الأمن الروسي يكشف عن خطة إرهابيين كانوا يعدون لتصادم قطارين سريعين

يقظة الأمن منعت وقوع كارثة على السكك الحديدية

TT

الأمن الروسي يكشف عن خطة إرهابيين كانوا يعدون لتصادم قطارين سريعين

قالت وسائل إعلام ومواقع إخبارية روسية إن سبعة إرهابيين اعتقلهم الأمن الروسي في وقت سابق، كلهم من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى، كانوا قد خططوا لتنفيذ عمل إرهابي على شبكة السكك الحديدية عند محطة «فارفورفسكايا» في بطرسبورغ، وذلك من خلال حرف قطار عن مساره ونقله إلى مسار آخر يسير عليه قطار سريع بهدف وقوع تصادم بين القطارين، الأمر الذي كان سيؤدي إل سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، إلا أن الإرهابيين فشلوا، واعتقلهم الأمن بينما كانوا يخططون لعمل آخر أكثر خطورة من السابق الذي فشل. ونقل موقع «47 نيوز» عن مصدر أمني روسي قوله، إن المشبوهين السبعة وقعوا في قبضة الاستخبارات بعد فشل خطتهم الدموية الأولى، وشروعهم في التحضير لعمل إرهابي آخر أخطر مما خططوا له في عمليتهم الفاشلة. وأوضح المصدر أن الإرهابيين وضعوا في محاولتهم الجهنمية الأولى على سكة أحد القطارات السريعة، قطعة خاصة من الكاوتشوك والمعدن تشبه الحذاء، يستخدمها العاملون في السكك الحديدية لمنع عربات القطار المتوقفة من السير التلقائي، وأكد أن خطة الإرهابيين فشلت بسبب جهلهم في مجال عمل السكك الحديدية. ولم تتمكن تلك القطعة التي وضعوها من إيقاف قطار «سابسان»، الذي جرفها من خط سيره. وأضاف أن فكرتهم الإرهابية تلخصت في أن تتسبب «العقبة» التي وضعوها بانحراف القطار السريع المعروف في روسيا باسم «سابسان»، تزامنا مع سير «سابسان» آخر قادم من الاتجاه المعاكس ليصطدم القطاران، ويسقط أكبر عدد ممكن من القتلى بين الركاب. وذكر أن الإرهابيين استهدفوا بعملهم هذا أحد قطارات «سابسان» التي تنقل الركاب بين موسكو وبطرسبورغ. وقال إن خطة الإرهابيين لو نجحت، كانت ستؤدي إلى كارثة لم تعرفها المواصلات السككية، نظرا لأن السرعة الدنيا التي يسير بها «سابسان» لا تقل عن 150 كلم في الساعة، أي أن اصطدام القطارين لو تم، وفي أدنى سرعة لهما، لوقع الاصطدام عند سرعة 300 كم بالنسبة إلى الركاب في القطارين. ويروي المصدر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من اقتفاء أثر الإرهابيين بعد أن حامت شكوك حولهم، ووضعتهم تحت المراقبة بعد عمليتهم الأولى لمعرفة ما سيخططون له لاحقاً، ولم تلقِ القبض عليهم إلا بعد أن انتهوا من وضع خطة جديدة للقتل، تمثلت في قطع الطريق أمام «سابسان» بشاحنة كبيرة تعترض السكة بشكل مفاجئ أمام القطار عند واحد من مقاطع السكة التي يسير فيها بأقصى سرعاته. ولم يأت اختيار قطار «سابسان» كهدف لتلك الأعمال الإرهابية عن عبث، إذ يسير هذا القطار بسرعة عالية، وذلك بهدف تأمين أفضل مستويات من الخدمات للمواطنين في التنقل بين المدن، إلا أن الإرهابيين قرروا استغلال هذه الميزة في عملهم الإجرامي. ويعرف عن القطارات التي تحمل اسم «سابسان» وتعني «الشاهين» بالعربية، أنها تسير بسرعة تصل 250 كلم في الساعة، وتربط العاصمة موسكو بعدد من المدن الكبرى الروسية. ويُعتقد أن الموقوفين السبعة كانوا يخططون كذلك لشن هجمات إرهابية خلال بطولة كأس القارات بكرة القدم التي استضافتها روسيا في الفترة من 17 يونيو (حزيران) ولغاية 2 يوليو (تموز) الماضيين، وكذلك في عيد الأسطول البحري الروسي الذي يصادف يوم 30 يوليو.
وتأتي هذه التفاصيل حول مخططات تلك المجموعة الإرهابية، بعد أيام على توقيف أعضائها. وكانت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي (الكي جي بي سابقاً) أعلنت يوم 28 يوليو عن اعتقال سبعة مواطنين في مدينة بطرسبورغ، جميعهم من جمهوريات آسيا الوسطى، قالت إنهم كانوا يعدون لتنفيذ سلسلة هجمات إرهابية على شبكات السكك الحديدية في روسيا وفي أماكن تجمع حشود كبيرة من الناس. ولم يفصح الأمن عن أسماء المعتقلين المشتبه بهم، حفاظاً على التحقيق المستمر في هذه القضية. وبعد ساعات على اعتقال المشتبه بهم، قام الأمن الفيدرالي بنشر مقطع فيديو لعمليات الاعتقال التي جرت في ورشة لصيانة السيارات وفي مكان آخر. ويظهر في التسجيل مشتبه به، يسأله عنصر الأمن: «ماذا أردتم أن تفعلوا»، فيجيب المتهم: «كنا نخطط لافتعال حادث قطار».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.