أوروبا تستحوذ على 20 في المائة من أصول صناديق الاستثمار الإسلامية

«بيتك للأبحاث»: حصتها في الصكوك أقل من واحد في المائة

احد فروع البنك الاسلامي ببريطانيا في لندن ( «الشرق الاوسط»)
احد فروع البنك الاسلامي ببريطانيا في لندن ( «الشرق الاوسط»)
TT

أوروبا تستحوذ على 20 في المائة من أصول صناديق الاستثمار الإسلامية

احد فروع البنك الاسلامي ببريطانيا في لندن ( «الشرق الاوسط»)
احد فروع البنك الاسلامي ببريطانيا في لندن ( «الشرق الاوسط»)

كشف تقرير أصدرته شركة «بيتك للأبحاث» المحدودة التابعة لمجموعة بيت التمويل الكويتى (بيتك) عن أن التمويل الإسلامي أحرز تقدما مطردا في القارة الأوروبية منذ بدايته في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن الزخم وصل إلى ذروته بعد الأزمة المالية العالمية في ضوء النمو المستدام للتمويل الإسلامي وزيادة الطلب العالمي.
وأوضح التقرير أن تطوير التمويل الإسلامي كان مفيدا لعديد من المهتمين بهذه الصناعة، سواء داخل أو خارج أوروبا على حد سواء.
وبيّن التقرير أن الصناديق الإسلامية التي يقع مقرها في أوروبا تحتفظ بنحو 14.6 مليار دولار في صورة أصول مدارة، وهو ما يمثل 19.8 في المائة من الأصول المدارة للصناديق الإسلامية على مستوى العالم، إلا أن حصة أوروبا من سوق الصكوك العالمية صغيرة جدا في الوقت الراهن، وكما في نهاية الربع الأول من 2014، سجل مجموع الصكوك القائمة في أوروبا 345.2 مليون دولار، وهو ما يمثل نسبة 0.13 في المائة فقط من الإجمالي العالمي، وما زالت الفرص كبيرة لنمو التمويل الإسلامي في أوروبا رغم وجود صعوبات عدة تواجهه.. وفيما يلي التفاصيل.

رغم أن الحجم الكلي للتمويل الإسلامي لا يزال محدودا ولا تزال قطاعاته مجزأة، فإن قطاعات الخدمات المصرفية الإسلامية والصناديق الإسلامية قد أحرزت تقدما كبيرا في القارة الأوروبية، ولا سيما في السنوات الأخيرة، وأصبحت الصناديق الإسلامية تجذب المزيد من المهتمين بهذا القطاع، وقام العديد من المراكز المالية الأوروبية باتخاذ عدد من الخطوات لتسهيل نمو هذا القطاع. وتحتفظ الصناديق الإسلامية التي يقع مقرها في أوروبا بنحو 14.6 مليار دولار في صورة أصول مدارة كما في 17 مارس (آذار) 2014، وهو ما يمثل 19.8 في المائة من الأصول المدارة للصناديق الإسلامية على مستوى العالم.
ومن العوامل الرئيسة التي تسهم في نمو قطاع الصناديق الإسلامية في المنطقة الخبرة الأوروبية الطويلة في مجال إدارة الأصول، فضلا عن التطورات التنظيمية وكفاءة البيئة التشغيلية. ومن المتوقع أن يحصل قطاع الصناديق الإسلامية في أوروبا على دعم إضافي من خلال السعي المستمر للقارة للحفاظ على التمويلات من منطلق المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، وفي ظل هذا الاتجاه، يحتمل جذب قاعدة أوسع من العملاء لمديري الصناديق الإسلامية من داخل أوروبا، ومن البلدان الإسلامية خارج القارة الأوروبية.
كما صعدت سوق الصكوك أيضا إلى دائرة الضوء في الآونة الأخيرة نتيجة للخطط التي جرى الإعلان عنها لإصدار صكوك من قبل هيئات سيادية في المملكة المتحدة ولوكسمبورغ، التي تتسابق لتكون أول مصدر للصكوك السيادية في العالم من خارج البلدان الإسلامية.
وقد لاقى إعلان هذه البلدان عن إصدارات صكوك ترحيبا، نظرا لتمتع الحكومة في البلدين بالتصنيف الائتماني الممتاز (AAA)، ويتوقع أن يساعد إصدار الصكوك السيادية من هذه البلدان في توسيع نطاق حجم الفرص الاستثمارية ذات الجودة العالية للمستثمرين المسلمين في جميع أنحاء العالم بشكل عام وللمؤسسات المالية الإسلامية على وجه الخصوص. ومن المرجح أن تعمل هذه الإصدارات على زيادة الوعي حول استخدام الصكوك كآلية عملية بديلة لزيادة رأس المال بين مصدري السندات السيادية والشركات في أوروبا وفي أماكن أخرى من العالم. وتعد حصة أوروبا من سوق الصكوك العالمية صغيرة جدا في الوقت الراهن، وكما في نهاية الربع الأول من 2014، سجل مجموع الصكوك القائمة في أوروبا 345.2 مليون دولار، وهو ما يمثل نسبة 0.13 في المائة فقط من الإجمالي العالمي.
وتعد أوروبا ضمن وجهات الإدراج المهمة للصكوك العالمية لمصدري الصكوك من آسيا والخليج. وقد تمكنت بورصات أوروبية مؤسسة جيدا مثل بورصة لندن وبورصة آيرلندا وبورصة لوكسمبورغ من اجتذاب مصدري الأدوات الإسلامية، نظرا لأن عمليات الإدراج في تلك الأسواق تتسم بالكفاءة والشفافية وجاذبية لهيكل السيولة أثناء التداول. وقد أدرجت بورصة لوكسمبورغ أول صكوك لها في 2002. تلتها بورصة آيرلندا بإدراجها لأول صكوك لها في 2005 قبل أن تدرج بورصة لندن طليعة إصداراتها من الصكوك في 2007.
في حين أنه من المسلم به عموما أن التمويل الإسلامي قد حقق تقدما ملحوظا في أوروبا على مدى العقد الماضي، إلا أنه لا تزال هناك تحديات على الطريق انتشار هذه الصناعة على نطاق أوسع في أسواق المال الأوروبية.

