خلال عرض عسكري غير مسبوق شارك فيه 12 ألف جندي

رئيس الصين يشدد على تطوير الجيش «لهزيمة الأعداء كافة»

جانب من العرض العسكري الذي نظمه الجيش الصيني وشارك فيه الرئيس شي في منطقة منغوليا أمس (رويترز)
جانب من العرض العسكري الذي نظمه الجيش الصيني وشارك فيه الرئيس شي في منطقة منغوليا أمس (رويترز)
TT

خلال عرض عسكري غير مسبوق شارك فيه 12 ألف جندي

جانب من العرض العسكري الذي نظمه الجيش الصيني وشارك فيه الرئيس شي في منطقة منغوليا أمس (رويترز)
جانب من العرض العسكري الذي نظمه الجيش الصيني وشارك فيه الرئيس شي في منطقة منغوليا أمس (رويترز)

شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ على الحاجة لتطوير جيش «بمستوى عالمي» قادر على «هزيمة كافة الأعداء الغزاة»، في كلمته خلال عرض عسكري غير مسبوق بمناسبة الذكرى الـ90 لتأسيس الجيش الأحمر.
ومنذ توليه الحكم في عام 2012، نادى شي ببناء جيش أقوى وعلى أهبة الاستعداد للقتال، في حين يقود الجهود لحصر سيطرة الحزب الشيوعي الحاكم على جيش التحرير الشعبي الذي يطلق عليه كذلك «الجيش الأحمر»، وهو أكبر جيش في العالم.
وشارك في العرض الضخم 12 ألف عسكري ونحو 700 طائرة وقطعة عسكرية من المعدات الأرضية. كما شهد العرض مشاركة دبابات ومركبات تنقل صواريخ يمكنها حمل رؤوس نووية، وحلقت الطائرات العسكرية بما في ذلك قاذفات من طراز «إتش - 6 كيه» التي كانت تقوم بدوريات قرب تايوان واليابان في الآونة الأخيرة ومقاتلات «جيه - 15» وجيل جديد من مقاتلات شبح جيه - 20. وأقيم العرض، الذي لم يُعلن عنه حتى مساء أول من أمس، في قاعدة تشوريخه في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم شمال البلاد.
وتعد هذه أول مرة يشهد فيها شي عرضا عسكريا ميدانيا بهذا الحجم، بحسب وزارة الدفاع الصينية. وقال شي فيما كان يرتدي بزة عسكرية مموهة: «نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى لهدف التجديد الأعظم للأمة الصينية، ونحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى في التاريخ لبناء جيش شعبي قوي». وأمر شي الجيش بـ«الالتزام بشكل ثابت بالقيادة المطلقة للحزب»، مضيفاً أن عليه «السير إلى حيث يشير الحزب». وقال شي إن «العالم ليس مسالما»، لكنه لم يشر إلى أي بقاع ساخنة مثل النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي أو تايوان أو التوترات جراء أسلحة كوريا الشمالية النووية وبرامجها الصاروخية. وارتدى آلاف الجنود زيا قتاليا وليس الزي العسكري العادي وأثارت المركبات سحبا من الرمال وهي تتجول في قطاعات في القاعدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، ريم غيوكيانغ، في بيان إن العرض العسكري يرمي لخلق «مناخ جيد» قبل المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في وقت لاحق من هذا العام والذي من المفترض أن يمنح شي ولاية جديدة على رأس البلاد.
ولم تُدع وسائل الإعلام الأجنبية لتغطية الحدث الذي بثه التلفزيون الوطني. وظهر الرئيس واقفا في سيارة مكشوفة من طراز «جيب» متفقّداً القوات. وكرر عبارة «أيها الرفاق، شكرا لكم. لقد عمِلتم بجد!»، متوجهاً إلى جنوده الذين أجابوا: «نحن في خدمة الشعب!». وفي شهر مارس (آذار) الماضي، أعلنت الصين أنها سترفع ميزانيتها الدفاعية لهذا العام بنحو 7 في المائة، وهي أقل نسبة زيادة سنوية منذ عام 1991، والصين منخرطة في عملية تحديث وبناء لجيشها مستمرة منذ عقود، حيث تسعى أن تتماشى قدراتها العسكرية مع قوتها الاقتصادية لتعزيز موقفها في النزاعات المنخرطة فيها بشأن السيادة في المياه الآسيوية.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن هذه هي المرة الأولى التي تحتفل فيها الصين بعيد جيش التحرير الشعبي الذي يحل رسميا في الأول من أغسطس (آب) بعرض عسكري منذ الثورة الشيوعية عام 1949.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.