واشنطن ترحب بعقوبات أوروبية على 17 مسؤولاً سورياً لعلاقتهم بـ«الكيماوي»

صورة من الأرشيف لأحد المصابين بالهجوم الكيماوي على خان شيخون. (رويترز)
صورة من الأرشيف لأحد المصابين بالهجوم الكيماوي على خان شيخون. (رويترز)
TT

واشنطن ترحب بعقوبات أوروبية على 17 مسؤولاً سورياً لعلاقتهم بـ«الكيماوي»

صورة من الأرشيف لأحد المصابين بالهجوم الكيماوي على خان شيخون. (رويترز)
صورة من الأرشيف لأحد المصابين بالهجوم الكيماوي على خان شيخون. (رويترز)

رحبت واشنطن، أمس، بالعقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على ضباط في النظام السوري وعلماء مشاركين في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية، في بيان: «نرحّب بقرار المجلس الأوروبي، اليوم، فرض عقوبات على 16 مسؤولاً عسكرياً رفيعاً وعالماً في مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا، لدورهم في تطوير الأسلحة الكيماوية، واستخدامها ضد السكان المدنيين».
كان مجلس الاتحاد الأوروبي قد أعلن، أول من أمس، عقوبات على 16 مسؤولاً. ونشرت الجريدة الرسمية الأوروبية، أمس، قائمة المسؤولين، وكان بينهم سمير دعبول باعتباره ضابطاً مسؤولاً عن استخدام الكيماوي، وعلي ونوس المسؤول عن استخدام متكرر لهذا السلاح، وهالة سرحان من مركز البحوث العلمية.
وقال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، الاثنين، في بروكسل، إن القائمة الجديدة «تظهر تصميم بريطانيا وسائر أصدقائنا في أوروبا على التصرف ضد أولئك المسؤولين عن هجمات كيماوية في سوريا».
وقالت الوزارة الأميركية، في بيان، إن «الجهود المشتركة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (...) تندرج في إطار الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمحاسبة نظام (بشار) الأسد على انتهاكه منذ أمد بعيد الضوابط المفروضة على استخدام الأسلحة الكيماوية».
وفي 30 يونيو (حزيران)، أكد خبراء من منظمة حظر الأسلحة الدولية، في تقرير، استخدام غاز السارين خلال قصف قرية خان شيخون، في 4 أبريل (نيسان)، في سوريا، حيث قتل 87 شخصاً، بينهم عدد كبير من الأطفال.
واتهم الغرب قوات الحكومة السورية بشن هجوم كيماوي، لكن النظام السوري وحليفته روسيا نفيا ذلك.
وتشمل العقوبات المفروضة على سوريا حظراً على النفط، وقيوداً على بعض الاستثمارات، وتجميد أصول البنك المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي، وقيوداً على تصدير تجهيزات وتكنولوجيا.
ومددت العقوبات في 29 مايو (أيار) الماضي حتى 1 يونيو 2018.
والأسبوع الماضي، حذر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، خلال زيارته لبروكسل، من «عواقب العقوبات الأوروبية والأميركية» المفروضة على النظام السوري.
وقالت واشنطن إن إجراء أوروبا «يأتي بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة أخيراً، والتي تهدف أيضاً إلى محاسبة النظام السوري على استخدامه المتكرر للأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، بما في ذلك هجوم خان شيخون. فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كثير من موظفي مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا، وهي الوكالة الحكومية السورية المسؤولة عن تطوير أسلحة غير تقليدية وإنتاجها لدعم برنامج الأسلحة الكيماوية السوري. وبالإضافة إلى ذلك، وفي مايو 2017، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من الأفراد والكيانات السورية، رداً على أعمال العنف التي ارتكبتها الحكومة السورية ضد مواطنيها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».