50 ألف تصريح عمل للاجئين السوريين في قطاع الإنشاءات بالأردن

المعايطة: سنعمل على ضمهم إلى النقابات لتنظيم شؤونهم ورعايتهم

معاناة قاطني مخيم الركبان الصحراوي في الحصول على مياه الشرب على الحدود الأردنية ـ السورية (فرات بوست)
معاناة قاطني مخيم الركبان الصحراوي في الحصول على مياه الشرب على الحدود الأردنية ـ السورية (فرات بوست)
TT

50 ألف تصريح عمل للاجئين السوريين في قطاع الإنشاءات بالأردن

معاناة قاطني مخيم الركبان الصحراوي في الحصول على مياه الشرب على الحدود الأردنية ـ السورية (فرات بوست)
معاناة قاطني مخيم الركبان الصحراوي في الحصول على مياه الشرب على الحدود الأردنية ـ السورية (فرات بوست)

قال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن، مازن المعايطة، إنه تم الاتفاق مع وزارة العمل الأردنية على منح 50 ألف تصريح عمل في قطاع الإنشاءات للاجئين السوريين المقيمين في المملكة.
وأضاف المعايطة، لـ«لشرق الأوسط»، أنه تم أمس، فعلياً، إصدار أول تصريح لعامل سوري في قطاع الإنشاءات دون كفيل، وتحت مظلة الاتحاد العام لنقابات العمل، موضحاً أن التصريح يسمح للعامل السوري بالعمل والانتقال من مكان عمل إلى آخر.
وأكد أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار لدى اللاجئين، خصوصاً أن أفق الحل للأزمة السورية غير واضح المعالم، مشيراً إلى أنه سيتم منح 50 ألف تصريح حتى نهاية العام الحالي، وقد يتجاوز الرقم ذلك، في حال زاد الطلب على العمال في هذا القطاع. وعدد القوى العاملة بين اللاجئين السوريين بنحو نصف مليون فرصة عمل، وقال إن هناك قطاعات أخرى قد يتم منح تصاريح لها.
واعتبر رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن أن إصدار تصاريح العمل يعطي اللاجئ حرية الحركة في أكثر من مجال، والعمل في أي منطقة من دون قيود، مشيراً إلى أن «التصاريح تعطي اللاجئ الثقة بالنفس، والاعتماد على نفسه، بدلاً من أن يكون عبئاً على المنظمات الإنسانية، أو تلقى المساعدات من الجهات الدولية»، مع التأكيد على أن وضع اللاجئ لا يتأثر من حيث تسجيله في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
إلى ذلك، سيتم العمل قريباً بين اتحاد النقابات ووزارة العمل ومنظمة العمل الدولية من أجل تسهيل حصول السوريين على تصاريح عمل تشمل قطاعات أخرى.
وشدد المعايطة على أنه «من شأن هذه الخطوة أن تمهد لإنشاء لجان نقابية للعمال اللاجئين، لمتابعة شؤونهم، وتوفير غطاء تنظيمي لهم في المحافظات، ودمجهم في الحركة النقابية العمالية».
وصدر الاتفاق بين الاتحاد العام لنقابات العمال، ومنظمة العمل الدولية، ووزارة العمل الأردنية، على إصدار تصاريح العمل للسوريين بشكل حر، في قطاع الإنشاءات، في أواخر يوليو (تموز) الماضي.
كما شدد المعايطة على أهمية فتح المجال لعمل اللاجئين في المهن التي تشهد تراجعاً في الطلب عليها من قِبل الأردنيين، وبشكل خاص، قطاع الإنشاءات والقطاع الزراعي، في الوقت الذي لا بدّ فيه من توفير أيدٍ عاملة للحفاظ على بقاء هذا القطاع الحيوي لتنفيذ المشروعات التنموية.
وأكد في هذا السياق أن هذا الإجراء لا يؤثر على العمالة المصرية التي تعمل في هذا القطاع، خصوصاً أن العامل المصري يأتي ضمن عقد استقدام من بلاده، وبإمكانه العودة إلى بلاده وقتما شاء، «أما اللاجئ السوري، فإنه باق هنا، وأصبح مثل المواطن المقيم».
من جهتها، تحدثت مها قطاع، مديرة مشروع الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين في منظمة العمل الدولية بمكتب الأردن، عن أهمية إنجاز هذه الخطوة، من أجل توفير إطار قانوني لعمل اللاجئين السوريين، يضمن عدم تعرضهم للمساءلة، في حال عملهم في القطاعات المسموح لهم بالعمل بها.
وأضافت: «إن منح تصاريح عمل للعمال السوريين اللاجئين لن يؤثر على فرص عمل الأردنيين، بل إنه سيجعل الفرص متساوية في قطاع الإنشاءات، بعد أن أصبح العامل السوري يتمتع بوضع قانوني، من خلال حصوله على تصريح عمل، ما يضع حداً لاستغلاله من قِبل صاحب العمل، وتشغيله بأجر أقل من الأجر العادي، وهو السبب الذي كان يؤدي إلى تفضيل تشغيل العامل السوري بدلاً عن الأردني».
محمد المعايطة، الخبير الدولي بشؤون العمال المهاجرين واللاجئين في الاتحاد العربي للنقابات، قال لوسائل إعلام أردنية: «سيجري العمل على تنظيم العمال اللاجئين، من خلال تشكيل لجان نقابية تمثلهم في مختلف المحافظات، مع توفير بوليصة تأمين لكل عامل تغطي إصابات العمل والوفاة».
وصدرت، في الثاني من أغسطس (آب) الحالي، عن الاتحاد العام لنقابات العمال، قائمةٌ بالتغطية المالية التي ستقدمها بوليصة التأمين للعمال السوريين في قطاع الإنشاءات، مقابل اشتراك سنوي قيمته 50 ديناراً أردنياً، من خلال شركات تأمين سيعلن عنها الاتحاد العام لنقابات العمال في وقت لاحق، حيث يبدأ مبلغ التغطية من 2500 دينار أردني، في حالة إصابة العمل، ليصل إلى 15 ألف دينار أردني، في كلّ من حالتَي العجز الكلي والوفاة نتيجة العمل.
ويحتاج تصريح العمل الإنشائي الحر إلى وثائق محددة، يتم تقديمها إلى أحد مقارّ الاتحاد العام لنقابات العمال في المحافظات الأردنية، وهي: صورة عن بطاقة الخدمة الخاصة بالجالية السورية، أو ما يعرف بـ«البطاقة الأمنية»، وصورة عن إجازة مزاولة المهنة، وصورة شخصية، وبوليصة تأمين بقيمة 50 ديناراً أردنياً، يتم دفعها لمندوب شركة التأمين في المقر، ومبلغ 10 دنانير أردنية كرسوم تدقيق تصريح العمل، ويتم الحصول على تصريح العمل خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع كحد أقصى.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.