الحكومة اليمنية: لن نصبر كثيراً على تعنت الانقلاب

TT

الحكومة اليمنية: لن نصبر كثيراً على تعنت الانقلاب

أكد مجلس الوزراء اليمني أن استمرار رفض وتعنت الميليشيات الانقلابية وإصرارها على مواصلة حربها الخاسرة ومتاجرتها بدماء والآم ومعاناة اليمنيين وارتهانها لأجندة إيران الخارجية، يضع المجتمع الدولي أمام الحقيقة التي لطالما أكدت عليها الحكومة الشرعية من أن «قرار هذه العصابة لم يعد بيدها، ومتمردة على إرادة شعبها قبل سلطته الشرعية، ومن بعدها قرارات المجتمع الدولي الملزمة والصادرة تحت الفصل السابع من مجلس الأمن الدولي».
وشدد مجلس الوزراء في جلسة عقدت في العاصمة المؤقتة عدن، أمس، على أن الحكومة حريصة على إحلال السلام الدائم والعادل الذي يتطلع إليه الشعب اليمني، بالالتزام بمرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها محليا ودوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار وقرار مجلس الأمن «2216».
وأضاف أن الحكومة «لن تصبر كثيرا على تعنت ومماطلة الانقلابيين، ما يحتم على المجتمع الدولي الذي تترسخ قناعته يوما بعد آخر أن هذه الميليشيات لن تنصاع للحل السلمي؛ دعم الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية لاستكمال إنهاء الانقلاب وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنفاذ الإرادة الشعبية».
وثمن المجلس، الدعم والإسناد العسكري الذي تقدمه دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة وباقي دول التحالف الأخرى، على المستوى الإنساني والإغاثي والاقتصادي، وفي جبهات القتال ضد الانقلابيين، وصولا إلى استعادة الدولة الشرعية وتحقيق أحلام وتطلعات اليمنيين الذين تحملوا في سبيل ذلك كل صنوف المعاناة والانتهاكات من قبل المتمردين.
واستعرض مجلس الوزراء عددا من التقارير المقدمة من الوزارات والجهات ذات العلاقة، عما تم تنفيذه خلال الفترة الماضية على صعيد تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة في الجوانب الخدمية والأمنية، وما يتم تنفيذه حاليا والخطط القائمة، لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وتفعيل أقسام الشرطة والنيابة العامة وتحسين الخدمات الأساسية في مختلف المحافظات المحررة.
وأكد المجلس على أهمية الدور الحيوي والفاعل للمواطنين في دعم جهود الحكومة لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة، انطلاقا من الجهود التكاملية التي لا يمكن أن تكتمل أي جهود على النحو الأمثل إلا من خلالها، لافتا إلى أن حماية الأمن والاستقرار وتعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية من شأنه الحفاظ على استقرار الخدمات وتنشيط الاقتصاد بما يعود بالفائدة على المواطن.
وشدد رئيس الوزراء خلال الاجتماع على ضرورة مضاعفة الجهود، وتلمس احتياجات المواطنين ومتابعة تنفيذ المشاريع عن قرب والنزول الميداني المستمر للمتابعة، مؤكدا أن الحكومة وبالتنسيق مع رئاسة الجمهورية ستذلل أي صعوبات أو تحديات تواجه أداء أي وزارة أو جهة حكومية بما يمكنها من القيام بعملها على الوجه الأمثل.
وأشار الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إلى أن العاصمة المؤقتة عدن ستشهد مزيدا من التحسن في مستوى الخدمات الأساسية خلال الأيام المقبلة، خصوصا في الكهرباء والمياه والصحة وغيرها... منوها بما تحقق مؤخرا من تحسن في خدمة الكهرباء والمياه، وأهمية تكاتف الجهود على المستويين الرسمي والشعبي لاجتثاث الظاهرة الدخيلة من الاعتداء على الكهرباء، وملاحقة ومعاقبة كل من يقدم على مثل هذا الفعل ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه تكرار ذلك.
ولفت رئيس الوزراء إلى اهتمام الحكومة بأوضاع بقية المحافظات المحررة، وتكليفها وزراء مؤخرا للنزول الميداني إلى محافظة تعز، وأنها ستتعامل بمسؤولية مع احتياجات كل المناطق اليمنية بما فيها الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وناقش مجلس الوزراء ما تعرض له فرع البنك الأهلي اليمني في المنصورة بعدن من حادثة سطو مسلح، والنجاح الأمني الكبير في الوصول وخلال ساعات إلى العصابة التي نفذت هذا العمل، وأعمال مماثلة سابقة طالت شركات صرافة، مشيدا بـ«الأجهزة الأمنية وكل رجالها الأفذاذ وأجهزتها ومسؤوليها الذين حققوا هذا النجاح الأمني بالقبض على عصابتي السطو المسلح، ودعم الحكومة الكامل لعملها وجهودها بما يمنع من تكرار حدوث مثل هذه الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار».
ووجه المجلس بسرعة إحالة المضبوطين في عصابة السطو المسلح إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم العادل والرادع وفي أسرع وقت ممكن.
واستمع مجلس الوزراء إلى تقرير نائب وزير الداخلية عن الوضع الأمني في المحافظات المحررة، وما تقوم به الأجهزة الأمنية المختصة من دور في ضبط العصابات الإجرامية وإحالتها للتحقيق، واتخاذ خطوات من شأنها منع حدوث أي أعمال من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار، مشيرا إلى اعتماد خطة لتأمين البنوك ومحلات الصرافة والمنشآت الحكومية والتجارية ومصالح وممتلكات المواطنين، سيتم تنفيذها ابتداء من الأسبوع المقبل.
وأقر المجلس بناء على تقرير نائب وزير الداخلية، منع السيارات المجهولة غير المرقمة من التجول في الشوارع، على أن تشكل لجنة من وزارات المالية والداخلية والشؤون القانونية لحل الإشكاليات القائمة للسيارات غير المرقمة، بما يخدم المصلحة العامة.
وثمن المجلس عاليا الدعم والإسناد العسكري الذي تقدمه دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة وباقي دول التحالف الأخرى على المستوى الإنساني والإغاثي والاقتصادي، وفي جبهات القتال ضد الانقلابيين، «وصولا إلى استعادة الدولة الشرعية وتحقيق أحلام وتطلعات اليمنيين الذين تحملوا في سبيل ذلك كل صنوف المعاناة والانتهاكات من قبل المتمردين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.