جنرال أميركي: إعلان النصر في الموصل وشيك

«بيعات جماعية» للدواعش على الموت في منطقة الميدان بالمدينة القديمة

عناصر في الشرطة الاتحادية يحتفلون بانتصاراتهم على «داعش» في الموصل القديمة أمس (أ.ف.ب)
عناصر في الشرطة الاتحادية يحتفلون بانتصاراتهم على «داعش» في الموصل القديمة أمس (أ.ف.ب)
TT

جنرال أميركي: إعلان النصر في الموصل وشيك

عناصر في الشرطة الاتحادية يحتفلون بانتصاراتهم على «داعش» في الموصل القديمة أمس (أ.ف.ب)
عناصر في الشرطة الاتحادية يحتفلون بانتصاراتهم على «داعش» في الموصل القديمة أمس (أ.ف.ب)

قال جنرال أميركي، أمس، إن السلطات العراقية ستعلن «في وقت وشيك» النصر النهائي في معركة استعادة مدينة الموصل من أيدي تنظيم داعش. وصرح الجنرال روبرت سوفغي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الإعلان بات وشيكا... ولا أريد التنبؤ بما إذا كان ذلك سيحدث اليوم أو غدا، ولكنني أعتقد أنه سيحدث قريبا جدا».
وحاول مقاتلون من تنظيم داعش الفرار من آخر مواقعهم في المدينة القديمة بالموصل عبر نهر دجلة، غير أنهم قتلوا بيد القوات العراقية، وفق ما أكد مسؤول عسكري أمس.
وبعد نحو 9 أشهر من انطلاق أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق لاستعادة الموصل، بات تنظيم داعش محاصرا داخل مساحة صغيرة في منطقة الميدان بالمدينة القديمة، بعدما كان يسيطر على أراض واسعة منذ عام 2014. لكن مقاتلي التنظيم أظهروا مقاومة شرسة في الأيام الأخيرة، مما أجل حسم المعركة وإلحاق القوات العراقية الهزيمة الكبرى بتنظيم داعش.
وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي إن عددا من مسلحي التنظيم حاولوا «العبور إلى الساحل الأيسر (شرق الموصل)، يعني إلى الضفة البعيدة»، مضيفا أن عناصر قوة عراقية متمركزة هناك «أطلقوا النار عليهم وقتلوهم، وبقوا في المياه». وأصدرت قيادة العمليات المشتركة العراقية بيانا قالت فيه إن «قطعات عمليات نينوى تقتل 35 إرهابيا وتلقي القبض على 6» آخرين حاولوا الفرار «أمام تقدم قطعاتنا» في الموصل القديمة.
ويقدر عدد مقاتلي تنظيم داعش الذين ما زالوا موجودين في المدينة القديمة، ذات الأزقة الضيقة والمباني المتلاصقة، بالمئات. ورغم انتشار هؤلاء في منطقة صغيرة نسبيا، فإن وجود مدنيين يجعل العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر.
وقال مراسل لوكالة «رويترز» إن عشرات الجنود العراقيين احتفلوا أمس وسط الأنقاض على ضفتي نهر دجلة دون انتظار إعلان الانتصار رسميا وبعضهم رقص على أنغام موسيقى تصدح من شاحنة وأطلقوا نيران الأسلحة الآلية في الهواء.
وفي وقت سابق أمس، نقل التلفزيون الرسمي عن متحدث عسكري قوله إن الخطوط الدفاعية لتنظيم داعش تنهار. وقالت مذيعة بالتلفزيون نقلا عن مراسلين يعملون وسط قوات الأمن التي تحارب التنظيم المتشدد في المدينة القديمة على ضفة نهر دجلة بالموصل: «هي معركة الأمتار الأخيرة... ونعلن النصر النهائي. ما هي إلا ساعات».
لكن وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش» ذكرت أن قتالا عنيفا يدور في منطقة الميدان بمحاذاة النهر، وقالت إن مقاتلي التنظيم صامدون في حصونهم. وتحدثت الوكالة عن «بيعات جماعية على الموت بين صفوف مقاتلي (الدولة الإسلامية) بمنطقة الميدان في الموصل».
ويقول قادة عراقيون إن المتشددين يقاتلون من أجل كل متر باستخدام القناصة والقنابل والمفجرين الانتحاريين مما يجبر قوات الأمن على القتال من منزل إلى منزل في متاهة من الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان. وقال المكتب الإعلامي للجيش العراقي في بيان: «المعركة مستمرة ووصلت إلى مرحلة المطاردة. وجهاز مكافحة الإرهاب سلم بعض الدواعش أنفسهم إليه».
وظهرت على طول الطريق التي احتفل فيها الجنود آثار انفجارات وأنقاض مبنى مركز للتسوق سوي بالأرض. وتناثر الركام وصناديق الذخيرة في المكان ولم يظهر من المدنيين سوى مجموعة من نحو 15 شخصا من النساء والأطفال وكبار السن، البعض منهم مصاب، لجأوا إلى محطة معطلة للوقود للاحتماء بها. وقدمت قوات الأمن ومسعفون الإسعافات الأولية لهم. وتقول منظمات الإغاثة إن حرب الشوارع التي بدأت قبل أشهر تسببت في نزوح 900 ألف شخص، أي نحو نصف سكان المدينة قبل بدء القتال، وأدت إلى مقتل الآلاف.
وبعد انتزاع الموصل، ستقتصر الأراضي الخاضعة لسيطرة «داعش» بالأساس على مناطق ريفية وصحراوية إلى الغرب والجنوب من المدينة حيث يعيش عشرات الآلاف من السكان. ومن المتوقع أن يصعد المتشددون هجماتهم على أهداف معينة في أنحاء العراق. وتتوقع الأمم المتحدة أن يتكلف إصلاح البنية التحتية الأساسية في الموصل أكثر من مليار دولار. وقال مسؤولون بالمنظمة الدولية إن كل المباني تقريبا لم تسلم من الدمار في بعض المناطق وإن كثرة المباني في الموصل تعني أن حجم الدمار ربما يكون أكبر.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.