حسام عيتاني
قلبت الحرب الروسية على أوكرانيا المشهد الانتخابي في هنغاريا رأساً على عقب. فبعد أن كان الموضوع الرئيس في حملات الأحزاب المتنافسة هو سياسات رئيس الوزراء فيكتور أوربان والاستفتاء الذي سيُجرى يوم الاقتراع حول إدخال حقوق المثليين في المنهج الدراسي، احتلت أوكرانيا وما فرضته حربها من تساؤلات حول المستقبل والعلاقة مع روسيا والغرب الحيز الأكبر من النقاش. الانتخابات التشريعية الهنغارية في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل التي يأمل أوربان أن توفر له فترة رابعة من رئاسة الوزراء، هي الاستحقاق السياسي الكبير الأول بعد اندلاع القتال في أوكرانيا المجاورة.
ذكرت قناة «روسيا اليوم» عبر صفحتها على منصة «تليغرام» أن مارينا أوفسيانيكوفا قد تواجه عقوبة السجن لخمسة عشر عاماً بسبب «إدانتها لاستخدام القوات المسلحة الروسية» وفق القوانين الجديدة التي تحظر نشر الأخبار الكاذبة. وفي وقت لاحق نقلت القناة ذاتها عن صحيفة «نوفايا غازيتا» أن مدة العقوبة غير صحيحة وأن تهمة «التجمع غير المرخص» قد وجهت إلى أوفسيانيكوفا التي قد تمضي في السجن عشرة أيام وتدفع غرامة تصل إلى 30 ألف روبل (نحو 246 يورو). وكانت أوفسيانيكوفا العاملة في القناة الأولى للتلفزيون الروسي قد ظهرت فجأة وراء مذيعة الفترة الإخبارية المسائية حاملة لافتة كتب عليها بالإنجليزية: «لا للحرب»، و«الروس ضد الح
يدور همس بين الخبراء الغربيين في السياسة الروسية، أن الرئيس فلاديمير بوتين، سيضغط زر إطلاق الأسلحة النووية إذا شعر أنه يقترب من هزيمة محققة في أوكرانيا. ورغم أن الحرب الحالية والأزمة السابقة عليها توفران الشواهد الكافية للاعتقاد أن حصر ما يجري هناك بمخاوف موسكو من تمدد حلف شمال الأطلسي وتهديده الأمن الروسي، لا تكفي لوضع هذا التطور العالمي في سياقه السليم. ذاك أن المسألة لا ترتبط بالسلامة العقلية لبوتين، أو بمستوى التضليل الذي تمارسه وسائل الدعاية التابعة له ضد الجمهور الروسي ذاته.
يدور همس بين الخبراء الغربيين في السياسة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين سيضغط زر إطلاق الأسلحة النووية إذا شعر أنه يقترب من هزيمة محققة في أوكرانيا. ورغم أن الحرب الحالية والأزمة السابقة عليها توفران الشواهد الكافية للاعتقاد أن حصر ما يجري هناك بمخاوف موسكو من تمدد حلف شمالي الأطلسي وتهديده الأمن الروسي، لا تكفي لوضع هذا التطور العالمي في سياقه السليم. ذاك أن المسألة لا ترتبط بالسلامة العقلية لبوتين أو بمستوى التضليل الذي تمارسه وسائل الدعاية التابعة له ضد الجمهور الروسي ذاته.
على تلة تشرف على نهر دنيبر، تنبأ القديس أندراوس الرسول في القرن الميلادي الأول، أن مدينة عظيمة ستُبنى في تلك البقعة. بعد أربعمائة سنة تقريباً، قرر ثلاثة أشقاء مع أختهم بناء قرية وسوق على سفح التلة عينها. سُمَيت القرية على اسم واحد من الأشقاء «كي» لتُصبح كييف. أظهرت الأعوام أن موقع القرية يؤهلها لتتطور إلى مركز تجاري وملاحي يصل نهر الدنيبر ببحر آزوف جنوباً ومنه إلى القسطنطينية، العاصمة البيزنطية المزدهرة، وشمالاً إلى مدينة فلاديمير وغيرها من الحواضر. كما تنطلق من كييف طرقات تصل إلى القوقاز ثم الدولة العباسية أو تتجه شرقاً إلى مملكة الخزر على بحر قزوين.
على تلة تشرف على نهر دنيبر، تنبأ القديس اندراوس الرسول في القرن الميلادي الأول، أن مدينة عظيمة ستُبنى في تلك البقعة. بعد أربعمائة سنة تقريباً، قرر ثلاثة أشقاء مع أختهم بناء قرية وسوق على سفح التلة عينها. سُمَيت القرية على اسم واحد من الأشقاء «كي» لتُصبح كييف. أظهرت الأعوام أن موقع القرية يؤهلها لتتطور إلى مركز تجاري وملاحي يصل نهر الدنيبر ببحر آزوف جنوباً ومنه إلى القسطنيطنية، العاصمة البيزنطية المزدهرة، وشمالاً إلى مدينة فلاديمير وغيرها من الحواضر. كما تنطلق من كييف طرقات تصل إلى القوقاز ثم الدولة العباسية أو تتجه شرقاً إلى مملكة الخزر على بحر قزوين.
سعة العمليات الحربية الروسية من خاركيف في الشمال الشرقي إلى أوديسا في الجنوب الغربي لأوكرانيا وتعدد محاور تقدم القوات والمستويات والساحات المتعددة للصراع، من المسلح إلى السيبراني، تقول إن الهجوم الروسي لن يقف قبل تحقيق هدف سياسي كبير لن يكون أقل من إسقاط الحكومة القائمة في كييف. مجريات اليوم الأول تشير إلى السهولة النسبية في تحقيق التقدم الروسي. وفي الوقت الذي ستفرض فيه موسكو رقابة مشددة على أرقام خسائرها وتحركات جنودها، تشير المعطيات المتوفرة إلى أن المقاومة التي يبديها الجيش الأوكراني محدودة ولم تؤد إلى وقف الاجتياح سوى في نقاط قليلة.
هل تبدأ من أوكرانيا الحرب الباردة الثانية؟ بكلمات ثانية، هل تؤسس الأمة الحالية لانقسام عالمي جديد تمتد الصراعات التي يُطلقها من ميادين الجيو - سياسة إلى الاقتصاد والثقافة والآيديولوجيا على غرار الحرب الباردة الأولى؟ مسار الأحداث واستعصاء الوصول إلى حلول وسط يعطيان الانطباع أن أوكرانيا سواء تعرضت لغزو روسي أو أفلحت الجهود الدبلوماسية في إثناء الكرملين عن الإقدام على هذه المغامرة، فإن هذا البلد سيكون ساحة مواجهة كبيرة بين طرفي الحرب الباردة التي ترتسم معالمها.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة