نيك ميروف
تنعم بعض الأماكن بموقعها الجغرافي؛ بالميناء العميق، أو النهر العظيم، أو الموارد الطبيعية الوفيرة. وهناك أماكن أيضا يعتبر موقعها الجغرافي أكثر من لعنة. وفي ظل غياب أي سمة مميزة أو غرض اقتصادي، تبدو وكأنها بقع فارغة، تستلزم مخططات ضخمة، وطموحات بالغة. وتعد جزيرة خوفينتود الكوبية - أو جزيرة الشباب - من تلك الأماكن. وفي زاوية أخرى يائسة من كوبا، أشعل دفء العلاقات بين واشنطن وهافانا مؤخرا الآمال في مزيد من السياح والاستثمار. وهنا، يتعلم الكوبيون من خليج غوانتانامو - الذي يعد جزءا من الولايات المتحدة – عدم رفع سقف توقعاتهم. تعتبر الجزيرة مأوى للأفكار الكبيرة.
إذا وضعت الحكومة الكولومبية وأكبر جماعة متمردة في البلاد اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام تاريخي خلال الأشهر المقبلة، فإن ذلك من شأنه الشروع في عملية معقدة وعسيرة، إذ يعتبر التحدي الأكثر إلحاحا للحكومة هو كيفية إقناع أكثر من 6 آلاف مقاتل مدجج بالسلاح بالنزول من أعلى الجبال، وتسليم أسلحتهم، وبدء حياة جديدة كمدنيين ملتزمين بالقانون. أما ثمن فشل هذه الخطوة فسيكون غاليا، على اعتبار أن الكثير من المقاتلين التابعين للقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) يخوضون حربا منذ صغرهم، ولم يتعلم بعضهم أبدا القراءة أو الكتابة، وسوف تجعلهم تجربتهم السابقة مجندين محتملين لتجار وأباطرة المخدرات والعصابات الإجرامي
أعلنت منظمة العفو الدولية أن السلطات الكوبية أفرجت بشكل مفاجئ عن فنان رسوم غرافيتي، وذلك بعد مرور 10 أشهر قضاها خلف القضبان، وبعد أن حث أوباما القادة الكوبيين على تبني إصلاحات ديمقراطية، وتوسيع مساحة التسامح مع المعارضة، ويقول إنه أمر جوهري لحشد الدعم في الكونغرس من أجل إنهاء العقوبات التجارية الأميركية التي فرضتها إدارة كيندي قبل 55 عامًا. وألقي القبض على دانيلو مالدونادو، المعروف بلقب «إل سيكستو»، في 25 من ديسمبر (كانون الأول) من العام المضي الماضي، عندما كان يستقل سيارة أجرة في طريقه إلى معرض فني، وبعد أن فتش عملاء الأمن الكوبيون صندوق السيارة عثروا بداخله على خنزيرين حيين مدهونين بألوان صا
لا يوجد أدنى شك في أن 50 عاما من العقوبات الاقتصادية الأميركية ألحقت أضرارا جسيمة بالمصانع والنظام المصرفي والمستشفيات في كوبا. أما بالنسبة لعشاق التلفزيون والأفلام الأميركية في كوبا، فكانت العقوبات بمثابة لعنة كبيرة قد أصابتهم. وعند قراءة صفحة الدليل التلفزيوني في صحيفة «غرانما»، الناطقة الرسمية باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، ترى قائمة بالمسلسلات التي تعاد إذاعتها بعد الظهيرة، مثل: «القضية الباردة»، و«مثبوسترس»، وحتى «ساينفيلد».
«سوبر ميركادو» هو واحد من أكبر مراكز تسوق التجزئة، التي تديرها الدولة في هافانا، ويعد بديل «تارغت» أو «وول مارت» تقدمه الحكومة الشيوعية، والذي تم إنشاؤه ليكون مركز تسوق متكاملا. ومن المحتمل أن يكون مصممو ذلك المركز أمام عملاء يحملون قائمة تسوق طويلة سبعة أماكن على الأقل يجب عليهم الانتظار في صفوف أمامها: صف من أجل الحصول على الزبد، وآخر من أجل الحصول على زيت طهي، وآخر للحصول على معجون الأسنان، وهكذا دواليك. وسأل رجل: «هل أنت آخر شخص يقف في الصف؟» وذلك بعد أن وصل إلى نهاية صف يتحرك ببطء من أجل الحصول على الجبن.
منذ عودتهم لهافانا الشهر الماضي بعد قضائهم 16 عاما في أحد السجون الفيدرالية الأميركية، أصبح الأعضاء الثلاثة المتبقون من شبكة التجسس المعروفة باسم «الكوبيون الخمسة» من الضيوف المتكررين على شاشات التلفزيون الرسمي. وأينما ذهبوا، سواء كانوا في زيارة لجامعات أو يحضرون حفلات أقيمت على شرفهم، يجري الاحتفاء بهم باعتبارهم «أبطال الجمهورية». والملاحظ أن الثلاثة يتحدثون بثقة وصراحة غير معهودة في المسؤولين الشيوعيين من جيلهم الذين نادرا ما ينحرفون عن النص المحدد لهم أو يبدون أي عاطفة أو انفعال.
بعد أكثر من عقدين من الحرب الباردة التي دعمت خلالها الولايات المتحدة الأنظمة المناهضة للشيوعية وروجت لسياسات السوق الحر في أميركا اللاتينية، اختفت الحكومات المحافظة بشكل فعلي من المنطقة. كان التحول باتجاه اليسار جاريا منذ بداية الألفية، لكن السنوات الأخيرة شهدت ميل المحور السياسي لنصف الكرة بشكل أكبر، إذ تكرر فوز المرشحين الذين قطعوا وعودا بمزيد من الإنفاق على البرامج الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة في الانتخابات واحدة تلو الأخرى.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
