الأزمة المالية تهدد بظهور متواضع للفتح في الموسم الجديد

إدارة العفالق عاجزة... وتحركات شرفية لإنقاذ الموقف

فريق الفتح يعاني من أزمة مالية قبل انطلاق الموسم الجديد (تصوير: عيسى الدبيسي)
فريق الفتح يعاني من أزمة مالية قبل انطلاق الموسم الجديد (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

الأزمة المالية تهدد بظهور متواضع للفتح في الموسم الجديد

فريق الفتح يعاني من أزمة مالية قبل انطلاق الموسم الجديد (تصوير: عيسى الدبيسي)
فريق الفتح يعاني من أزمة مالية قبل انطلاق الموسم الجديد (تصوير: عيسى الدبيسي)

يمر الوقت سريعا على الفتحاويين، في ظل عجز الإدارة المكلفة برئاسة المهندس سعد العفالق في إتمام كثير من الصفقات المعلقة لصالح الفريق الكروي، الذي بدأ منتصف الأسبوع الحالي المرحلة الثانية من إعداده تأهبا للموسم الرياضي الجديد الذي سينطلق بعد أقل من شهر ببطولة الدوري السعودي للمحترفين.
وفي مقابل هذا العجز المالي، تبدو تحركات من قبل بعض أعضاء الشرف من خلف الكواليس، من أجل توفير مبالغ مالية بشكل عاجل لإتمام الصفقات الأجنبية على أقل تقدير، كون الصفقات المحلية يمكن إتمامها من خلال عقود تحتمل التأجيل في تقديم مقدمات العقود وحتى الرواتب الشهرية على العكس من الصفقات الأجنبية التي عادة لا تتم قبل دفع مقدمات عقود ليس للاعبين فحسب، بل تقدم أيضا دفعة مالية للنادي الذي تم منه شراء هذا اللاعب أو ذاك، وهذا هو سر العجز المرهق فعلا لإدارة الفتح التي تبحث عن حلول كفيلة بحل الأزمة المالية التي تعاني منها.
ووسط كل هذا الغموض الذي يحيط بوضع فريق الفتح الأول لكرة القدم يكتفي المركز الإعلامي ببث أخبار روتينية حول آلية التدريب التي انتهجها المدير الفني المدرب فتحي الجبال يوميا، سواء في التدريبات التي انطلقت الشهر الماضي في مدينة المبرز ثاني كبرى مدن محافظة الأحساء شرق السعودية، حيث يقع مقر النادي، أو حتى بعد الانتقال إلى المعسكر الخارجي الحالي في جمهورية تركيا.
في المقابل يبدي رئيس النادي المكلف سعد العفالق تحفظا شديدا أمام وسائل الإعلام، وعادة ما يعد ببث أي أخبار تهم الفتحاويين عبر المركز الإعلامي الرسمي، لكن لم تصل حتى الآن الأخبار التي تبعث على السرور بل حتى الطمأنينة بأن بطل دوري المحترفين السعودي قبل 4 سنوات، وتحديدا في موسم 2012 - 2013 سيعود منافسا، عدا أن يكون بطلا حقق ما يشبه المعجزة بحصد لقب أقوى دوري عربي متغلبا على كل الكبار، وبميزانية لم تصل حتى لعشرين مليون ريال فقط، بل إنه أتبع فوزه ببطولة الدوري بحصد بطولة السوبر السعودي أمام الاتحاد العملاق.
ويضع الفتحاويون أيديهم على قلوبهم خشية أن يمر الفريق بوضع أسوأ مما مر عليه في الموسم الماضي، حيث بقي في المركز الأخير لأكثر من نصف الدوري قبل أن ينهض بقوة في الجولات الأخيرة ويتقدم تدريجيا حتى وصل للمركز الثامن، رغم أنه كان ضمن حسابات المهددين بالهبوط حتى الجولة الأخيرة، لكنه نجح في الفوز على ضيفه الاتحاد برباعية تاريخية.
ووسط كل هذا الغموض لم ينل المدرب القدير فتحي الجبال «نصيبه» من الظهور الإعلامي عبر تنظيم مؤتمر صحافي لكشف تفاصيل توقيع عقده الجديد، خصوصا أنه عاد قبل منتصف الموسم الماضي بعد أن استقال من تدريب أحد الفرق القطرية، لينجح في نهاية الأمر في إضافة إنجاز جيد إلى سجله اللامع مع نادي الفتح، كونه المدرب التاريخي، حيث صعد الفريق بقيادته إلى دوري المحترفين قبل قرابة 9 سنوات، ثم نجح في حصد الدوري وكأس السوبر وشارك «عربيا وقاريا».
في هذا الشأن يكتفي المدرب الجبال بالقول: «أنا ابن من أبناء نادي الفتح وأحد أفراد أسرته الجميلة، ولذا علي أن أقدر كل الظروف المحيطة بهذه الأسرة التي أنتمي لها، وليس علي أن أبحث عن الظهور دائما في أي خطوة تتم لمصلحة البيت الفتحاوي».
وعن موضوع العقد يقول: «أتعامل في النهاية مع رجال ثقة، وجميعنا نعمل لرفعة هذا الكيان».
وكانت إدارة الفتح قد تأخرت في الإعلان الرسمي عن الاتفاق مع المدرب الجبال للاستمرار موسما جديدا، بعد أن حقق المراد منه الموسم الماضي بإنقاذ الفريق من الهبوط لدوري الأولى، رغم أن الفريق كان يشارك أيضا على الصعيد القاري في دوري أبطال آسيا، وكان يملك أيضا حظوظا في العبور للدور الثاني، لكن هذا لم يكن الهدف، ولم يتحقق.
ويمكن الإشارة إلى أن الإصرار على الاستقالة التي تقدم بها الرئيس السابق أحمد الراشد وعدم تكملة المشوار حتى نهاية فترته القانونية التي تبقى لها عام واحد، تمثل فعلا حالة من الإحباط وعدم القدرة على إضافة شيء جديد في الفترة المتبقية.
كما أن من الواضح أن النادي ساءت ظروفه المادية صعوبة في ظل ارتفاع سقف الطموحات لدى الفتحاويين في السنوات التي أعقبت الإنجازات التاريخية في الدوري والسوبر، مما يلزم توفير ميزانية عالية لجلب لاعبين محليين وأجانب على مستوى فني عال يمكن أن يعيدوا المجد للفتح. إلا أنه من الواضح أن هذا الأمر صعب جدا، وازداد صعوبة مع نهاية العقد مع الراعي الرسمي «المجدوعي للسيارات» الذي بقي لأربع سنوات ومدد لأشهر جراء مشاركة الفريق في البطولة الآسيوية.
وعرض مؤخرا الطاقم الرسمي الذي سيرتديه الفريق الكروي في الموسم الجديد دون أي راع رئيسي يتصدر قلب القمصان، بعد أن احتل هذا الموقع في السنوات الأربع الماضية الشركة السابقة.
ومع السيرة الجيدة التي يملكها نادي الفتح تبدو الفرصة كبيرة لإقناع إحدى الشركات الكبرى بتوقيع عقد رعاية، خصوصا أن الرئيس المكلف من عائلة تجارية معروفة، كما أنه من يتولى الجانب الاستثماري في النادي منذ سنوات، إضافة إلى منصبة نائبا للرئيس السابق.
ولن تقتصر خسائر الفتح الفنية في الموسم الجديد على النقص أو الانعدام في وجود اللاعبين الأجانب «إن لم يتم التعاقد بشكل عاجل» قبل انطلاقة الدوري مع عدد من الأسماء، بل إن الخسائر الفنية تتمثل في فقدان نجوم مميزين يتقدمهم علي البليهي المنتقل للهلال، وتوفيق بوحيمد المنتقل للفيحاء، فيما رحل نجوم مخضرمون إجباريا أو اختياريا يقدمهم حمدان الحمدان قائد الفريق التاريخي وصاحب أسرع هدف في الدوري السعودي للمحترفين، وكذلك عبد العزيز بوشقراء، حيث لم يتم تجديد عقودهم، إضافة إلى سياف البيشي الذي اعتزل رسميا وتوجه للعمل الإداري بنادي الاتفاق.
وبحسب المصادر، فإن المدرب التونسي فتحي الجبال حدد احتياجاته الفنية من اللاعبين الأجانب، وأوصى بالتجديد مع عدد من اللاعبين، من بينهم التونسي عبد القادر الوسلاتي الذي قدم في الموسم الماضي مستويات فنية عالية ساهمت في نجاة الفريق من الهبوط لدوري الأولى، إضافة إلى البرتغالي ساندرو، كما رصد أسماء تلعب في القارة الأفريقية تحديدا للتعاقد معهم، لكن لم يتم توفير المبالغ المالية التي يمكن أن تدفع للاعبين الأجانب كمقدمات عقود أو حتى حصة أنديتهم من نظام الإعارة، كما هي الحال للاعب الوسلاتي المرتبط مع الأفريقي التونسي، لكنه يفضل الاستمرار مع الفتح.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».