أنور مشاعل
"أم عبدو" فتاة سورية يافعة تزوجت وأصبحت أماً لطفل رضيع عمره سنة وثلاثة أشهر. هي فتاة صغيرة تتحمّل مسؤولية الأمومة وأعباءها. تضع ألعابها والعاب طفلها في خيمتها الكائنة في مخيم للاجئين السوريين في مدينة غازي عنتاب التركية. تقول أم عبدو - 16 عاماً - لـ "الشرق الأوسط أونلاين": "عندما دخلت الأراضي التركية كان عمري 11 عاما، لم أكن أعرف ماذا يحدث من حولي، وكل ما كنت أفكر فيه هو أنني نسيت قسماً كبيراً من ألعابي في البيت ولم أحملها معي. لا أستطيع وصف المعاناة التي عشناها وتحملنا خلالها الكثير من المتاعب في مرحلة اللجوء، من جوع وعطش وبرد في الشتاء وحرارة شديدة في الصيف...
جالسة تحاكي الصمت في سكونه، تتعلق بأمل ما زال صغيرا لا يقوى على مساعدتها، في مخيلتها ذكريات قديمة تعيش على ما فيه من صور، لا تريد مسح الغبار عنها متأثرة على ما أصابها من ألم شاكيةً ً بثها وحزنها الى الله.
أفرزت الحرب الدائرة في سوريا أزمات كثيرة، وخلقت كوارث اجتماعية لا يمكن معالجتها في المستقبل القريب، ليكون الأطفال الصغار الذين تركوا المدرسة وابتعدوا عن التعليم واتجهوا إلى سوق العمل بين ضحايا هذه الحرب.
يعاني العاملون السوريون في تركيا من عقبات كثيرة، تجعلهم يتطلعون إلى زيادة في إمكانياتهم المادية وتقديم خدمات تساعدهم على الاستمرار في عملهم، مثل التأمين الصحي والإجازات وغيرها من الحقوق، رغم أن هذه المطالب قد تكون بعيدة عنهم لأنهم لاجئون ويعملون من دون تصريح عمل، علما بأن نسبة هؤلاء العمال تصل إلى ما يقرب من 10 في المائة وينتشرون في كل الولايات التركية دون استثناء. يقول عبد الباسط محمد، وهو عامل في مصنع للخيوط في غازي عنتاب، إن أغلب العمال السوريين في المدينة الصناعية في مدينة غازي عنتاب يعملون في مصانع الخيوط بأنواعها، أما الباقي فيعمل في المجالات التي لا تحتاج لخبرة كبيرة ويكون العمل فيها بش
أجبرت الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات كثيرا من السوريين على ترك بيوتهم ومناطقهم واللجوء إلى مناطق أكثر أمانا سواء في داخل سوريا أو خارجها بحثاً عن مأوى لهم ولأطفالهم الصغار، فمنهم من نجا بعائلته ومنهم من تعرض لإصابة في جسده، أو فقد عزيزا على قلبه، أو ما زال يعاني من مرض مستمر. صلاح حسن أحمد من أبناء مدينة البوكمال شرق سوريا يروي قصة تهجيره من مدينته وصولا إلى الريف الشمالي الغربي لمدينة حلب ناحية جنديرس مصطحبا معه أولاده الخمسة وأمهم. يقول صلاح 47 عاما لـ«الشرق الأوسط»: «بعدما ساءت الأوضاع في منطقة البوكمال انتقلت إلى مدينة دير الزور، كنت أعمل طبيب أعشاب، وكنت معروفا من قبل كثير من الأهالي في
يحمل في داخله الكثير من الاوجاع متحملاً قسوة الحياة وظلم القدر، متماشياً مع واقعه الأليم. عندما التقيت به أول مرة كان ذلك في أحد المطاعم في مدينة غازي عنتاب. في البداية لم يثر اهتمامي. لكنه هو من تحدث معي وسألني هل أنت سوري؟
لم تكن رحلة السوري فواز الفاضل من مدينته التي أحبها ووطنه الذي عاش فيه سهلة، ولم تكن هذه الرحلة القاسية للنزهة والاستمتاع، بل هي رحلة لجوء ومعاناة وغربة، فيها حُرم أولاده من أبسط متطلباتهم وأُجبروا على العيش بمنازل مهجورة وآيلة للسقوط. هذا هو حال كثيرين من أبناء سوريا المهجرين، وفواز من مدينة القامشلي السورية واحد من هؤلاء. ويقول فواز (55 عاماً) لـ«الشرق الأوسط»: «دخلت أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة إلى تركيا من مدينة أورفا، حيث بدأت رحلة المتاعب وهي البحث عن منزل، لكن الأمور لم تكن على ما يرام، فالواقع كان أسوأ مما توقعت بكثير في ذلك الوقت». ويشرح فواز المعاناة التي عاشها قائلا: «لا توجد منازل لل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة