مريم مشتاوي
كلمة الفرنكفونية، حسب التعريف عنها السائد في المصادر العربية، تعني البلاد والأفراد الناطقين باللغة الفرنسية. وكان الجغرافي أونوزيم ريكلوس أول من تناول هذا التعبير في سنة 1880. لكن هذه الكلمة أخذت مع مرور الوقت مفهوما آخر، وأصبحت تدل على المستعمرات الفرنسية القديمة الناطقة كليا أو جزئيا باللغة الفرنسية. وعندما نتحدث عن الفرنكفونية فإن أول سؤال يراود أذهاننا: لم اختار كُتّاب عرب الكتابة بلغة غير لغتهم الأم؟
«طابق 99» للروائية اللبنانية جنى فواز الحسن الصادرة عن دار منشورات «الاختلاف»، التي نجحت في الوصول للقائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية هي الرواية الثالثة بعد روايتها الأولى «رغبات محرمة» والثانية «أنا وهي والأخريات»، التي سبق لها أن دخلت القائمة القصيرة أيضا. وهي الرواية التي تعتبرها الكاتبة روايتها الأولى الحقيقية. تحاول جنى الحسن من خلال روايتها «طابق 99» تسليط الضوء على الحقبة السياسية الممتدة بين 1982 حتى سنة 2000 من خلال قصة حب تدور بين الشاب الفلسطيني «ماجد» والشابة التي تنتمي إلى اليمين المسيحي «هيلدا»، وكأنها تصور من خلال عجز ماجد الجسدي عجز الوطن بكامله..
* 1 - لِمَ أحبك؟ * حين يتدفق الليل من أفواه البحار يردد اسمك على مسامع الريح فتهبط آيات الحب كلها وتتجلى سورة الفراق وتضحك القناديل برهة ثم تبكي على كتف الطرقات لمَ أحبك؟ ألأنك الإلهام ونقيضه أو لأنك تلك القصيدة الأقرب إلى السماء؟ أو لأنك نقطة في الكون مني لا طريق إليها أو منها.. لمَ أحبك؟ ألأنك قدّمتني قرباناً للعشب وأعلنت إنسانيتي على يديك ومت وأنا ألفظ شهادتي لا حبيب إلا أنت لم أحبك؟ ألأنك أضأت الفجر من صخوري؟ ورحلت مع أول برعم يتفتح من رحم القسوة... لمَ رحلت... لمَ؟ * ٢ - المعبد * نمت.. بدأ الحلم كنت أمشي خائفة أن تخونني رجلاي في تلك الرحلة، رحلة المجوس، ركعت..
تتطرق روعة يونس القاصة السورية في مجموعتها القصصية «أعلى من السماء» إلى مواضيع شتى، منها: النخوة وعذاب المواطن الفلسطيني والوجع والفقدان والحب. ويمكننا تقسيم مجموعتها إلى قسمين: القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا. أما بالنسبة للقصص القصيرة فقد نجحت بشكل ملحوظ في القسم الأول والثاني من قصة «تمثال حلب» في عرضها لمعظم الأحداث والتصاعد الدرامي، ومن حيث خصوبة خيالها والإيحاءات التي تعكسها الشخصيات الأساسية في القصة.
«أوراق من يوميات حوذي» هي مجموعة قصصية لرحمن خضير، ولكن بعد قراءتها يمكننا القول إنها توحي برواية جميلة مقسمة إلى عدة محطات أو عدة قصص من حياة بطل واحد! وكأن هناك خطا بيانيا واحدا ينطلق من القصة الأولى حتى القصة الأخيرة.. خطا واحدا يطرح وجع الوطن ومرارة الغربة وخوف الشعوب ورفضها ذلك الغريب القادم إلى بلادهم هربا من الموت سعيا وراء استمرارية الحياة.. هذا الرفض الذي جسده بيت لسعدي يوسف استشهد به كاتبنا في قصته: أمام الوجوه الشريدة لا يفتح الناس أبوابهم يعكس الكاتب في قصصه صراع المغترب للحصول على لقمة العيش، فيعمل البطل في قصة أستاذا، وفي ثانية رساما كاريكاتوريا، وفي أخرى سائق تاكسي.
تظهر عبير سليمان في ديوانها الأول «رسالة من بيدق ميت» مقدرة في ابتكار الصور الخيالية الجميلة التي لا يتوقعها القارئ. فتدهشه بخصوبة مخيلتها. على سبيل المثال تبدأ ديوانها بقصيدة بعنوان: «صورة عائلية» ولكن من عائلة المتكلمة في القصيدة؟ هنا تكمن المفاجأة.. فنحن أمام 3 شخصيات هن: المضيافة والعاشقة والخرساء. وكلهن يعشن في جسد واحد.. لكل منهن دورها في المحافظة على الاعتدال والانسجام في شخصية الشاعرة..
تعرض الروائية والقاصة العراقية هدية حسين في كتابها «إحساس مختلف» مجموعة من المواضيع كالموت، والفراق، والشيخوخة، والألم، والخذلان، وعنجهية السلطة، والاغتراب، والاغتصاب، والمعتقل، والظلم، والحروب، والصراعات الإنسانية الداخلية للمرأة، والخوف من المجهول، تعرضها كلها في قصص قصيرة أقل ما يمكن القول عنها إنها ناجحة في دلالاتها التي تتجاوز فضاء القصة القصيرة، بلقطاتها الحياتية الصغيرة المحملة بأبعاد كبيرة، يمكن حتى أن تتسع إلى فضاء روائي؛ مما يذكرنا ببعض قصص الكاتب الروسي أنطون تشيخوف. إنها تشدنا أيضا بأسلوبها الوصفي الشاعري، ساحبة القارئ إلى أجوائها الرحيبة من خلال عنصر المفاجأة الذي يأخذ بأنفاسنا في
في مجموعته الجديدة «لا أستطيع الانتظار»، (الدار العربية للدراسات والنشر»، وهي مجموعته الثالثة بعد» قصائد سقطت سهوا» و» طلب اللجوء», يظهر غياث المدهون في كتابه «لا أستطيع الحضور» قدرة جميلة على كتابة نصوص نثرية محملة بالنفحات الشعرية والوصف الدقيق للحالة النفسية التي يعيشها، ونزاعاتها الداخلية مع الموت، والحرب، والهجرة: «لقد بعت أيامي البيضاء في السوق السوداء واشتريت منزلا يطل على الحرب». إنها إطلالة رائعة لدرجة أنني لم أقاوم إغراءها، أو كما في قوله: «فانحرفت قصيدتي عن تعاليم الشيخ واتهمني أصدقائي بالعزلة وضعت كحلا على عيني فازدادت عروبتي وشربت حليب الناقة في الحلم فصحوت شاعرا». ومع ذلك، لا يمك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة