اتهامات للحوثي وصالح بتفخيخ محميات طبيعية

وزير المياه اليمني: الميليشيات عمدت إلى تلويث الموانئ

TT

اتهامات للحوثي وصالح بتفخيخ محميات طبيعية

كشف عزي شريم، وزير المياه والبيئة في اليمن، عن أن ميليشيات الحوثيين وحليفهم في العملية الانقلابية على الحكومة الشرعية، قامت بتنفيذ جملة من الجرائم لإتلاف الحياة البيئية والفطرية في اليمن بشكل عام.
وقال الوزير شريم، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن الميليشيات المدعومة من إيران، قامت بتفخيخ كثير من المحميات البحرية الطبيعية، مخالفة جميع الأنظمة المحلية والدولية في التعامل مع هذه المواقع، كما عمدت إلى تلويث الموانئ ومياه البحر في مدن تقع تحت سيطرتها بنشر الألغام وإلقاء المخلفات، كما شرعت في استباحة المناطق الرطبة في كثير من المواقع.
وتطرق الوزير إلى أنه من ضمن الأعمال الإجرامية التي تنفذها الميليشيات، السيطرة على مضخات المياه في المدن التي تقع تحت سيطرتهم، موضحا أن وزارته تخاطبت بشكل مباشر مع جميع المنظمات والجهات المعنية، مشددا على أن وزارته لا يمكنها مواجهة هذه التهديدات بالسلاح للعاملين فيها، داعيا إلى ضرورة الحزم مع هذه الميليشيات لردعها بشكل قوي، خاصة أن هذه الميليشيات لها مشروعات واضحة في المنطقة تنفذها نيابة عن «طهران»، التي تعمل بالضغط على الإنسان في كل تفاصيل حياته.
وعن ربط تلوث المياه بانتشار مرض الكوليرا، أكد وزير المياه، أنه، بحسب آخر ما قامت به الوزارة من متابعة دقيقه خلال الـ15 يوما الماضية، اتضح أنه لا يوجد أي علاقة مباشرة ما بين تلوث المياه في بعض المناطق أو أنها سبب في انتشار ونقل مرض الكوليرا، وأن المياه ليست من العوامل المساعدة في تفشي الظاهرة، موضحا أن التلوث يكون له مصادر كثيرة ولا يرتبط بالمياه.
واستطرد وزير المياه، أن هناك معاناة تعيشها المؤسسات المحلية من ضعف وتدهور متطلبات المختبرات التي تعمل على الفحص الدوري للمياه، والتي من خلالها تجري المتابعة لأي مستجدات تظهر على واقع المياه التي تتيح للعاملين اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أي موقف، كذلك التعامل مع ما يبرز من ملوثات في وقت قياسي.
وحول مشروعات وزارة المياه، قال شريم، إن هناك كثيرا من الموضوعات التي تدرسها الوزارة، ومنها تفعيل التعاون مع صناديق دول الخليج الداعمة لمشروعات المياه في اليمن، وعدد من المانحين، وذلك بهدف إعادة وتنفيذ المشروعات في المناطق المحررة بهدف عودة الخدمات تدريجيا في الأيام الأولى لوصول الخدمات بالشكل الطبيعي في كل من «عدن، وحضرموت، وسيئون، وسوقطرى» وجميع المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، لافتا إلى أن هناك اجتماعات مع الأشقاء في إطار الصناديق الخليجية، وتواصل مع المنظمات والجهات المانحة على مستوى الشركاء.
وقال الوزير شريم، إنه، في إطار الصندوق العربي الممول من الكويت، هناك تفاعل بشكل كبير، وجار التعامل مع المستخلصات من قبل وزارة المالية والبنك المركزي، على أساس تفعيل مشروع «عدن، وسيئون» وقطعنا شوطا إيجابيا. وفي إطار مشروع تحلية مياه تعز، هناك الصندوق السعودي الذي له الدور البارز في هذا الجانب، ويواجه هذا المشروع بعض المعوقات التي تتعلق بالجانب العسكري والتهديدات التي يتعرض لها ميناء «المخا» لكونه المحطة التي سيتم منها تحلية المياه لـ«تعز، وإب» في إقليم الجند، وجار التفاهم عليه للبدء بالخطوات العملية، والتوقيع على الوثيقة النهائية التي جرى التفاهم عليها في وقت سابق قبل العملية الانقلابية والاستيلاء على صنعاء من قبل الانقلابيين بدعم من الحكومة الإيرانية.
ولفت الوزير شريم إلى أن تعز تعاني من شح مياه كبير، إضافة إلى كثافتها السكانية، وستكون هذه المدينة من الأولويات في تنفيذ مشروعات المياه، موضحا أن الوزارة تعمل على حل هذه الإشكالية خلال الفترة المقبلة وإيصال المياه بشكل دائم لسكان المدينة، مشددا على أن وزارته في هذه المرحلة قد لا تضع المسائل البيئية ضمن أولويات المرحلة بقدر الاهتمام بكيفية إيصال المياه، والوزارة مسؤولة في هذا الجانب عن إيصال الخدمة حتى في تلك المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.