وفد «الشيوخ الإيطالي» يزور الأزهر والمقر البابوي

أكد دعم مصر في محاربة التطرف والإرهاب

مجلس الشيوخ الايطالي يزور الأزهر
مجلس الشيوخ الايطالي يزور الأزهر
TT

وفد «الشيوخ الإيطالي» يزور الأزهر والمقر البابوي

مجلس الشيوخ الايطالي يزور الأزهر
مجلس الشيوخ الايطالي يزور الأزهر

قالت مصادر مطلعة إن «زيارة وفد مجلس الشيوخ الإيطالي إلى العاصمة المصرية القاهرة أمس جاءت لاستعراض ملف العلاقات المصرية - الإيطالية، بالإضافة إلى التعاون الأمني بين القاهرة وروما، ومواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية».
وأضافت المصادر أن «الوفد الإيطالي أشاد بمحورية الدور المصري في منطقة الشرق الأوسط»، معربا عن تقدير بلاده للجهود التي تقوم بها مصر، وما تتحمله من أعباء على صعيد مكافحة التطرف، ودور القاهرة في استعادة الاستقرار بالمنطقة وتسوية الأزمات القائمة بها.
وأكد السيناتور نيكولا لاتوري، رئيس لجنة الدفاع والحريات بمجلس الشيوخ الإيطالي، والوفد المرافق له خلال زيارته لمشيخة الأزهر أمس، أن «الحوار بين الأديان استراتيجي وأساسي من أجل بناء عالم بعيد عن الفوضى»، مشيرا إلى الدور الذي يقوم به الأزهر من خلال إعداد الطالب على أساس منهج التعددية والحوار، واعتباره أمرا مهما جدا لا يمكن الاستغناء عنه.
وكان الوفد قد أجرى مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمقر قصر الرئاسة في مصر الجديدة، مؤكدا دعم إيطاليا ووقوفها إلى جانب مصر في مواجهة جميع التحديات، سواء الأمنية أو الاقتصادية.
من جهته، قال شيخ الأزهر أمس، إن الأزهر مؤسسة تعليمية تعمل على إرساء السلام بين جميع الناس، وترسيخ ثقافة الحوار والتسامح التي تنادي بها الأديان كافة، مؤكدا أن انفتاح الأزهر على المسيحية وتمثيل المسيحيين بجميع طوائفهم في جميع مؤتمراته لهو أكبر دليل على أن هذه المؤسسة العريقة تعنى بالسلام بين مختلف الشعوب والدول، مبرزا أن الأزهر تنبه لأهمية الحفاظ على النسيج المجتمعي في مصر، وقام من هذا المنطلق بإنشاء «بيت العائلة» المصرية لتقديم نموذج عملي على أن المسلمين والمسيحيين سواء على أرض الوطن. كما أعد مقترحا بمشروع قانون مكافحة الكراهية والعنف باسم الدين، جرى تقديمه للجهات المختصة للحد من مظاهر الكراهية والتعصب، التي تروج لها بعض الجماعات المتطرفة، واتخاذ جميع السبل من أجل نشر ثقافة التسامح والأخوة بين أبناء الوطن الواحد، حفاظا على تماسك المجتمع واستقراره.
وسبق أن حقق الأزهر نجاحا كبيرا داخليا وخارجيا لنشر السلام العالمي، عقب زيارة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس لمقر المشيخة وحضوره مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، وهي الزيارة التي حملت رسالة عالمية لنشر السلام بين أتباع الأديان، ورسخت أسس السلام بين مختلف الحضارات والثقافات.
في السياق ذاته، التقى الوفد الإيطالي البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وقالت المصادر المطلعة ذاتها، إن «الوفد استعرض أهم أولويات بلاده تجاه الوضع في ليبيا، خصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع مشكلة المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون من ليبيا إلى السواحل الإيطالية.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.