أنهت حركة فتح في قطاع غزة مشاورات استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع لتشكيل قيادة جديدة للحركة في مواجهة كثير من الأزمات التي تواجهها في القطاع، سواء فيما يتعلق بتمدد تيار القيادي المفصول محمد دحلان الذي سماه «التيار الإصلاحي الديمقراطي»، والذي تحالف مع حركة حماس، أو بسبب إحداث الانقسام وتضييق «حماس» على نشاطات الحركة حتى حظرها، بعد إجراءات اتخذها الرئيس الفلسطيني ضد «حماس».
وتعاني حركة فتح كثيرا في الأشهر الأخيرة بعد إجراءات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، التي تمثلت بخصم ما يزيد على 30 إلى 50 في المائة من رواتب موظفي السلطة في غزة، وغالبيتهم العظمى من عناصر الحركة، وما قابل ذلك من إجراءات «حمساوية» تمثلت في التضييق على الحركة. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن القيادي في الحركة أحمد حلس، الذي انتخب عضوا للجنة المركزية في الانتخابات الأخيرة التي جرت في مؤتمر حركة فتح السابع في من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، قاد اتصالات ومشاورات داخلية بهدف الوصول إلى تغيير في قواعد عمل الحركة بغزة، وذلك من خلال إيجاد قيادة شابة تستطيع مواجهة الأزمات.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنه سيتم تشكيل هيئة قيادية عليا من 20 شخصية، جميعهم من الفئة الشابة داخل حركة فتح، على أن تكون هناك 70 شخصية أخرى تعمل كمجلس استشاري يستطيع تأمين القرارات الصحيحة للهيئة القيادية العليا والتصويت عليها، ويدعمها منعا لوقوع خلافات، كما جرى في الهيئات الأربع الماضية التي شكلت في أقل من عامين.
وكانت أكثر من قيادة تم تشكيلها في السنوات الأخيرة لمواجهة آثار الانقسام، وسيطرة «حماس» على غزة منذ عام 2007، فشلت وخلفت خلافات داخلية. ويفترض أن يتضح اليوم شكل الهيئة القيادية العليا الجديدة، والمهام المنوطة بها للبدء بإعادة هيكلة الحركة دون المساس بأقاليمها التي انتخبت.
وأشارت المصادر إلى أنه تم الاتفاق على أعضاء الهيئة والمجلس الاستشاري بشكل شبه كامل، موضحة أن هناك توافقا على الأسماء داخليا بين قيادة الحركة ومسؤولين في الحركة من اللجنة المركزية بالضفة.
ورشحت بعض الأسماء، منها الأسير المحرر والقيادي في الحركة هشام عبد الرازق ليكون مسؤولا عن الهيئة القيادية الجديدة، بالإضافة إلى قيادات عرف منها جمال عبيد، ويزيد الحويحي، وزياد شعث، وأحمد حسن، وغيرهم من القيادات الفتحاوية الشابة.
ورفض عدد من قيادات الحركة في قطاع غزة التعقيب لـ«الشرق الأوسط» على تلك الأنباء، واكتفت بالإشارة إلى صحتها، متوقعين أن تشهد الحركة نقلة نوعية في الفترة المقبلة لمواجهة التحديات التي تعصف بها.
ويحاول تيار محمد دحلان استغلال الأزمات داخل الحركة، وإجراءات القائد العام لها محمود عباس ضد موظفي السلطة بغزة، وغالبيتهم العظمى من فتح لجذب أولئك الموظفين إلى جانبه، وذلك في محاولة لكسب أكبر قدر من الجماهيرية داخل الحركة.
ويلاحظ منذ عام ازدياد الأعداد الجماهيرية المؤيدة للقيادي دحلان داخل حركة فتح بغزة، خاصة بعد أن نجح في تنظيم مؤتمرات بالخارج للجيل الشاب داخل الحركة، وتقديم مشروعات داخلية لدعمهم، في محاولة للحصول على مزيد من الجماهيرية داخل القطاع.
«فتح» تتجه نحو اختيار قيادة جديدة في غزة
بهدف مواجهة أزماتها الداخلية وإجراءات «حماس» وتمدد دحلان
«فتح» تتجه نحو اختيار قيادة جديدة في غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة