حسن الصفار

تعزيز التسامح الديني

عانت مجتمعاتنا لزمن طويل من وجود تيارات تعصبية متشددة، تدعي احتكار الحقيقة الدينية، وتمارس وصايتها على الناس، وتسعى لإلغاء وإقصاء من خالفها. وتنطلق هذه التوجهات من سوء فهم للدين، أو سوء استغلال لعنوانه من أجل الهيمنة والتسلط على الآخرين. وقد عرقلت هذه التوجهات مسيرة التنمية في مجتمعاتنا، وكرّست حالة التخلف، بالتحفظ تجاه كل جديد، ومخالفة أي تطوير، والتشكيك في أي انفتاح على معطيات العلم وتجارب الحياة. فقد حرّموا التعليم، خاصة تعليم البنات، وقاوموا أي مشاركة للمرأة في مجالات الحياة العامة، وحرّموا التصوير والابتعاث للدراسة في الخارج، ووسائل الإعلام كالتلفزيون وكل ألوان الفن والترفيه، بل حتى بعض و

مجتمعاتنا وما يصرفها عن إنتاج العلم

جاء التصميم الإلهي لخلق الإنسان بالشكل الذي يؤهله للقيام بوظيفته ودوره في هذا الكون، فقد خلقه الله تعالى لإعمار الأرض، كما تقول الآية الكريمة:«هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، أي أراد منكم عمارتها. وقد منح الله تعالى الإنسان ما يؤهله لذلك وهي القدرات العقلية، كالتفكير والملاحظة والاستنتاج، والقدرات النفسية كالإرادة والطموح والتحمّل. ويحرك الإنسانَ لتفعيل قدراته عاملان: عامل الحاجة والتحدي للظروف الطبيعية التي يواجهها في هذه الحياة، وعامل الفضول الذي أودعه الله في أعماقه ليتساءل عما حوله، ويبحث عما وراء الظواهر التي يشاهدها في عالم الوجود. هذا الفضول أو الرغبة في المعر