لم تتعود الرياض أن تنام مبكراً، قرية صغيرة... فالمدينة التي تعودت أن ترتدي فستان فرح من نور، وترقص في مواسمها الفاتنة، وترسل ألعابها النارية، وتفتح دور السينما، ويرى الناس بعضهم في الأماكن العامة، في «البوليفارد»، «رياض بارك»... عاد سكانها وبإرادتهم إلى منازلهم، وسجنوا أنفسهم فيها، متسلحين بالمنظفات والمطهرات والمعقمات. كنت أفكر كيف أصبحت الرياض خضراء تماماً في «غوغل مابس». لم تعد ألوان الأحمر والبرتقالي ظاهرة في شبكة عاصمة ضخمة. ملايين السيارات اختبأت في كراجاتها، فلم يعد الطريق من بيتي أقصى شمالها إلى الوزارة بحي الوزارات يحتاج إلى ساعة، وإنما 20 دقيقة كافية لقطع 30 كيلومتراً.