عناصر من النظام والشرطة الروسية على حواجز في الغوطة

TT

عناصر من النظام والشرطة الروسية على حواجز في الغوطة

قالت وكالات الأنباء الحكومية الروسية إن نقاط العبور في منطقة الغوطة الشرقية بدأت عملها أمس، وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي وقعته روسيا مع «جيش الإسلام» يوم 22 يوليو (تموز) في القاهرة، حول إعلان تهدئة في الغوطة الشرقية. وقالت وسائل الإعلام الروسية في تقاريرها من دمشق، إن عناصر من الشرطة العسكرية الروسية ومعهم جنود من قوات النظام السوري، يقومون بمهام التفتيش والتدقيق على المارين عبر الحاجزين، وتم نشر رشاشات على مبان مرتفعة مطلة على الحواجز لضمان أمنها.
وكان العقيد سيرغي رودسكوي، قال إن قوات الشرطة العسكرية أقامت حاجزين لعبور المواطنين من وإلى الغوطة، دون إشارة إلى مشاركة قوات النظام في المهام على تلك الحواجز.
إلا أن منذر إقبيق، المتحدث الرسمي باسم «سوريا الغد»، التي بادرت باقتراح توقيع اتفاق التهدئة في الغوطة، قال في تصريحات لوكالة «ريا نوفوستي» إن المعارضة السورية «وافقت بموجب الاتفاقية على قوات روسية فقط»، وأكد إقبيق أن «القوات الإيرانية لن تشارك في المراقبة»، دون أي إشارة منه إلى دور لقوات النظام السوري في المراقبة.
في شأن متصل نفى المركز الروسي في قاعدة حميميم الجوية المعلومات حول قصف جوي تعرضت له منطقة الغوطة الشرقية، يوم الاثنين 24 يوليو، اليوم الأول من دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ. ونقلت «ريا نوفوستي» عن المتحدث باسم مركز حميميم الروسي قوله إن «المعلومات التي ذكرتها وسائل إعلام غربية حول قصف تعرضت له الغوطة مساء 24 يوليو، هي معلومات كاذبة، ترمي إلى التشكيك بالعملية السلمية» في سوريا، وحمل المركز «الخوذات البيضاء» المسؤولية عن بث تلك المعلومات. وفي التقرير اليومي الذي يصدره مركز حميميم حول خروقات وقف إطلاق النار في سوريا، قال الجانب الروسي في اللجنة الروسية –التركية المشتركة لمراقبة الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية، إنه سجل 6 خروقات أربعة منها في اللاذقية اثنان في حلب، بينما سجل الجانب التركي في اللجنة 11 خرقا لوقف إطلاق النار من جانب قوات الناظم، معظمها في دمشق.
سياسيا وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقادات غير مباشرة لكل الأطراف السورية، بما في ذلك للنظام السوري. وخلال حوار أجرته معه قناة تلفزيون روداو الكردية العراقية، توقف لافروف عند نسخة الدستور التي اقترحتها روسيا على المفاوضات السورية، وقال إن أيا من الأطراف المتنازعة لم يكن يفكر حينها بمناقشة الدستور، وعليه يمكنكم وصف خطوتنا حين طرحنا الدستور بأنه «تحفيز لإثارة النقاش بين السوريين حول هذه المسألة، حسب قوله. واعتبر أنه بعد الاتفاق على الدستور يمكن حل الكثير من القضايا المتعلقة بالمناصب في السلطة، لافتاً إلى أن الأقليات ستشعر حينها بضمانات يمنحها نص القانون الأساسي لسوريا، مرجحاً أنه «سيكون من الأسهل عندها الاتفاق حول تقاسم السلطة ومن سيشغل هذا المنصب أو ذاك في السلطتين التشريعية والتنفيذية». واتهم لافروف «أولئك الذين طالبوا بتغيير نظام بشار الأسد في البداية، ومن ثم حل المسائل الأخرى» بأنهم «لم يفكروا في مصلحة بلدهم، بل فكروا كيف يصلون إلى السلطة» حسب قوله. وفي إشارة منه إلى النظام السوري قال وزير الخارجية الروسي إن «أولئك الذين كانوا يقولون إنهم لن يتحركوا بأي اتجاه قبل النصر التام على الإرهابيين، هم أيضاً لم يساعدوا على استمرار طبيعي لعملية جنيف ومجمل الجهود الدولية» الرامية لتسوية الأزمة السورية.
جدير بالذكر أن النظام السوري كان قد صرح أكثر من مرة إن الأولوية للتصدي للإرهاب، وأنه يتعذر المضي في أي حل سياسي قبل القيام بهذه المهمة، وما زال يصر على أولوية «التصدي للإرهاب» حتى في الجولات الأخيرة من مفاوضات جنيف.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.