* التحديات أمام القطاع
وتتمثل العقبات الأساسية في العملية التنظيمية والتشريعية للتمويل الإسلامي والرقابة وفرض الضرائب في أوروبا. وفي هذا الصدد، تنشأ صعوبة أساسية نتيجة لاستخدام المؤسسات المالية الإسلامية لبعض الأساليب غير المألوفة. على سبيل المثال، يمكن أن تشارك البنوك الإسلامية ضمن سياق عملياتها في إدارة الأصول، التي لا تجري ممارستها بصورة تقليدية من قبل البنوك التجارية. وتعد صياغة أطر الحماية التنظيمية والرقابية المناسبة للأنشطة المالية من العمليات الحيوية التي تتطلب تخطيطا سليما من جانب الهيئات الرقابية الأوروبية. أما فيما يتعلق بالضرائب، فإن المعاملات المالية الإسلامية عادة ما يجري إبرامها من خلال تنفيذ كثير من العقود، وبالتالي قد تنطوي على كثير من عمليات نقل الملكية.
ولتجنب المشاكل الناتجة من نقل الملكية والازدواج الضريبي، من بين أمور أخرى، فمن الضروري أن يجري إقرار وتطبيق نظام ضريبي خاص لتلك المعاملات؛ فعلى سبيل المثال، من خلال القيام بإجراءات الحياد الضريبي، مثل تلك التي أقرتها المملكة المتحدة ولوكسمبورغ وفرنسا وآيرلندا للمعاملات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية التي تشبه من حيث الجوهر العمليات التقليدية.
ومن بين التحديات الملموسة الأخرى أمام التمويل الإسلامي في أوروبا ضرورة توسيع نطاق عروض الخدمات المصرفية والهياكل الاستثمارية المبتكرة المصممة خصيصا للشركات لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات والخدمات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، من كبار العملاء في أوروبا، وخاصة من أولئك المهتمين بدفع وتحسين العلاقات التجارية مع شركاء آسيويين وشرق أوسطيين.

* الرؤية المستقبلية
وسيجري على مدار الفترة المستقبلية دعم نمو التمويل الإسلامي ككل والقطاعات التي يتكون منها، كلّ على حدة، في جميع أنحاء القارة الأوروبية، من خلال عدة عوامل رئيسة تتمثل في تحسن الوضع الاقتصادي في أوروبا، والتركيبة السكانية المواتية، والمبادرات المتعددة من قبل كثير من البلدان الأوروبية الرامية إلى تسهيل أكبر للعملية التنظيمية لصناعة التمويل الإسلامي، مع وجود شهية كبيرة في أوروبا لجذب السيولة من الأسواق الناشئة.
وبالرغم مما سبق، فإننا نرى أن إمكانات محركات النمو هذه يمكن أن تفتح أبوابها فقط، إذا تمكن التمويل الإسلامي من إبراز نفسه في المنطقة بصورة أكثر على أنه صناعة أخلاقية توفر خدمات ومنتجات مالية تنافسية ومبتكرة.



تباطؤ نمو النشاط التجاري الأميركي في ديسمبر إلى أضعف وتيرة منذ يونيو

جسر «إد كوتش كوينزبورو» في مدينة نيويورك (رويترز)
جسر «إد كوتش كوينزبورو» في مدينة نيويورك (رويترز)
TT

تباطؤ نمو النشاط التجاري الأميركي في ديسمبر إلى أضعف وتيرة منذ يونيو

جسر «إد كوتش كوينزبورو» في مدينة نيويورك (رويترز)
جسر «إد كوتش كوينزبورو» في مدينة نيويورك (رويترز)

أظهرت بيانات مسح، نُشرت يوم الثلاثاء، تباطؤ نمو النشاط التجاري الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) إلى أضعف وتيرة له منذ يونيو (حزيران)، مع انخفاض الطلبات الجديدة لكل من المصنّعين ومقدمي الخدمات، ليختتم بذلك عاماً من التقلبات وعدم اليقين الذي شهده الاقتصاد الأميركي.

وأفادت مؤسسة «ستاندرد آند بورز غلوبال» بأن مؤشر مديري المشتريات المركب الأولي انخفض إلى 53 نقطة هذا الشهر، مقارنةً بقراءته النهائية البالغة 54.2 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني). وتشير القراءات التي تتجاوز 50 نقطة إلى توسُّع النشاط الاقتصادي، وفق «رويترز».

وأظهرت البيانات أدنى ارتفاع في الأعمال الجديدة الواردة خلال 20 شهراً، كما انخفضت الطلبات الجديدة على السلع لأول مرة منذ عام. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز» الذي يتتبع نشاط الخدمات، والذي يمثل ثلثي الناتج الاقتصادي الأميركي، إلى 52.9 نقطة في ديسمبر، وهو أدنى مستوى له خلال 6 أشهر، مقارنةً بـ54.1 نقطة في نوفمبر. كما انخفض مؤشر التصنيع إلى 51.8 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ يوليو (تموز)، مقارنةً بـ52.2 نقطة في نوفمبر. وكانت كلتا القراءتين أضعف من توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم.

وقال كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين في مؤسسة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، في بيان: «تشير بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية لشهر ديسمبر إلى أن طفرة النمو الاقتصادي الأخيرة بدأت تفقد زخمها. ومع التراجع الحاد في نمو المبيعات الجديدة، خصوصاً قبيل موسم الأعياد، قد يزداد تباطؤ النشاط الاقتصادي مع دخولنا عام 2026».

وشهد الاقتصاد الأميركي تقلبات حادة خلال عام 2025، إذ أعقبت عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض تغييرات جذرية في السياسات، بما في ذلك تشديد إجراءات الهجرة التي أثرت سلباً على القوى العاملة، وموجات من الرسوم الجمركية الجديدة التي أحدثت اضطراباً في التجارة الدولية ورفعت أسعار السلع. كما زاد الإغلاق الحكومي الفيدرالي المطول في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر من حالة عدم اليقين، وأدى إلى توقف تدفق البيانات الاقتصادية الرئيسية.

وانكمش الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الرُّبع الأول؛ نتيجة تدفق الواردات لتجنب الرسوم الجمركية، ثم انتعش في الرُّبع الثاني بعد انحسار هذه الرسوم. ومن المتوقع أن يُظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي للرُّبع الثالث، الذي سيصدر قبيل عيد الميلاد، استمرار نمو الاقتصاد بمعدل سنوي يزيد على 3 في المائة حتى بدء الإغلاق. ولن تُنشر بيانات الرُّبع الرابع إلا مطلع العام المقبل.

وأضاف ويليامسون: «على الرغم من أن بيانات المسح تشير إلى نمو سنوي في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 2.5 في المائة خلال الرُّبع الرابع، فإن النمو قد تباطأ الآن لمدة شهرين».

ولن يُسهم تقرير «ستاندرد آند بورز» سوى في تقديم صورة جزئية لصناع السياسة في «الاحتياطي الفيدرالي»، الذين خفَّضوا أسعار الفائدة 3 مرات في النصف الثاني من عام 2025؛ بسبب مخاوف تتعلق بمخاطر نمو التوظيف، لكنهم لم يمتلكوا بيانات كافية عن سوق العمل لدعم قراراتهم بسبب الإغلاق.

وأوضحت «ستاندرد آند بورز» أن نمو الوظائف، وفقاً لبياناتها، «ظل مقيداً بشكل عام؛ بسبب المخاوف المتعلقة بالتكاليف، وضعف الطلب، وعدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية»، مشيرةً إلى استمرار بعض الشركات في الإبلاغ عن نقص في العمالة.

كما ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز» لأسعار المدخلات إلى أعلى مستوى له منذ نحو 3 سنوات، مدفوعاً بارتفاع حاد في التكاليف التي أبلغت عنها شركات الخدمات، مما منح مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» المتخوفين من التضخم سبباً إضافياً للتردد في الموافقة على مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.


هاسيت يؤكد أهمية استقلالية «الفيدرالي» رغم قربه من ترمب

مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت يُجري مقابلة تلفزيونية في البيت الأبيض 10 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت يُجري مقابلة تلفزيونية في البيت الأبيض 10 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

هاسيت يؤكد أهمية استقلالية «الفيدرالي» رغم قربه من ترمب

مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت يُجري مقابلة تلفزيونية في البيت الأبيض 10 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت يُجري مقابلة تلفزيونية في البيت الأبيض 10 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

قال كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض وأحد أبرز المرشحين لرئاسة «الاحتياطي الفيدرالي» في نظر الرئيس دونالد ترمب، إن استقلالية البنك المركزي أمر بالغ الأهمية، في ظل المخاوف من احتمال تقاربه الشديد مع الرئيس.

وصرح هاسيت في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي»: «استقلالية الاحتياطي الفيدرالي بالغة الأهمية». وأضاف أن هناك مجالاً واسعاً لخفض أسعار الفائدة في الاقتصاد الأميركي، وهو هدف يسعى ترمب لتحقيقه منذ عودته إلى منصبه. وقد شن الرئيس الجمهوري هجوماً مستمراً على رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي، جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو (أيار)، لعدم خفضه أسعار الفائدة بالقدر الكافي.

كان ترمب قد رشّح هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، وكيفن وارش، محافظ الاحتياطي الفيدرالي السابق، بوصفهما أبرز المرشحين لخلافة باول.

وفي مقابلات أُجريت يوم الثلاثاء، تجاهل هاسيت أسئلة حول المخاوف من أن يكون مقرباً جداً من ترمب بحيث لا يستطيع وضع مسار مستقل للبنك المركزي.

وقال هاسيت للصحافيين خارج البيت الأبيض: «إن فكرة أن القرب من الرئيس والخدمة الجيدة له تُقصي أي شخص عن أي وظيفة أمر لا معنى له على الإطلاق».


«وول ستريت» تتأرجح بعد بيانات اقتصادية متباينة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتأرجح بعد بيانات اقتصادية متباينة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

شهدت سوق الأسهم الأميركية تذبذباً يوم الثلاثاء، عقب صدور بيانات متباينة حول قوة الاقتصاد، التي لم تُبدد حالة عدم اليقين بشأن اتجاه أسعار الفائدة.

وافتتح مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً بنسبة 0.1 في المائة، ولا يزال أدنى بقليل من أعلى مستوى له على الإطلاق والذي سجله الأسبوع الماضي. بينما انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 4 نقاط، أي أقل من 0.1 في المائة، عند الساعة 9:35 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.2 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وحافظت عوائد سندات الخزانة على استقرارها النسبي بعد تذبذب أولي، إثر تقرير أشار إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة بلغ أسوأ مستوى له الشهر الماضي منذ عام 2021، رغم إضافة أصحاب العمل لعدد أكبر من الوظائف مقارنة بتوقعات الاقتصاديين. وفي الوقت نفسه، أظهر تقرير منفصل نمو مؤشر أساسي لقوة إيرادات تجار التجزئة الأميركيين في أكتوبر (تشرين الأول) بوتيرة أسرع من المتوقع.

وأدت هذه البيانات المتباينة في البداية إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة، وكان رد فعل المستثمرين الفوري يشير إلى أن هذه البيانات قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى عدّ تباطؤ سوق العمل تهديداً أكبر للاقتصاد من التضخم المرتفع، ما قد يدعم فكرة خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في 2026. غير أن العوائد استعادت لاحقاً جزءاً من انخفاضها وتذبذبت صعوداً وهبوطاً.

وتُعد سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة محركاً رئيسياً لوول ستريت، إذ يمكن أن يؤدي خفضها إلى دعم الاقتصاد وأسعار الاستثمارات، رغم أنه قد يفاقم التضخم. ومن المقرر صدور تقرير يوم الخميس يوضح مدى سوء التضخم في الشهر الماضي، ويتوقع الاقتصاديون أن يُظهر استمرار ارتفاع أسعار المستهلكين بوتيرة أسرع مما يُرغب.

وفي سوق السندات، استقر عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.18 في المائة، وهو مستواه نفسه في نهاية تعاملات يوم الاثنين، بينما انخفض عائد السندات لأجل عامين، الذي يعكس توقعات الاحتياطي الفيدرالي بشكل أدق، إلى 3.50 في المائة من 3.51 في المائة.

ولم يترك الإغلاق الحكومي الفيدرالي الأخير تأثيراً كبيراً على البيانات، ما قلل من أثر تقارير يوم الثلاثاء. وذكر كاي هايغ، الرئيس المشارك العالمي لحلول الدخل الثابت والسيولة في «غولدمان ساكس» لإدارة الأصول، أن «تقرير بيانات التوظيف لشهر ديسمبر (كانون الأول)، الذي سيصدر أوائل يناير (كانون الثاني) قبل الاجتماع القادم، سيكون على الأرجح مؤشراً أكثر دلالة للاحتياطي الفيدرالي عند تحديد مسار السياسة النقدية على المدى القريب».

وساهمت التقلبات المستمرة للأسهم، المتأثرة بحماس المستثمرين تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي، في كبح جماح السوق عموماً.

وارتفع سهم «أوراكل» بنسبة 1.1 في المائة وسهم «برودكوم» بنسبة 1.6 في المائة، بعد أن كان كلاهما قد سجّل خسائر حادة الأسبوع الماضي، على الرغم من إعلان أرباح أعلى من توقعات المحللين للربع الأخير. في المقابل، انخفض سهم «كورويف»، الذي يؤجر الوصول إلى أحدث رقائق الذكاء الاصطناعي، بنسبة 2.4 في المائة، وتراجع سهم «إنفيديا» بنسبة 0.2 في المائة. ولا تزال التساؤلات قائمة حول ما إذا كان الإنفاق الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيحقق الأرباح والإنتاجية المرجوة.

على صعيد آخر، ارتفع سهم «كرافت هاينز» بنسبة 1.2 في المائة بعد إعلان تعيين ستيف كاهيلان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «كيلانوفا» المالكة لعلامة «كيلوغز»، رئيساً تنفيذياً ابتداء من 1 يناير. وبعد انقسام الشركة إلى شركتين في النصف الثاني من عام 2026، سيتولى كاهيلان قيادة الشركة التي ستحتفظ بعلامات «هاينز» و«فيلادلفيا» و«كرافت ماك آند تشيز».

في المقابل، انخفض سهم «فايزر» بنسبة 1.6 في المائة بعد إعلان توقعات إيرادات تتراوح بين 59.5 و62.5 مليار دولار للعام المقبل، وهو ما يُقارب توقعات المحللين.

على الصعيد العالمي، تراجعت المؤشرات في معظم أنحاء أوروبا وآسيا. حيث انخفض مؤشر «نيكي 22» الياباني بنسبة 1.6 في المائة بعد بيانات أولية أظهرت انكماشاً طفيفاً في قطاع التصنيع، وسط توقعات واسعة بأن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة لاحقاً هذا الأسبوع. كما انخفض مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 2.2 في المائة، وتراجعت المؤشرات في هونغ كونغ بنسبة 1.5 في المائة وشنغهاي بنسبة 1.1 في المائة.