الغنوشي يدعو الشاهد إلى عدم الترشح للانتخابات المقبلة

البرلمان التونسي يرفض مقترحاً لتعويض السفارة الأميركية عن أضرار

عودة السياح الأوروبيين لزيارة المدن التونسية جددت الأمل بعودة انتعاش القطاع وتوفير فرص عمل (رويترز)
عودة السياح الأوروبيين لزيارة المدن التونسية جددت الأمل بعودة انتعاش القطاع وتوفير فرص عمل (رويترز)
TT

الغنوشي يدعو الشاهد إلى عدم الترشح للانتخابات المقبلة

عودة السياح الأوروبيين لزيارة المدن التونسية جددت الأمل بعودة انتعاش القطاع وتوفير فرص عمل (رويترز)
عودة السياح الأوروبيين لزيارة المدن التونسية جددت الأمل بعودة انتعاش القطاع وتوفير فرص عمل (رويترز)

خلق راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، جدلاً سياسياً كبيراً في البلاد حول المحتملين للترشح للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها سنة 2019، وخلف شكوكاً وتساؤلات حول نوايا الغنوشي، وغيره من القيادات السياسية الساعية لخلافة الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج.
وفاجأ الغنوشي الساحة السياسية في حوار تلفزيوني بدعوته رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى الإعلان وبشكل رسمي أنه غير مهتم بانتخابات 2019، وأبدى تخوفه من أن تكون حكومة الشاهد أو رئيسها، أو بعض وزرائها، يفكرون في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها سنة 2019.
وأحيت دعوة الغنوشي شكوكاً سابقة حول وجود اتفاق خفي بين الغنوشي والرئيس الباجي قائد السبسي حول تولي الباجي الرئاسة إلى سنة 2019، ثم تسليمها إلى الغنوشي بداية من التاريخ نفسه، وإعلان عدم ترشحه بسبب تقدمه في السن. وقبل الحوار التلفزيوني، الذي أجراه الغنوشي مع قناة «نسمة» الخاصة، قال خالد عبيد أستاذ التاريخ المعاصر، إن اللقاء الذي جمع بين الغنوشي والسبسي، رئيس حركة نداء تونس، في العاصمة الفرنسية باريس أفضى، ربما، إلى اتفاق يقضي بتولي الباجي أوﻻً رئاسة الجمهورية في 2014، بينما يتوﻻها الغنوشي في سنة 2019. وفي هذا الشأن، اعتبر عصام الشابي، رئيس الحزب الجمهوري المشارك في الائتلاف الحاكم، أن الطلب الذي توجه به راشد الغنوشي إلى رئيس الحكومة بإعلانه عدم الترشح لانتخابات 2019، هو «مقدمة لإزاحة منافس محتمل من طريقه وطريق غيره للترشح إلى الانتخابات الرئاسية، داعياً الغنوشي إلى الإعلان بدوره عن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها سنة 2019.
وفي السياق ذاته، انتقد سامي الطاهر، المتحدث باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، دعوة الغنوشي وموقفه من إمكانية ترشح الشاهد لأي محطة انتخابية، وقال إن ما قاله الغنوشي محاولة لإرباك عمل الحكومة، وتحضير لانقلاب سياسي ناعم في المستقبل، على حد تعبيره.
بدوره، هاجم الصحبي بن فرج، القيادي في حركة مشروع تونس (معارضة) التي يتزعمها محسن مرزوق، تصريحات الغنوشي، وقال موجها له الكلام: «لست وصيا على نوايا الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة... وهذا تجاوز لصلاحياتك».
يذكر أن محسن مرزوق، الذي شغل في السابق منصب أمين عام حزب النداء، الذي استقال ليؤسس حركة مشروع تونس، يعد من بين الأسماء الطامحة أيضاً لتولي رئاسة تونس.
من ناحية أخرى، دعا فيصل التبيني، النائب عن حزب صوت الفلاحين المعارض، رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية إلى توضيح مآل مذكرة التفاهم التي أمضتها تونس مع الولايات المتحدة الأميركية حول التعويض على أحداث النهب والتدمير التي لحقت بالسفارة الأميركية في تونس سنة 2012، والتي تقضي بمنح الأميركيين قطعة الأرض التي أقيمت عليها السفارة في العاصمة التونسية، والتي تناهز مساحتها نحو 20 ألف متر مربع.
وتمسك النائب بضرورة منح السفارة الأميركية مبلغا ماليا يتم الاتفاق عليه بين الطرفين بعد تكليف خبير لتقييم حجم الأضرار، التي لحقت بالسفارة الأميركية، وعدم التفريط في الأرض دون الرجوع إلى البرلمان التونسي.
وفي السياق ذاته، أوضح التبيني أن عدداً من نواب البرلمان قدموا مقترحا ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2018، يتعلق بالتعويض المادي لسفارة الولايات المتحدة وليس عن طريق قطعة أرض.
وقدرت السلطات الأميركية في وقت سابق الأضرار التي لحقت بمبانٍ تابعة لسفارتها في تونس بعد الهجوم الإرهابي بنحو 42 مليون دينار تونسي (نحو 17 مليون دولار).



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.