
الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف - «اعتدال»

التطرف طيف يتجاوز التعريف

التطرف طيف يتجاوز التعريف

استمع إلى المقالة

في ظل التحديات القائمة في الشرق الأوسط وفي العالم عموماً، ومع المتطلبات المعنية بارتقاء مستوى الأمن والتطور والاستقرار والازدهار، نجد أنه من المناسب أن نقف

تحصين الرأي العام حيال معركة المدارات الثلاثة للتطرّف

يسعى مشروع التطرّف بجميع تياراته إلى التسرب بكل السُبل نحو وجدان الشعوب وأمزجتها وحساسياتها، في إطار استهدافٍ أوليٍّ غير مباشر للدولة التي تمثّل عدوه الأول والأخير، وذلك في خطوة سابقة في العادة عن العمل الإرهابي المباشر التقليدي؛ لأن كل فكرٍ متطرّف حينما ينجح في الوصول إلى العقول يكون قد خطا خطوته…

لاءات جديدة في وجه أوهام التطرّف القديمة

تمثّل عمليات التحريض إشكالاً على الدول؛ فكثيراً ما أفضت إلى خطابات متطرفة، ترتّبت عليها موجات من الانفعالات المدمرة، انتهت كما هو حال كل فكر سائب نحو مواجهات.

مؤسسات قديمة وهويات رقمية جديدة

عرف العالم عبر تاريخه الطويل تحولات عميقة، هزت بنيته العامة، وأحدثت في مساره قطائعَ وعتبات تفصل بين عادات قديمة كانت سائدة ومقبولة، ومستجدات طارئة ومبتكرة. لكن حدوث هذه الهزات الكبرى في مساراته لم يتضمن بالضرورة قدرة الجميع على استيعابها في الوقت المناسب، فهناك من ينتبه بسرعة إلى مدى أهمية هذه…

المتطرف {الشبكي} والخوارزميات الرقمية

اعتدنا ونحن نُقارب ظاهرة التطرف اعتبار أنها مجرد انحرافات فكريّة وعقديّة تنتمي إلى مسارات آيديولوجية متشددة، ومن هذا المنطلق أخضعنا تفاصيلها ومراحلها المفاهيمية ودقائقها وخصوصياتها المذهبية وجذورها العميقة إلى الفحص والدراسة، إلا أننا أصبحنا نواجه مؤخراً حالة تطرّف مستجدة منفصلة تماماً عن هذه الخلفية الآيديولوجية الصلبة والعتيقة، بل غير مرتبطة تماماً بكل الترسانة التسويغية التي اعتاد المتطرف التقليدي اللجوء إليها؛ فلم يعد التطرّف -والحالة هذه- نتاج تلقين آيديولوجي وعقائدي طويل مثلما عهدنا في الخطوات التقليدية للعمليات الاستقطابيّة للجماعات المتطرفة، التي كانت تُفرد سابقاً لهذا الجانب مساحة واس

مقتضيات الاجتهاد وضرورات المصالح

هناك أسئلة ترتسم بشكل شبه آلي في ذهن المتتبع لظاهرة التفاعل الديني، وهو يتابع بشكل يومي التفاعل على شبكات التواصل الاجتماعي، وداخل المعامل الآيديولوجية للتنظيمات المتطرفة، التي لا تنفك تُجدد ترسانتها تبعاً لمصالحها التنظيمية الضيقة، مستعملةً في ذلك كل ما يقع تحت قبضتها من نصوص شرعية، تعمل على تطويعها لتُقَوِّلها ما يناسب أهدافها، ومن معطيات الواقع السياسي، الذي تتخذه مادة خاماً لبناء خطاب تضليلي، كثيراً ما يسبب ضبابية أمام العقول غير المحصنة ضد ألاعيبه الماكرة، وهذا يدفعنا لنطرح بشكل مباشر السؤال التالي: ما الذي يجعل عالم دين في إطار مؤسسات رسمية يستعمل نفس النصوص والأسانيد الشرعية، يقدّم دورا

فوضوية الوباء واستراتيجية البقاء

لا تتوقف أحداث المشهد السياسي الدولي الحالي عن التسارع والتغير، بحيث يصعب متابعة كل تفاصيله وأبعاده، ولهذا نلجأ في الغالب إلى اختيار ما نراه أَولى بالمتابعة، ونحن في هذا السياق متباينون من حيث الاهتمام، والأولويات التي تنظم علاقتنا بالأحداث.

المتطرفون يُصنعون ولا يُولدون

المتطرفون هم نتاج عمليات سيكولوجية ومادية عميقة تُشكّل كينونتهم العقديّة والنفسيّة مفاهيم أُحاديّة متشددة رافضة للسياق المجتمعي، أو للنسق الإنساني الفطري القائم على التعايش والاعتدال، هذه العمليات السيكولوجية والمادية العميقة تدفع بهم نحو تشكيل جماعات وتنظيمات تتشابه وتتشابك في أهدافها حدّ الانتقام من المجتمعات أو الهيئات المستهدفة، مُستخدمين في ذلك جملة من السُبل والتقنيات والاستراتيجيات لإنجاح أهدافهم، وسيان في ذلك إن كان تطرفهم دينياً أو اجتماعياً. مثل هذا النوع من الانحراف يتطلب قادة يتشكّلون بأجندات إقصائيّة ويشرعنون لهذا الانحراف بطرقٍ كثيرة؛ كصناعة دلالة دينية جديدة للنص المقدس، أو الأخ