في أوائل عام 2011. بدايات ما اصطلح على تسميته بـ«الربيع العربي»، كان سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، يعقد مؤتمرا صحافيا في جدة، غرب السعودية. ويصرح بـ«أن من يشير بإصبعه تجاه السعودية سنقطعها له». كان الفيصل يجيب عن سؤال حول احتمالية وجود تدخلات خارجية لزعزعة استقرار البلاد كما هي مؤشرات الحال في طلائع دول «الربيع العربي»، آن ذاك. كان «البيت السياسي» في الرياض، يوجه رسالة لا مواربة فيها إلى أن «عملاق الصحراء» السياسي والاقتصادي لن يتوانى عن استخدام ثقله، لخلق التوازن الإقليمي مقابل هذا الزلزال الذي يهدد الجغرافيا والأمن الوطني.
بخلفية سينمائية، يمتزج فيها لون الأفق الأزرق الباهت بحد أفق آخر من الأرض الجرداء، يبدأ فيديو «داعش» الأحدث على مستوى الإنتاج المصور للتنظيم، والأكثر حداثة على مستوى محتوى الصورة من كثافة الرمزيات التي حواها التسجيل الذي يستمر لمدة 3 دقائق. يلفت النظر في المقطع المصور، اعتماده تقنيات سينمائية ليس لتحسين الصورة فحسب، بل لتعميق المحتوى «الرسالي» في صورة كثيفة الترميزات المتلاحقة، مع خلفيات صوتية تختلط باحترافية، تميل للمدرسة «الواقعية». تتداخل في الفيديو أصوات رياح آتية من بعيد مع صوت احتكاك «سكاكين الذبح» مع بعضها حين يخرجها مقاتلو «داعش» من الصندوق استعدادا لنحر الرهائن، مع خلفية خطابية ذات مض
أعادت حادثة مقتل الأميركية في أبوظبي أخيرا، على يد المنتقبة الإماراتية، الاهتمام بظاهرة استقطاب النساء للأعمال الإرهابية. وكانت وزارة الداخلية الإماراتية قبضت على المشتبه بها.
ينتهي الكثير من حكايات المشهد السياسي - الثقافي في السعودية، كنهاية قصة «ريما الجريش»، منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، والقصة لمن لا يعرفها، هي أن «ريما الجريش» قدمت في الفضاء الحقوقي العام السعودي كـ«ناشطة حقوقية»، كونها عضوا فيما عرف باسم جمعية «حسم للحقوق المدنية والسياسية». الجريش انتهت في مرابع «داعش»، مرورا بتنظيم القاعدة في اليمن، هذه التنظيمات الإرهابية التي باتت تنمو بعد موجة «الربيع العربي»، كما ينمو العشب في الخرائب. ولكن تحت أي غطاء تسرب منظرو «داعش» و«القاعدة» و«الإخوان المسلمين»، وغيرها من حركات «الإسلام السياسي» المتطرف إلى المشهد السعودي؟
أصدرت مجموعة من نخب ومثفي المنطقة الشرقية و خصت به «الشرق الأوسط» تحت عنوان «سعوديون بلا أقواس»، قدمت في مطلعه عزاءها لـ«شهداء الوطن» من المواطنين ورجال الأمن الذين اغتالهم إرهابيون خارجون عن القانون في الأحساء مؤخرا. ونص البيان على: «لشهداء الوطن الرحمة ولذويهم عون من الله على الصبر والسلوان، وعظم الله أجورنا جميعا في الشهداء الذين قضوا نتيجة الاعتداء الإرهابي الآثم الذي وقع على قرية الدالوة الوادعة الآمنة في محافظة الأحساء الحبيبة، ورجال الأمن الذين قضوا وهم يؤدون واجبهم المقدس في حماية أمن الوطن وملاحقة أعدائه الذين أرادوه بسوء». وزاد الموقعون: «إن ما حدث في قرية الدالوة هو اعتداء سافر على
أعادت الأحداث المتناثرة من الشغب والاعتداءات المسلحة في قرية العوامية شرق السعودية أخيرا، «الإسلام السياسي الشيعي» إلى واجهة المشهد المحلي، بعد الحكم القضائي الصادر على الواعظ الحركي المعمم نمر النمر، والقاضي بالإعدام بسبب تُهم وجهت له تمس الأمن القومي السعودي، وهو الذي قُبض عليه بعد مقاومة مسلحة لرجال الأمن. عمليات الشغب في بعض قرى المنطقة الشرقية، في السنوات الثلاث الأخيرة، عمر الربيع العربي، كانت انعكاس ظل لافتعال حالات الانفلات الأمني وصعود القوى الأصولية في المنطقة، من «إخوان مسلمين» وجماعات العنف الدينية المسلحة، سنية وشيعية.
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الدامية، التي صدمت العالم، كانت الرياض مع المجتمع الدولي بقيادة أميركا، أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين في الحرب على التطرف والإرهاب حول العالم. كان دورا توجبه مسؤوليتها الأخلاقية تجاه الأمن الإقليمي للمنطقة استنادا إلى وزنها الديني والسياسي والاقتصادي. بعد لحظة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الدامية، التي صدمت العالم، كانت الرياض مع المجتمع الدولي بقيادة أميركا، أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين في الحرب على التطرف والإرهاب حول العالم.
في إحدى ليالي أواخر شهر يوليو (تموز) لعام 2012 كان كثير من المشاهدين أمام الشاشات يتحفزون لإعلان نتيجة السباق الانتخابي بين د. محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، فيما كانت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالتسريبات المرجحة لكفة أحد المتنافسين. كان السؤال الأكبر، هل حقا سيخرج «الإخوان المسلمون» إلى الضوء؟ كانت «البؤر» الإخوانية على امتداد العالم العربي تتحين لحظة الانتصار للجماعة الأم، لتتفجر بدورها في دول الفروع. وكان لهم ذلك. علا صوت «إخوان» الفروع في كل مكان، في الكويت انخرطوا في مظاهرات بتحالفات تشبه إلى حد كبير تحالفات الجماعة الأم في القاهرة.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة