نواب لبنانيون يشددون على ضرورة إطلاق مسيرة العمل الحكومي

بعد إقرار قانون الانتخاب وظهور مناخ يشجع على الإنجاز

نواب لبنانيون يشددون على ضرورة إطلاق مسيرة العمل الحكومي
TT

نواب لبنانيون يشددون على ضرورة إطلاق مسيرة العمل الحكومي

نواب لبنانيون يشددون على ضرورة إطلاق مسيرة العمل الحكومي

أعلن عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب شانت جنجنيان، أن «الأيام المقبلة ستنصب على تفعيل العمل الحكومي لأن من الضروري عدم تكرير مشهد التعطيل الذي طغى على حكومة الرئيس تمام سلام»، مشددا على «أهمية التعالي على نارية التصاريح التي توتر الأجواء وتبعد الإنتاج الذي يتوق إليه المواطن».
ورأى جنجنيان أن «هناك اتفاقا ضمنيا على عدم التعطيل وأن خلال فترة التمديد للمجلس الحالي التي ستستمر 11 شهرا حتى إجراء الانتخابات المقبلة ستكون فترة عمل وإنتاج وكل الوزارات ستضع خططا يتم تنفيذ مشاريع مهمة من خلالها».
واعتبر عضو (تكتل التغيير والإصلاح)، النائب نبيل نقولا أن «قانون الانتخاب النسبي الذي أقر يشرك الجميع في القرار وتحمل المسؤوليات»، مشيرا إلى أن الإنجاز الذي حصل فتح الطريق أمام تمثيل الجميع، والشوائب التي حصلت في القانون يمكن تعديلها لاحقا، في حال كانت التعديلات لتحسين القانون.
وأكد نقولا أن «لغة المحادل مرفوضة بعد السير بالنسبية»، لافتا إلى أن «التيار الوطني الحر ربما لم يخدمه القانون بالسياسة ولكنه خدم لبنان بنوعية التمثيل في السلطة»، وحذر «من الذهاب بمسار احتيالي على النسبية لقطع الطريق على الآخرين بأن يتمثلوا بحسب النسبة التي يمثلونها». واعتبر نقولا أن «المشكلة الطائفية في لبنان ليست في النصوص بل في النفوس»، معتبرا أن النظام العلماني يحمي الجميع والعلمانية ليست إلحادا، ولفت إلى أن «الأمور الحياتية تهم الناس أكثر من السياسية، والملفات الحيوية التي تجب معالجتها كثيرة وسلسلة الرتب والرواتب هي جزء من هذه الملفات المهمة، ولكنها ليست الوحيدة».
وفي السياق نفسه أشار القيادي في التيار الوطني الحر النائب السابق سليم عون، إلى أن «دعوة أطراف الحكومة إلى اللقاء في بعبدا كانت فكرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هي لمنع تضييع الوقت»، لافتا إلى أنه «جرى الاتفاق على عدم الانتظار في مدة التمديد الـ11 شهرا والمبادرة بالعمل»، مؤكدا أن «المستفيد من هذا الأمر هم المؤيدون للحكومة والمعارضون لها على حد سواء»، مضيفا: «نسأل من يعتبر نفسه مستهدفا من لقاء بعبدا إذا استتب الأمن وبدأنا ننتج في العمل الحكومي هل سيتضرر؟ إلا إذا كان هدفه إفشال العمل الحكومي بحيث يعتبر إنجازات الحكومة لا تناسبه».
واعتبر عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، أنه «آن الأوان لأن تعود السياسة وتؤول إلى المواطن وأن ينصرف الجهد الأكبر نحو المطالب المعيشية والاقتصادية والتنموية التي طالما انتظرها المواطنون اللبنانيون»، مشيراً إلى أنه «اليوم فرغنا من الهاجس والخلاف الذي كان قائما حول قانون الانتخاب، وإلى أن يستنبط عقلنا المبدع ما نختلف عليه مجددا وأعتقد أننا لم نعدم حيلة في إيجاد مواد خلافية جديدة، ربما أمام هذه الحكومة بما تمثل من إدارة تنفيذية لحياة المواطن وشؤون الدولة، أمامها مهمة جديدة كبرى والكثير من المسؤوليات، ولكن لديها الكثير من الدعم»، معربا عن أمله أن «تنصرف الحكومة في الأشهر القادمة التي تفصلنا قبل أن نبدأ تحسس حماوة الجو الانتخابي، لإنجاز بعض القضايا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي العام، في كل ما نراه من جمود اقتصادي وتراجع في معيشة اللبنانيين في أوضاعهم الاجتماعية».
ولفت أبو فاعور إلى أن هذه الحكومة «لديها فرصة نادرة بأن لديها نصاب وطني شبه مكتمل في تكوينها». وقال: «أعتقد أنه من الإيجابية بمكان دعم هذه الحكومة حين تصيب وحين تعمل لأجل المواطن، لذلك لا عذر اليوم أمام أهل السياسة ولا لهذه الحكومة في ألا تنصرف بشكل كامل لإنجاز الكثير من القضايا». وأكد أبو فاعور أن المعارضة اليوم هي معارضة إيجابية وإن لم تكن موسعة، والمعارضة أمر مطلوب وهي ضمانة التوازن في النظام السياسي، وضمان إيجاد فرصة لمن يريد أن يعبر بعكس الحكومة السائدة بإطار ديمقراطي، مشيراً إلى أن «التحديات كبيرة، من موضوع الكهرباء إلى موضوع النفط إلى موضوع تحريك عجلة الاقتصاد ودعم البلديات، وغيرها من الموضوعات التي نأمل أن تكون على قاعدة الاستحقاق والشفافية وليس على قاعدة توزيع المغانم والمحاصصة». وأشار إلى أن «المواطنين اللبنانيين يريدون هذه الفترة من النقاهة الوطنية وهدوء الأعصاب ليستفيدوا منها في الالتفات إلى القضايا الحياتية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».