تقارير عن مقتل متطرف ألماني على قائمة انتحاريي «داعش»

الشرطة تراقب بقلق تأسيس جمعية جديدة اسمها «إسلاميو ألمانيا»

صورة جديدة لـ«سامي.ج» في مظاهرة سنة 2012 لجماعة «ملة إبراهيم» في زولنغن ({الشرق الأوسط})
صورة جديدة لـ«سامي.ج» في مظاهرة سنة 2012 لجماعة «ملة إبراهيم» في زولنغن ({الشرق الأوسط})
TT

تقارير عن مقتل متطرف ألماني على قائمة انتحاريي «داعش»

صورة جديدة لـ«سامي.ج» في مظاهرة سنة 2012 لجماعة «ملة إبراهيم» في زولنغن ({الشرق الأوسط})
صورة جديدة لـ«سامي.ج» في مظاهرة سنة 2012 لجماعة «ملة إبراهيم» في زولنغن ({الشرق الأوسط})

أكدت شرطة مدينة مونشنغلادباخ الألمانية، أنها تراقب عن كثب تأسيس جمعية متشددة جديدة تحمل اسم «إسلاميو ألمانيا». وقالت متحدثة باسم الشرطة يوم أمس، إن الشرطة لا ترى مخاطر ملموسة حتى الآن من تأسيس هذه الجمعية، لكنها لن تسمح بتأسيس «تنظيمات دفاعية» دينية وطائفية في ألمانيا. وأصبح للمجموعة موقع على الإنترنيت يحمل اسم «إسلاميو ألمانيا» ويتخذ من السبّابة والرقم 713 شعاراً له (لوغو). وواضح، أن الرقم في الشعار يشير إلى الحرفين السابع (جيم) والثالث عشر (ميم) في الأبجدية اللاتينية، وهو ما يعبر عن الحرفين الأولين من اسم الجمعية الإنجليزي «جيرمانيز موسلمز».
وتشير الجمعية في دستورها الداخلي إلى أن هدفها هو التعايش السلمي بين الأديان و«حماية الإخوة والأخوات من الحقد المتزايد على الإسلام في الفترة الأخيرة». ويبدو أن الشطر الأخير من هذه الأهداف هو ما يثير قلق السلطات الألمانية؛ كونها ترفض تشكيل تنظيمات الحماية الدينية في البلد.
ويقول الموقع إن عضوية الجمعية ترتفع إلى 600 مسلم، معظمهم من الألمان الذين اعتنقوا الإسلام، لكن لا مؤشر حتى الآن على مدى شعبية التنظيم. ولكن ما لاحظته دائرة حماية الدستور في ولاية الراين الشملي فيستفاليا، هو تأسيس فرع آخر للجمعية الآن في مدينة مونستر (ولاية الراين الشمالي فيستفاليا أيضاً)، وفرع آخر في مدينة شتوتغارت عاصمة ولاية بادن فورتمبيرغ. المقلق أيضاً هو أن التنظيم الجديد ينشأ في منطقة معروفة بنشاط المتشددين فيها وخصوصاً، في مدن زولنغن وايسن ودسلدورف. وقالت إيزابيلا هانن، المتحدثة باسم شرطة مونشنغلادباغ، إن مؤسس المجموعة هو الألماني المسلم «مارسيل.ك» وقد أجرت الشرطة حواراً مع الأخير أكد فيه أن أهدافه هي العيش السلمي بين الأديان والوقوف بوجه التطرف. وأشارت المتحدثة إلى أن مارسيل.ك.
لا سجل له لدى الشرطة في مجال الجريمة أو التطرف، لكن الشرطة تبدي قلها من ناشطين آخرين وردت أسماؤهم بالعلاقة مع «إسلاميو ألمانيا» يخضع أحدهم، من مدينة رايدت القريبة، للرقابة من قبل الشرطة بسبب تطرفه الديني. وعلى صعيد الإرهاب أيضاً، أكدت أكثر من صحيفة ألمانية أن الانتحاري الألماني سامي.ج. الذي ورد اسمه في قائمة انتحاريي «داعش»، سبق أن سقط في القتال في مدينة الرقة السورية. وذكرت صحيفة «راينشه بوست» أن موقعاً عربياً مقرباً من المتشددين على «تويتر» نشر صورة «سامي.ج» وردد أنباء عن مقتله، في منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي.
وقالت الصحيفة إن اسم سامي.ج. الحركي «أبو أسيد الألماني» كتب خطأ على صفحة «تويتر»، إلا أن الصورة لا يمكن أن تخطئ، وتنطبق إلى حد بعيد مع صور سامي.ج. أثناء المظاهرات والاجتماعات التي كان يحضرها في مدينة زولنغن سنة 2012، ورفضت شرطة زولنغن تأكيد خبر مقتل سامي.ج. في القتال في الرقة؛ الأمر الذي قد يوحي بخشيتها من خبر لفقه التنظيم الإرهابي هدفه المناورة مع الشرطة الألمانية وتسهيل وصول الانتحاري إلى ألمانيا. ظهر اسم سامي.ج. وصورته في قائمة لانتحاريي «داعش» سلمتها وحدة عراقية خاصة، عثرت على القائمة في الموصل بعد تحريرها من «داعش»، إلى الإنتربول قبل أسبوع من الآن. وجاء اسم «أبو أسيد الألماني» في المرتبة السبعين من قائمة تضم 173 اسما، وكتب مقابل اسمه «انتحاري».
وينتمي سامي.ج. إلى جماعة «ملة إبراهيم» التي حظرتها وزارة الداخلية الألمانية في سنة 2012، وكان يشغل منصب مسؤول المالية فيها. وسافر سامي.ج. إلى مصر بعد حظر المنظمة، وعاد إلى ألمانيا بعد سنة ليصطحب زوجته وابنه (سنة واحدة) معه إلى سوريا كي ينضم إلى ميليشيات تنظيم داعش.
و«أبو أسيد الألماني» ليس الانتحاري الألماني الوحيد في صفوف «داعش»؛ إذ سبقه روبرت باوم سنة 2014 في تنفيذ عملية انتحارية في سوريا أودت بحياة الكثيرين. وحينها أعلن التنظيم الإرهابي استشهاد باوم «أبو سارة الألماني» على صفحات الإنترنيت، لكنه ظهر فجأة بعد ذلك لينفذ عملية إرهابية.
كما ظهر كريستيان ايمده، من مدينة زولنغن أيضاً، في مقابلة ضمن تحقيق حول «داعش» أجراه الصحافي الألماني المعروف يورغن تودنهوفر قبل سنة. وبدا في المقابلة أن ايمده يعمل متحدثا للصحافة باللغة الألمانية، إلا أنه اختفى تماماً بعد ذلك.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».