بلجيكا تشدد تأمين محطات القطارات الرئيسية خشية استهدافها

إجراءات جديدة للكشف عن الأسلحة والمتفجرات... والتصرفات المريبة

عناصر من الجيش داخل محطة قطار بروكسل عقب تفجيرات مارس 2016 («الشرق الأوسط»)
عناصر من الجيش داخل محطة قطار بروكسل عقب تفجيرات مارس 2016 («الشرق الأوسط»)
TT

بلجيكا تشدد تأمين محطات القطارات الرئيسية خشية استهدافها

عناصر من الجيش داخل محطة قطار بروكسل عقب تفجيرات مارس 2016 («الشرق الأوسط»)
عناصر من الجيش داخل محطة قطار بروكسل عقب تفجيرات مارس 2016 («الشرق الأوسط»)

اتخذت السلطات البلجيكية إجراءات أمنية إضافية، لتأمين عدد من محطات القطارات الرئيسية في البلاد، وخاصة في العاصمة بروكسل وانتويرب وليياج، ومنها ما يتعلق بالكشف عن محتويات الحقائب، وأيضا عناصر مدربة على كيفية التعامل مع التصرفات المريبة للأشخاص داخل تلك المحطات.
وجرى اتخاذ القرار حول الإجراءات الإضافية، بشكل مشترك، من جانب كل من وزير الداخلية جان جامبون، ووزير النقل فرنسوا بيلوت. وقال هندريك فاندير كامبن من الحراسات الخاصة بالسكك الحديدية، إن أفراد الحراسات الخاصة بالسكك الحديدية سوف يركزون على الأشخاص الذين يتوجهون إلى الأرصفة المخصصة للقطارات السريعة، لإجراء عملية فحص بأجهزة متطورة، للكشف عن محتويات الحقائب، وهي أجهزة مشابهة للأجهزة المستخدمة في المطارات، ولكن تركز بشكل خاص على الأسلحة والمتفجرات، وليس على مقص الأظافر أو السوائل.
ويرى الكثير من المراقبين في بروكسل، أن تلك الخطوات تأتي استمرارا لحزمة إجراءات بدأتها السلطات في أعقاب تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصا، وزادت تلك الإجراءات بشكل أكبر، في أعقاب تفجيرات بروكسل في مارس (آذار) من العام الماضي، والتي استهدفت مطارا ومحطة للقطارات الداخلية في بروكسل، مما أسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وحسب ما جرى الإعلان عنه في بروكسل، فقد تقرر تعيين موظفين أمن إضافيين في محطات السكك الحديدية عالية السرعة TGV وتاليس في محطات بروكسل الجنوبية، وأنتويرب سنترال ولييج. وستجرى عمليات تفتيش الأمتعة عشوائياً وبشكل مستمر، وسيتم تدريب موظفي الأمن على الكشف عن السلوك المشبوه. وأعلن وزير الداخلية جان جامبون (الحزب القومي الفلمنكي) ووزير النقل الاتحادي فرنسوا بيلوت (الحزب الليبرالي الفرانكفوني) عن استثمار إضافي في أمن المحطات.
ويتعين على أي شخص يأخذ قطارا فائق السرعة في إحدى المحطات الثلاث المرور عبر ممر يقوم فيه موظفو أمن السكك الحديدية بعمليات تفتيش عشوائية. وقال هندريك فاندركيمبن من سيكورايل لشبكة VRT الإعلامية الفلمنكية «يمكن أن يكون فحص الركاب بنحو 10 في المائة من الركاب أو أكثر، وسيكون بشكل عشوائي تماما». وسيتم إخضاع أولئك الذين يتعرضون للفحص إلى جهاز الكشف عن المعادن وماسح الأمتعة. «الآلات المستخدمة سوف تكون مماثلة لتلك المستخدمة في المطار، ولكن هنا نحن لن نبحث عن السوائل أو مقص الأظافر. وسوف نركز على الأسلحة والمتفجرات»، حسبما أوضح فاندركمبن. وقال وزير الداخلية جان جامبون إن الهدف من الفحص هو أن يكون رادعاً. وأضاف الوزير: «الإرهابيون دائما يختارون الطريق الأقل مقاومة، والآن سيعرفون أنهم سيواجهون فحصا في أي لحظة إذا ما استقلوا أحد القطارات السريعة». وأوضح الوزير أنه: «كما أنها ستكون عمليات تفتيش أكثر استهدافا من قبل الشرطة في المحطات، ففي محطة بروكسل الجنوبية تم تدريب أول عشرة ضباط شرطة بالفعل، والفكرة هي تمرير ما تعلموه لزملائهم، كما ستمتد ممارسة تحليلات السلوك إلى محطات أخرى».
وكان تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجوم الفاشل الذي وقع في محطة قطار وسط بروكسل 20 يونيو (حزيران) الماضي ولم يسفر عن أي ضحايا، وانتهى إلى مقتل منفذ الحادث ويدعى أسامة من أصول مغربية، كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم مماثل وقع قبله بيوم واحد بالقرب من شانزليزيه في باريس، وانتهى أيضا بالفشل ولم يسفر عن سقوط ضحايا بينما قتل شخص 31 عاما والذي كان يقود سيارة بها أسطوانات من الغاز. وأشار الإعلام البلجيكي أن «مجلة» الإنترنت محسوبة على تنظيم داعش، نشرت أسماء منفذي الهجومين ضمن قائمة شهداء «داعش»، وقالت إنهم من جنود دولة الخلافة الإسلامية وأسفرت عملية المداهمة لمنزل الشخص، الذي قتل في المحاولة الفاشلة ببروكسل، عن العثور على المواد التي تدخل في تصنيع المتفجرات ومنها مادة تي أي تي بي وهي نفس المواد التي استخدمت في تصنيع متفجرات استخدمت في هجمات باريس في نوفمبر 2015 ومارس 2016. وحسب ما ذكر مكتب التحقيقات البلجيكي فقد عثرت الشرطة داخل منزله على أدلة تفيد بأنه من المؤيدين لتنظيم داعش، ومنها بعض الكتابات التي تؤكد ذلك وعثر عليها رجال الأمن، كما أشارت وسائل الإعلام إلى أن عملية المداهمة أظهرت وجود دلائل تشير إلى أن هذا الرجل قام بصنع قنبلة في منزله. ولكن عائلته في شمال المغرب نفت أي علاقة بينه وبين التطرف وأنه كان ضد الإرهاب.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.