حذّر رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، من الانفتاح على نظام بشار الأسد، معتبراً أن هذا الانفتاح «سيؤدي إلى انقطاع ما تبقى من تبادل تجاري بين لبنان ودول الخليج»، مؤكداً أن «أي انفتاح على نظام بائد، يعني انغلاق لبنان على 20 دولة عربية مستقرة». فيما اعتبر وزير الشباب والرياضة محمد فنيش, ان منع الوزراء من زيارة سوريا مخالفة للميثاق الوطني.
وسأل جعجع في جملة تغريدات له عبر صفحته على موقع «تويتر»: «أين المصلحة اللبنانية العليا في الانفتاح الرسمي على نظام بشار الأسد؟ هل في الاستثمارات التي ستأتي من النظام على لبنان، أم في انقطاع الاستثمارات من دول الخليج إلى لبنان؟ هل في السياح الذين سيرسلهم لنا الأسد إلى لبنان، أم في سياح الخليج الذين سينقطعون كليا في هذه الحالة عن لبنان؟ هل في التبادل التجاري وبالأخص الزراعي حيث ستغرق السوق اللبنانية بمتنوجات مدعومة من نظام الأسد ومهربة إليه من دول الجوار، أم في انقطاع ما تبقى من تبادل تجاري بين لبنان ودول الخليج؟».
وأضاف رئيس حزب القوات اللبنانية: «هل في الانفتاح على نظام بائد زائل مهما يكن من أمر، أم في الانغلاق على عشرين دولة عربية مستقرة باقية؟ هل في التواصل مع نظام معزول دوليا، أم في الظهور أمام المجتمع الدولي بأن لبنان أصبح في المحور الإيراني وبالتالي استدرار المزيد من الضغوط والتطويق والعقوبات والتدابير بحقه؟».
وقال: «بالله عليكم دعونا نعبر هذه المرحلة بسلام واستقرار، ولو بالحد الأدنى في خضم كل ما يجري في المنطقة، بدلا من زج لبنان في أتون الصراع القائم وهذه المرة من بوابة ما يسميه البعض تطبيع العلاقات بين الدولة اللبنانية والدولة السورية في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أنه لم يعد هناك من دولة سورية فعلية على أرض الواقع، بل مراكز قوى ونفوذ كل واحد منها يسيطر على بقعة معينة». وختم جعجع تغريداته قائلا: «وبالمناسبة أي زيارة لأي وزير إلى سوريا، لا تحظى بموافقة واضحة وصريحة من الحكومة اللبنانية تعد زيارة شخصية ولا علاقة للبنان الرسمي بها».
الى ذلك اعتبر, الوزير فنيش، الذي يمثل «حزب الله» في الحكومة اللبنانية، أن ذهاب بعض الوزراء اللبنانيين إلى سوريا أمر طبيعي، وأي محاولة لمنعهم تعتبر مخالفة للميثاق الوطني.
وقال فنيش: «نسعى من أجل تحقيق مصلحة لبنان والعلاقة مع سوريا هي علاقة بين دولتين بينهما علاقات دبلوماسية واتفاقيات لا يستطيع أحد أن ينكرها ومصالح مشتركة، ووثيقة الوفاق الوطني الطائف تنص على بند العلاقات المميزة مع سوريا، ولذلك وبمعزل عن موقف أو رأي فريق سياسي، فتلبية بعض الوزراء لدعوة من أجل البحث في مصلحة مشتركة أو مصلحة للبنانيين هو أمر طبيعي».
يذكر أن وزيري الصناعة والزراعة المحسوبين على حزب الله وحركة أمل سيذهبان إلى دمشق، الأسبوع المقبل، للمشاركة في افتتاح معرض اقتصادي، لإعادة إعمار سوريا، وهو الأمر الذي لاقى ردود فعل مستنكرة من قبل بعض الأفرقاء اللبنانيين رافضين التطبيع مع النظام السوري.
ورأى فنيش أنه «عندما يحاول البعض أن يملي علينا موقفه ليمنع هذه الزيارة، فهذا مخالف للميثاق الوطني وللاتفاقيات والعلاقات الدبلوماسية القائمة، ومخالف لما اتفقنا عليه في الحكومة أن ننظم خلافاتنا وأن يحتفظ كل فريق بموقفه دون أن يأخذ الحكومة إلى حال من الانقسام والخلاف». وأضاف: «نحن، وحرصا منا على عدم إحراج هذا الفريق لم نأت إلى الحكومة. رضينا بهؤلاء وهم يكابرون خلافا لكل التطورات التي تحصل من حولهم، التي يبدو أنهم فقدوا القدرة على رؤيتها ومعرفة ما يجري من حولهم».
وأكد: «في أي حال فإن الوزراء ذاهبون، وهم يلبون دعوة، ويسعون من أجل تحقيق مصلحة وطنية، وهكذا نحن وهكذا سنبقى في موقع الدفاع عن الوطن لحمايته من أي تهديد أو عدوان في مواجهة المحتل الإسرائيلي، أو في مواجهة مشاريع الفتن المذهبية.
جعجع: أين مصلحة لبنان بالانفتاح على نظام الأسد البائد؟
جعجع: أين مصلحة لبنان بالانفتاح على نظام الأسد البائد؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة