عباس يوقف الموازنة السنوية لغزة بالتدريج

دعا «حماس» لالتقاط «نداء القدس» كحل وسط بين مبادرتها ومبادرة «فتح»

عباس يوقف الموازنة السنوية لغزة بالتدريج
TT

عباس يوقف الموازنة السنوية لغزة بالتدريج

عباس يوقف الموازنة السنوية لغزة بالتدريج

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إنه سيتوقف تدريجيا عن دفع مبالغ تصل إلى مليار ونصف المليار دولار سنويا لقطاع غزة، إذا لم تتراجع حركة حماس وتسلم القطاع للحكومة الفلسطينية الحالية.
وطالب عباس حركة حماس بالتقاط مبادرة «نداء القدس» في هذا الوقت، مؤكدا أنه لن يسمح بفصل قطاع غزة عن باقي فلسطين.
وتحدث عباس عن مبادرة أطلقتها شخصيات فلسطينية سياسية وأكاديمية الخميس الماضي، تدعو إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2017.
ودعا النداء، الذي أطلقه تجمع «وطنيون لإنهاء الانقسام» خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة رام الله، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات العامة بأقرب وقت.
ونص النداء على التزامن بين حل اللجنة الإدارية لحركة «حماس» في قطاع غزة، وتراجع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن كل الإجراءات التي اتخذها بحق القطاع خلال الأشهر الأخيرة، بما يشمل الموظفين والكهرباء والصحة.
ودعا النداء إلى تطبيق كل الاتفاقيات الوطنية لإنهاء الانقسام، وأبرزها اتفاق القاهرة 2011، وعدم التعامل مع تفاهمات المصالحة بالتقسيط.
وقال عباس أثناء لقائه وفدا من شخصيات مدينة القدس: «نحن وجهنا نداء أسميناه نداء القدس من أجل أن يستغله من يريد أن يستغل، أو من يحب أن يستغل، هذا هو الظرف المناسب للوحدة الوطنية، وحتى أضعكم في الصورة، نحن منذ الانقلاب الأسود، وهدفنا الأول والأخير الحصول على المصالحة الوطنية الفلسطينية، ونريد الوصول للوحدة الوطنية بالطرق السلمية، وهي الاحتكام للشعب، وعقدنا مئات الاجتماعات، وبينها عشرات الاتفاقيات للوصول للوحدة الوطنية، إلى أن قامت حماس منذ 3 أو 4 أشهر، وسارت في طريق آخر بدل الوحدة الوطنية، بتشكيلها حكومة جديدة (اللجنة الإدارية)، رغم وجود حكومة عملناها نحن وإياهم في 2014؛ ما يعني تشريع وتكريس الانقسام والانفصال، فقلنا هذه الحكومة (اللجنة الإدارية) تُلغى، والحكومة التي شكلت بيننا وبينكم، واتفقنا معكم على اسم كل وزير فيها، تذهب لتمارس عملها حسب الاتفاق، ونذهب للاحتكام للشعب في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وأمهلناهم أسبوعا، فطلبوا بعدها الجواب منا، فلذلك وجهنا (نداء القدس والأقصى) بأنه آن الأوان للوحدة الوطنية».
ويتضح من حديث عباس، أن «نداء القدس» هو رد على مبادرة لحماس جاءت بعد مبادرة أولى لعباس، كانت تشترط تراجع حماس وحل لجنتها الإدارية أولا، قبل أن يجري إلغاء الإجراءات العقابية. وردت حماس بأنها مستعدة لذلك بعد تسلم الحكومة مهامها، مضيفة شرط استيعاب موظفيها. ثم جاءت مبادرة «نداء القدس» كحل وسط يدعو للتطبيق بالتزامن.
وكانت حركة حماس أطلقت مبادرة تقوم على استعدادها لإنهاء اللجنة الإدارية الحكومية، فور تسلم حكومة الوفاق مسؤولياتها كافة في قطاع غزة. لكنها اشترطت قبل كل شيء، استيعاب كل الموظفين القائمين على رأس أعمالهم (التابعين لحماس)، والإلغاء الفوري لكل الإجراءات التي فرضت على غزة، والشروع الفوري في حوار وطني، ومشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتفعيل المجلس التشريعي، بالتوافق لأداء مهامه المنوطة به.
ووصفت حركة فتح مبادرة حماس بالتعجيزية والكلام الفارغ.
وحذر عباس في خطابه، أنه طالما لم تستجب حماس سيتوقف تدريجيا عن دفع الأموال. وقال: «نحن منذ ما قبل الانقلاب، ونحن ندفع مليارا ونصف مليار دولار سنويا (50 في المائة من الميزانية) لقطاع غزة، وهذا ليس مِنّة على أحد وهو واجبنا. واستمررنا في ذلك من أجل الوحدة الوطنية. وعندما شكلوا هذه الحكومة، قلت إنني سأوقف هذه المبالغ تدريجيا، خطوة بخطوة. وهناك دول في العالم تكلمت معنا لماذا نفعل ذلك؟ فقلنا إن هناك سببا ونتيجة، السبب هو الحكومة والنتيجة هي القطع، فعندما يلغون الحكومة سيلغى القطع».
وتابع: «مبادرة القدس ما زلنا متمسكين بها، لكن نريد جوابا، وهناك كثيرون حريصون على الانقلاب ولا يريدون دولة فلسطينية موحدة؛ ولذلك هم مصممون على أن يبقى الوضع كما هو عليه، لأننا لا نقبل أن تكون هناك دولة فلسطينية من دون غزة ولا دولة فلسطينية في غزة. إذن الحل (من وجهة نظرهم)، أن يبقى الحال كما هو عليه، وبالتالي هذا هو المطلوب، فتذكرت الشرق الأوسط الجديد وما يسمى الربيع العربي، وهو ليس ربيعا وليس عربيا، هو دمار للأمة العربية، فاشتغلوا فينا. وعندنا يوجد غزة منفصلة، ويجب أن تبقى كذلك حتى لا تقوم الدولة الفلسطينية. ومن هنا نرى من يدافع بحماسة بالغة عن هذا الموضوع. لكن لن نسمح بأن يستمر هذا. إما أن تسير الأمور كما يراد لها وكما هي الحقيقة، وإما أن نستمر بخصم هذه الأموال التي أصبحت حراما على حركة حماس، والكهرباء في قطاع غزة التي يتكلمون عنها رأيتم أين تذهب، ساعتان للمواطن العادي والبقية للمسؤولين وأنفاقهم 24 ساعة».
وردت حماس فورا على تصريحات عباس وعدتها نسفا لجهود المصالحة. وقالت الحركة إن تصريحات عباس «تعكس سوء نواياه تجاه سكان القطاع وكذب حديثه عن الوحدة وإنهاء الانقسام، وتكشف عن دوره التكاملي والمتقاطع مع العدو الصهيوني في عزل غزة وحصارها، وضرب مقومات صمود شعبنا وثباته على أرضه».
وأَضافت الحركة أنها «لن تنجر وراء هذه المهاترات، وستبقى درعاً حامية لوحدة شعبنا ومدافعة عن حقوقه وثوابته، وستعمل على إنجاح كل الجهود المبذولة لتحقيق طموحاته في تحقيق الوحدة وإنجاز المصالحة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.