بلجيكا تجمد أرصدة مواطنين سافروا للقتال في مناطق النزاع

TT

بلجيكا تجمد أرصدة مواطنين سافروا للقتال في مناطق النزاع

نشرت الجريدة الرسمية في بلجيكا لائحة جديدة تتضمن عددا من الأشخاص الذين سافروا للقتال في مناطق النزاع أغلبهم التحقوا للقتال ضمن صفوف تنظيم داعش. وقررت السلطات تجميد أرصدتهم المالية والبنكية وغيرها، وتضم اللائحة الجديدة 37 شخصا، وبالتالي أصبح إجمالي عددهم في القائمة 251 شخصا. وكانت السلطات قد أعدت اللائحة منذ نهاية مايو (أيار) الماضي كجزء من الحرب المستمرة للحكومة ضد الإرهاب.
بدورها، أشارت وسائل الإعلام المحلية إلى أن هناك عددا من الأشخاص من كبار السن ضمن القائمة ومنهم السوري الأصل الشيخ بسام عياشي (71 عاما) الذي سبق وعاش لفترة من الوقت في بلدية مولنبيك في بروكسل.
واعتبرته السلطات في فترة من الوقت واحدا من أكثر المتشددين نفوذاً في بلجيكا ساهم في تحفيز العشرات من الشباب للسفر إلى مناطق النزاع في سوريا والعراق وأفغانستان وهي أمور سبق أن نفاها الشيخ عياشي والذي سبق اعتقاله في 2013 من جانب عناصر جماعة أحرار الشام، وهو العام نفسه الذي قتل فيه ابنه عبد الرحمن أثناء العمليات القتالية في سوريا. وقبل عامين فقد الشيخ بسام أحد ذراعية إثر انفجار لغم في السيارة التي كان يستقلها في إحدى المدن السورية.
إلى جانب تجميد حساب عمور سليطي البالغ (57 عاما) البلجيكي ذي الأصول التونسية، الذي سافر إلى أفغانستان في عام 1999 للانضمام إلى تنظيم القاعدة، وقبضت السلطات الباكستانية عليه في عام 2002 وسلمته إلى بروكسل، ليقضي 5 سنوات في السجن ويخسر جنسيته البلجيكية. ويبدو من إضافة اسمه إلى القائمة الجديدة أنه عاد إلى القتال من جديد، وفق ما أوردت شبكة «بلجا».
ويذكر أنه قبل ما يقرب من أسبوعين، قررت السلطات البلجيكية تجميد الأصول والممتلكات والحسابات البنكية وأي مصادر تمويل أخرى لـ158 شخصا ممن تورطوا في أنشطة إرهابية أو يشتبه في علاقتهم بالإرهاب، ومن بينهم عدد من المقاتلين الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى صفوف «داعش»، ومنهم سليمان عبريني شقيق محمد عبريني أحد منفذي تفجيرات مارس (آذار) من العام الماضي في العاصمة البلجيكية.
وبدوره، قال وزير العدل البلجيكي جينس كوين إن تجفيف منابع التمويل يعني ضمان عدم استغلال مثل هذه الأموال والممتلكات لتمويل الإرهاب وإرسالها إلى المقاتلين سواء في سوريا أو في أوروبا. كما قال وزير المالية يوهان فان أوفرفيلدت إنه من المهم جدا القيام بمنع تمويل الإرهاب وكذلك مراقبة إرسال الأموال إلى المقاتلين في وسوريا.
وحسب الجريدة الرسمية للدولة البلجيكية فقد كانت القائمة تضم 56 شخصا، لكن مجلس الوزراء البلجيكي وافق على إضافة 158 شخصا، من المشتبه في علاقتهم بالإرهاب، وذلك بناء على مقترح تقدمت به إدارة مركز تحليل المخاطر الإرهابية وإدارة الأزمات وقالت وسائل الإعلام في بروكسل إن هذا القرار يعني عمليا أن الأموال والفواتير والشيكات والأوراق المالية والقروض والموارد الاقتصادية للمشتبه في علاقتهم بالإرهاب سواء كانت عقارات أو غيرها ستكون تحت إشراف الحكومة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».