شكري وكوبلر يتفقان على ضرورة الحفاظ على سيادة ليبيا

شددا على أن حل الأزمة السياسية ينبغي أن ينبع من جهود وطنية خالصة

مهاجرون يرفعون إيديهم طلبا للأنقاذ في البحر المتوسط على بعد عشرين كيلومترا من ساحل صبراتة الليبية (أ.ب)
مهاجرون يرفعون إيديهم طلبا للأنقاذ في البحر المتوسط على بعد عشرين كيلومترا من ساحل صبراتة الليبية (أ.ب)
TT

شكري وكوبلر يتفقان على ضرورة الحفاظ على سيادة ليبيا

مهاجرون يرفعون إيديهم طلبا للأنقاذ في البحر المتوسط على بعد عشرين كيلومترا من ساحل صبراتة الليبية (أ.ب)
مهاجرون يرفعون إيديهم طلبا للأنقاذ في البحر المتوسط على بعد عشرين كيلومترا من ساحل صبراتة الليبية (أ.ب)

اتفق وزير الخارجية المصري سامح شكري ومارتن كوبلر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، على أن إيجاد أي حل للأزمة السياسية الراهنة في ليبيا ينبغي أن ينبع من جهود وطنية ليبية خالصة، وفي إطار الحفاظ على استقلالية وسيادة الأراضي الليبية.
جاء ذلك عقب اجتماع عقده الوزير شكري مع كوبلر الذي يزور القاهرة حاليا، حسبما أفاد أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.
وأكد الوزير شكري ضرورة إيجاد حلول تضمن الحفاظ على كيان الدولة الليبية وحماية مؤسساتها، مشددا في هذا الصدد على محورية اتفاق الصخيرات كأساس لاستعادة الاستقرار وتفعيل دور المؤسسات الوطنية الليبية، وأعرب عن تطلع مصر لمزيد من التعاون والتشاور في الشأن الليبي مع الأمم المتحدة.
وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت أن المرشح لمنصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا بدل كوبلر هو ريتشارد ويلوكس، وهو ذو خلفية عسكرية وكان ضابطا في المخابرات العسكرية.
وأوضح المستشار أحمد أبو زيد أن كوبلر أشاد في مستهل اللقاء بالدور المصري الرائد في المنطقة، وما تبذله من جهود لحلحلة الأوضاع المتأزمة في ليبيا، وتفعيل المسار السياسي من خلال الحل السلمي، والحوار بين الأطراف الليبية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي الأخيرة له في منصبه مبعوثا للأمم المتحدة إلى ليبيا، حيث تقدم بالشكر لمصر ووزير خارجيتها على دعمه ومساندته طوال فترة توليه لمنصبه، معربا عن تطلعه لمزيد من التنسيق مع المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا. ومن جهته، أوضح كوبلر أن هدفه من الزيارة نقل نصائح ختامية مهمة من مصر لخليفته القادم.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أن كوبلر حرص على إحاطة وزير الخارجية بآخر مستجدات الأوضاع في ليبيا على الصعيدين السياسي والأمني، بالإضافة إلى نتائج مشاوراته واتصالاته مع مختلف الشخصيات الفاعلة في الشأن الليبي، وكذلك القوى الإقليمية والدولية، فضلا عن الشواغل التي تعرقل العملية السياسية. كما تطرق الجانبان في السياق ذاته إلى تطورات الأزمة الحالية مع قطر وتداعياتها على الأوضاع في ليبيا.
وأبرز أبو زيد، أن وزير الخارجية أكد خلال اللقاء استمرار مصر في بذل جهودها من أجل إتاحة الفرصة كاملة للأشقاء الليبيين للتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف، ومواصلة العمل للتعرف على القضايا الأساسية المطلوب حلها، ودعم الأطراف الليبية وتشجيعها على التوصل إلى التوافق المطلوب، في ضوء الإطار العام الذي حددته مختلف الأطراف الليبية في الاجتماعات التي استضافتها القاهرة.
وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على أن إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة في ليبيا ينبغي أن يكون في إطار الحفاظ على استقلالية ليبيا وسيادتها.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.