عواد ناصر

عواد ناصر
ثقافة وفنون ولادة شعب من المشوهين من أب مشوّه

ولادة شعب من المشوهين من أب مشوّه

في زمن التشوّه والمشوهين تنطلي اللعبة، مهما كانت غير معقولة، على أكثر العقول.

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون الحرب لا تزال مندلعة يا إخوتي الجنود

الحرب لا تزال مندلعة يا إخوتي الجنود

بينما تتدافع مناكب كثير من الشعراء بحثًا عن مكان أو مكانة، أو نشدانًا لمجد ما، مهما كان لا مرئيًا، ثمة أحد ما يكتب القصة القصيرة، هذا الفن المهمش، الذي لا يقربه أحد، المختنق بين الشعر والرواية، اليوم، وأحسب أن من يتجنب الاقتراب من هذا الفن على حق، فهو من أصعب الفنون صناعة وأداء. تجمع القصة القصيرة أكثر أشكال الفن والتدوين والتوثيق والسينما والرسم، بل الشعر حتى، لو تهيأت لكاتبها تلك القدرة على الاستفادة من الفنون كلها، حتى لإنجاز ومضة سردية، ربما تغني عن رواية تتيح لكاتبها التداعي والاسترسال فوق مساحات عريضة من الورق. لكن ما الذي نجده لدى العراقي محمد علوان جبر في مجموعته القصصية الجديدة «تراتي

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون مرثية دولة في حال موت سريري

مرثية دولة في حال موت سريري

صورة العراق، الأمس واليوم، رسمها ويرسمها المتصارعون على السلطة والمال والنفوذ، بشراهة سياسيين لا يشبعون، جمعتهم إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، قبيل احتلال العراق عام 2003، من شوارع المنافي، كما قال بول بريمر الحاكم المدني التنفيذي لسلطة الاحتلال في مذكراته، وأضاف: «لم نجد شخصية عراقية أمينة ووطنية تحكم العراق ما بعد 2003». عند تلك اللحظة المرتبكة، بُعيد سقوط نظام صدام حسين، بدأت مأساة جديدة، أكثر قسوة ومرارة على العراقيين؛ إذ إن بناء نظام سياسي جديد أشد صعوبة بكثير من إسقاط نظام سابق لم يدافع عنه حتى بعض أقرب مقربيه. يقدم الكاتب كتابه بأنه «يضم مقالات كتبت بعد 2003 في صحف ومواقع إلكترو

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون شعرية الطفولة وألعابها الخطرة

شعرية الطفولة وألعابها الخطرة

في مجموعتها الشعرية «شهقة ضوء»، تلعب الشاعرة السورية الشابة بسمة شيخو (كردية مواليد دمشق 1986) بخيال خصب، وتعيد ألعابها إلى مكانها الصحيح، لتعود إليها تفككها، وتعيد إليها علاقات ليس من نسيجها المألوف، إذ عدا تحطيم النسيج ثمة وعي تشكيلي يقارب حكمة اليافعين، لتبدو مثل طفلة لبست حذاء أمها، لكنها لا تثير الضحك، بل تحيل الضيوف إلى تلك الحرية التي يفتقدونها. الشاعرة الشابة التي تقيم في «دمشق الحرائق» لم تفقد رباطة جأشها، إزاء ما يحدث من دم وعظام وهجرات، ولم تتخل عن إرادتها في كتابة قصيدة جديدة تقاوم بها أسمال الحرب وأنتيك اللغة القديمة في سوق الوراقين النجوم. «الإنسان اللاعب» مفهوم قديم طرح منذ القر

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون لغة سوداء تتصاعد من حرائق الوطن.. وسيارة إسعاف لا تنقذ أحدًا

لغة سوداء تتصاعد من حرائق الوطن.. وسيارة إسعاف لا تنقذ أحدًا

«نزهة بحزام ناسف»، مجموعة شعرية لكاظم خنجر؛ حيث «يتنزه» في محاولة لغوية للإنكار.. إنه لا يتنزه؛ بل يصرخ من قلب فوهة سلاح حربي وهو يحدق بالجثث.

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون عقل بسعة السماء لخلق قطعة صغيرة من الشعر

عقل بسعة السماء لخلق قطعة صغيرة من الشعر

بصدور كتاب ترجمه الشاعر العراقي سلام دواي بعنوان «عكاز تحت ضوء القمر»، ضم باقة من الهايكو الياباني، انتابني فضول شعري من نوع خاص عندما قرأت خبر صدور هذا الكتاب بسبب بعض الشعراء الذين جعلوا منه مطيّة جديدة لسياحة شعرية عجولة واستعراضا عضليا لركوب موجة، فجاءت محاولاتهم فجة وتقليدًا خارجيا، تفتقد ذلك الدفق الروحي العميق، حيث كل تقليد تشويه للأصل. «الهايكو» هو الوجه الشعري للظاهرة اليابانية وإحدى تجارب الفن الشرقي شعرًا، وقد تناثرت ترجماته في أوراقنا العربية منذ سنوات قليلة، وهو التجربة الشعرية الأكثر غنى وحيوية بين تجارب الشعر العالمي والأقرب إلينا، نحن العرب، روحيًا وجغرافيًا وتاريخيًا، من بقية

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون بغداد المفخخة.. عندما ينام الغريبان في سرير واحد

بغداد المفخخة.. عندما ينام الغريبان في سرير واحد

نحن أمام شاعر ماكر يضع فخاخه المفاجئة على سطوره لكي يوقع بقارئه لا في هاوية أو متاهة، بل ليضعه عند ما يسبب هذا الوجع ويحذره من مغبة أحلامه حتى ليفضح، بين ما يفضح، إحدى الأكاذيب الشائعة: حب الوطن! رغم أنني أعرف السيرة الشعرية لحميد قاسم لكنني اقتربت منه أكثر عند قراءة هذه المجموعة الشعرية (110 صفحات) التي ردمت القطيعة (الشعرية) بيننا قرابة الأربعين عامًا، لسبب معروف: هجراتنا المتعددة والمتباعدة وحروب ساساتنا واضطراب بلداننا وعدم وصول ما نكتب إلى بعضنا بعضًا، حتى بوجود وسائل الاتصال الحديثة بعد 2003 في العراق..

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون ضمير متكلم في مغامرة لغوية تكسر النمطي

ضمير متكلم في مغامرة لغوية تكسر النمطي

كل نص شعري، اليوم، يمثل اختراقًا، حتى لو كان غير مرئي، مثل شهاب خجول في سماء ثقافتنا العربية المشغولة بكل شيء عدا الشعر. كتابة نص شعري حالة كفاح شاق يخوضها الشاعر ليعلن عن وجوده رافعًا لافتة صغيرة تحمل دعواه: أيها العالم كن أقل قسوة! ولما كان شعرنا العربي، اليوم، ساحة كلام مفتوحة على الفوضى الشاملة، وسط جزر متناثرة، مغلقة على نفسها ثقافيا ومعرفيًا، يسوطها إعلام نشيط لكنه مريب، فالتقاط المختلف من الشعر يمثل لقية نادرة وسط أكوام القش.

عواد ناصر (لندن)